العدد 2574 - الأربعاء 23 سبتمبر 2009م الموافق 04 شوال 1430هـ

صح لسانك يا شريدة

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

لم تكن مطالبة رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني بتقليص عدد الأندية البحرينية، عندما قال ذلك عبر شاشة قناة البحرين الفضائية من مجلس نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، وأن سبب تأخر الرياضة هو زيادة عدد هذه الأندية، في محلها، لأن التاريخ يحفظ أن كثيرا من الأندية ولاسيما أندية القرى سعت وراء ذلك وعملت على السير نحو إنجاح مشروع الأندية النموذجية الذي بدأ منذ سبع سنوات تقريبا، وإنما عدم جدية المؤسسة العامة للشباب والرياضة ومن قبلها الحكومة البحرينية، والمجلس الوطني الآن هو السبب ولاتزال في عدم نجاح هذه الخطة في الرقي بالرياضة البحرينية وكانت تعرف أنه الطريق الصحيح لتقليص عدد الأندية وتطبيق مطالبة الظهراني.

أجد نفسي مضطرا للانحياز لرد رئيس نادي قلالي جمعة شريدة وهو الذي صدق في أن الرياضة ما هي إلا طريق نحو الانتخابات البرلمانية المقبلة في 2010، لا سيما وأننا نرى النقاشات المستفيضة لأمور الرياضة حاليا قبل أسابيع فقط من انتهاء دور الانعقاد الرابع ودخول كثير من النواب في انتخابات جديدة تترجى أصوات الشباب وهم الأكثر نسبة في البحرين.

أجد نفسي موافقا لاستغرابه في بناء مبنى جديد لمجلس النواب وبتكلفة عالية على رغم جدة المبنى الحالي الذي يستوعب العدد الكبير ممن يعملون فيه، من دون أن يعمل النواب على نقل هذه الأموال الطائلة لبناء ملاعب جديدة تكون قادرة على استيعاب العدد المتصاعد للشباب البحريني وتطور الرياضة البحرينية التي عما قريب ستصل إلى العالمية بفضل سواعد لاعبي منتخبنا لكرة القدم، وبالتالي تعديل الوضع الرياضي المتأزم لدينا في البحرين، وإخراجها من الصعوبات التي تعانيها نتيجة للنقص الكبير في المنشآت الرياضية السليمة بالذات.

بالنسبة لنا فإن ما يجري لدينا من رياضة لا تسمى رياضة، وإنما أشبه بما يسمى بلعب صغار يغيب عنه مفهوم التنظيم، التنظيم الذي لا يأتي إلا من خلال الدعم الذي تقدمه الدولة لأنديتها وشبابها الرياضي، من خلال بناء الأندية النموذجية لأندية لاتزال تلعب على ملاعب العصر الحجري، من خلال الدعم اللامحدود لتطوير المنشآت الرياضية التي تكون قادرة على احتضان الجميع، وتطبيق القانون بحذافيره من دون تعد على حقوق أي ناد كان، إلى جانب إعطاء الجميع من دون استثناء الحق في ممارسة الرياضة وفق أصولها الصحيحة، فمناطق مثل قرى المحافظة الشمالية والتي يتعدى تعداد سكانها محافظات أخرى لا تضم سوى ناد نموذجي وحيد قد فتح للتو، فكل ذلك لا يؤدي لأن تمارس الرياضة بطريقتها الصحيحة، ونحن هنا ننقل تساؤل الكثيرين عن فحوى إبقاء صالة مدينة خليفة الرياضية مقفلة على رغم جهوزيتها ومنعها بالتالي من استضافة المباريات الجماهيرية كما يحدث في دوري السلة حاليا، لأن رياضات الصالات في البحرين حاليا استحوذت على استقطاب الجميع، ولا يخفى على الجميع الصعوبات التي تواجهها لجنة المسابقات لكرة اليد كمثال في إصدار جداول مسابقات الفئات السنية للموسم الجديد بسبب نقص الصالات لديها وعدم تجاوب الأندية التي لا ذنب لها أيضا في المشكلة مع الاتحاد، إذ إنها تحتاج لصالتها لتدريب أكثر من فريق في أكثر من لعبه، فكيف بها تهديها لمنافسات اليد والطائرة والسلة ربما.

في الماضي القريب، كشفت السعودية عن خطة عمل تهدف إلى جعل الدوري السعودي من أفضل 20 بطولة دوري في العالم بحلول العام 2013، والتي تعتمد في الأساس على زيادة دخل أندية الدوري من خلال تخصيص عدد من المكافآت والجوائز، وكل ذلك على رغم أن دوريها يصل إلى مراحل متقدمة من الدوريات المحترفة ولا تحتاج إلى مثل هذا الإعلان، وهذا يؤكد لنا لزاما بأن الدعم الحكومي والبرلماني هو السبيل لتطور الرياضة وليس تقليص عدد الأندية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2574 - الأربعاء 23 سبتمبر 2009م الموافق 04 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً