العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ

اليوم الغريب للديمقراطية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من المفترض اليوم أن نحتفل باليوم العالمي للديمقراطية، وذلك بحسب إعلان صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2007، دعت فيه الدول الأعضاء إلى الاحتفاء بالخامس عشر من سبتمبر/ أيلول من كل عام كيوم عالمي للديمقراطية، وذلك من خلال استعراض حال الديمقراطية في العالم. والأمم المتحدة أوضحت أن الديمقراطية تعد «عملية من العمليات» بقدر ما هي «هدف من الأهداف»، ولا يمكن لمثال الديمقراطية «أن يتحول إلى حقيقة واقعة يحظى بها الجميع في كل مكان إلا من خلال المشاركة والمساندة الكاملتين من قبل المجتمع الدولي والهيئات الوطنية الحاكمة والمجتمع المدني والأفراد أيضا».

على أننا في العالم العربي ينبغي علينا أن نحتفل بـ «اليوم الغريب للديمقراطية»، إذ إننا نسمع عن انتخابات لرؤساء وحكومات وبرلمانات وبلديات، وأن تلك الانتخابات ينتج عنها تداول في السلطة، وأن هناك شراكة في صنع القرار، وأن هناك تغييرا حقيقيا في السياسات مع تبدل الأفراد والجماعات المنتخبة دوريا... نسمع عن كل هذا ونتمتع به تماما كما نسمع عن أسرار الكون وعن المريخ وعن الكواكب، ولكنها كلها بعيدة وغريبة عنا.

وهناك تفسيرات عدة لكون الديمقراطية مفهوما غريبا علينا في منطقتنا. فالبعض يطرح أن العرب تعودوا على السيف لحسم الأمور، وعلى القبلية، وعلى الشعر من أجل مدح وثناء من بيده السيف والعطاء، وعلى توزيع الأدوار حسب النسب، وأن الانتساب القبلي أو الطائفي أهم من الانتساب إلى الأوطان... ألخ.

البعض الآخر يرى أن الديمقراطية غريبة في منطقتنا بسبب عدم نضج النخبة السياسية وعدم قدرتها على إنتاج أفكار وتجارب عملية تبتعد عن استبداد الفرد الواحد، أو القبيلة الواحدة، أو الطائفة الواحدة، أو الحزب الواحد. وهناك من يرى أن الاستعمار الذي أذل العرب والمسلمين أدى إلى رفض مطلق لكل ما جاء به، واُعتبرت الديمقراطية رديفة للمستعمر، وبالتالي فهي غريبة عنا، وأن علينا أن نعود إلى أصولنا وإلى أساليبنا الأولية حتى لو كانت بدائية في نظر الآخرين. وهناك من اعتبر أن الديمقراطية ضد الدين من الأساس، وأن ديننا لا يعترف بحق الإنسان في الحكم، وبالتالي فإنه يجب أن يكون هناك شخص ما أو جماعة ما تحكم المخلوقين باسم الخالق.

كل تلك التفسيرات وغيرها ربما تكون صحيحة في بعض جزئياتها وقد تشرح لنا غربة الديمقراطية في بلادنا... ولكن من يراجع ما كان يقال من تفسيرات عن اتباع ديانات وثقافات وبلدان وقوميات أخرى في زمن مضى سيرى أنها ذاتها التي تقال حاليا عن منطقتنا، غير أن تجارب العالم المختلفة والماثلة أمامنا أثبتت أن الديمقراطية قلبت تلك التفسيرات في كل زاوية من زوايا العالم تقريبا، وأن المنطقة العربية تعتبر زاوية حادة، ولكنها تنتظر دورها المقبل لا محالة في يوم من الأيام... بإذن الله تعالى.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2566 - الإثنين 14 سبتمبر 2009م الموافق 24 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:22 م

      The absence of Democracy

      We must focus our effort on the youth and their participation and influence in local democracy, through school, local organizations, associations and committees .And there are two principles that any definition of democracy includes equality and freedom. These principles are reflected by all citizens being equal before the law. Additionally the open communications and the co-operation between government and parliament will give us a good result for positive democracy.أم محمود

    • زائر 3 | 10:55 ص

      اذا خرجنا من تحت العباءة !!!

      مادام الانسان البحراني ( نسبة الى البحرين ) يخضع لشيخ القبيلة الذي يغطيه بعبائته خوفاً من أن يراه الناس فلن يكون عندنا مواطن ديمقراطي و لا ديمقراطية ، في العالم كله توجد ديمقراطيات و يوجد عندنا شيوخ قبائل أهم وظيفة يطلعون عليها هي جلب الناس لتقبيل خشومهم ، اذا خرجنا من تحت عباءة شيخ القبيلة ستكون عندنا ديمقراطية !!!

    • زائر 2 | 9:08 ص

      شكرا يا أبا علي

      عزيزى الدكتور لاغرابة فى هذا الشأن كوننا بعيدين عن ديننا الحنيف الذى يمثل قمة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فبالتالى اذا نسفنا قيمنا وعقيدتنا الدينية من جوف ارواحنا وعقولنا بانفسنا وطمسناها بالتعبيرات الغربية ومصطلحاتهم الجوفاء الغريبة والتى يتلاطم بها الفرد حسب اهوائه الشيطانية ونوازعه الانانية الدنيوية على رقاب بنى البشر فبالتالى لاغرابة بتسميتها الديمقراطية الغريبة وامثل القائل لاغريب الا الشيطان

    • زائر 1 | 3:37 ص

      في عهد ظله الشريف

      عند مروري بمبنى مجلس النواب المعاق .. شفت احتفالات البلاد بهذا اليوم .. وهو عبارة عن قطعة قماش مكتوب عليها تهنئة لأي احد بهذا اليوم.. اعتقد احتفال مثل بلدنا بهذا اليوم سيشكل مادة اعلامية وشعبية جيدة للسخرية ...

اقرأ ايضاً