العدد 2580 - الإثنين 28 سبتمبر 2009م الموافق 09 شوال 1430هـ

18 ألف مصاب بمرض السكلر ينتظرون إنشاء وحدة علاجية خاصة بهم

في برنامج «مع الحدث» الذي يبث اليوم عبر «الوسط أون لاين»

استعرض البرنامج الأسبوعي «مع الحدث» الذي يبث كل ثلثاء على «الوسط أون لاين» قضية مرضى السكلر، مفيدا بأن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن البحرين تضم نحو 18 ألف مصاب بمرض السكلر، وعلى رغم هذا الرقم المخيف فإنه لا توجد غرفة خاصة للعناية بهم في مجمع السلمانية الطبي، الأمر الذي يضاعف من معاناتهم مع هذا المرض.

وجاء في البرنامج أنه منذ مطلع العام 2009 وحتى الآن، سجلت البحرين أكثر من 20 حالة وفاة بين مرضى السكلر، وعلى رغم ذلك لم تحرك وزارة الصحة ساكنا في هذا الموضوع حتى الآن.

وفي هذا السياق، استضاف البرنامج في حلقته لهذا اليوم رئيس جمعية السكلر البحرينية زكريا الكاظم.


وفيما يأتي نص اللقاء:

* بداية، ما هو واقع مرضى السكلر في البحرين؟

- واقع مرض السكلر في البحرين يعتبر هو المرض المتصدر حاليا للقارئ للوضع الصحي في البحرين، ومرض السكلر يعكس الحالة الصحية والوضع الصحي في البحرين وجهوزية الجهاز الصحي لدينا في البحرين. نحن شهدنا هذه السنة من 2009 إلى الآن 20 حالة وفاة بمرضى السكلر، اللافت في الأمر أن أعمارهم دون الـ 30. وإذا ما قارنا هذه النسبة مع سنوات السبعينيات والستينيات ففي الستينيات كان متوسط العمر 18، وفي السبعينيات حدث تطور في الخدمات الصحية فوصل متوسط العمر إلى 45 سنة، وهذا كان يعتبر تقدما حينها. في الثمانينيات أيضا حافظ على نفس المتوسط. ولكن خلال هذه السنوات الأربع الأخيرة شهدنا أن عدد الإصابات قل فعلا ما بين الأعداد المتوفاة ولكن متوسط الأعمار قلّ أيضا.

هذا يعني أن هناك خدمات صحية صحيحة نسبيا كانت متقدمة، ولكن حاليا أعتقد بشكل كبير أن الأداء بحاجة إلى إعادة نظر في الخدمات الطبية المقدمة.

* وما مدى صحة الإحصاءات التي تتحدث عن وجود 18 ألف مصاب بالسكلر في البحرين؟

- هذا العدد فيه خلاف بيننا وبين وزارة الصحة، ولكن أخذنا بهذا الرقم اعتمادا على إحصاءات وزارة الصحة، إلا أن الرقم أكبر من وجهة نظرنا. مع ذلك فإن الرقم 18 ألفا من المصابين بالمرض هو رقم من يراجع المستشفى، إلا أن هناك عددا آخر لا يراجع المستشفى ولا يراجع الطبيب والذين لا تظهر عليهم حالات المرض مثل آبائنا الذين لم يراجعوا المستشفى ولا تظهر عليهم أعراض المرض فبالتالي لا يعلم أنه مصاب بمرض السكلر حتى يضطر إلى دخول المستشفى وفي حين أجريت له تحاليل يظهر أنه مصاب بهذا المرض.

هناك فئة أخرى وهي فئة الاينات، وهي أيضا لا يمكن أن تكتشف أنها مصابة بالمرض إلا في حالة الحمل. مؤخرا، تمكنت فئة الشباب من معرفتها بأنها مصابة أو غير مصابة أو حاملة للمرض بسبب الفحص المبكر قبل الزواج، وهذا ساهم في إعلام الآخرين بإصابتهم أو حملهم للمرض. الرقم المتداول وهو 18 ألفا، هذا جاء على لسان وزير الصحة والمسئولين في جهاز وزارة الصحة بأن الـ 18 ألفا هم المصابون وأن 65 ألفا حاملون للمرض، وهذه النسبة المعتمدة لدى وزارة الصحة. واختلافنا في صحة الأرقام هو لغياب المسح إذ لا يوجد لدينا مسح حقيقي لهذه الأعداد.

* هل طلبتم هذا الأمر من الصحة بشكل رسمي؟

- وزارة الصحة وجدت أنه من الصعب إجراء المسح لأن ذلك يحتاج إلى موازنة ويحتاج إلى قرار سياسي وإلى آليات وإلى جهاز كامل للمسح، حتى أنها طلبت منا كجمعية أن نقوم بهذا العمل كتطوع منا بالتعاون مع الصناديق الخيرية والجهات الأخرى، وستكون شاكرة لنا إذا تمكنا من توفير هذه المعلومات لها.

* رقم 18 ألف مصاب بالسكلر في البحرين هو رقم مرعب بالنسبة لبلد كالبحرين، وفي ظل ذلك هناك -بحسب ما تحدثتم في أكثر من مناسبة- عدم اهتمام من جانب الحكومة ممثلة في وزارة الصحة، في تقديم الخدمات الصحية اللازمة، ومن بينها توفير وحدة خاصة بمرضى السكلر... حاليا؛ هل من تجاوب يلوح في الأفق من جانب وزارة الصحة في ظل التحركات التي قمتم بها بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني ومع النواب الآخرين؟

- ما نشهده هذه الأيام من خلال الصحف فإن وزارة الصحة عقدت العزم أخيرا على البدء ببناء الوحدة وأرجو أن لا يكون ذلك تصريحا صحافيا فقط، حيث شهدنا ثلاثة تصريحات صحافية سابقة وتم تحديد المدة في 18 شهرا وتم تحديد الموازنة أيضا ثم بعد سنة نفاجأ أيضا بتصريح آخر بأنه لم يتم البدء في بناء الوحدة وأن ذلك سيتم في الأشهر المقبلة وبموازنة كذا وبمدة كذا. نحن نتمنى أن التصريح الأخير يرى النور وينفذ على أرض الواقع.

وهنا أود أن أقارن ما بين الأعداد الموجودة في بريطانيا وبين الأعداد الموجودة في البحرين، إذا وجدنا أن العدد المصاب بالمرض في بريطانيا هو 12 ألفا، وأن العدد الموجود في البحرين هو 18 ألف مصاب بالمرض، مع الأخذ بأن نسبة عدد سكان بريطانيا مع سكان البحرين لا يقارن، لكن بريطانيا لديها 5 مراكز لعلاج 12 ألف مصاب بمرض السكلر، وأبدوا استغرابهم من عدم وجود مركز واحد لعلاج 18 ألف مصاب بمرض السكلر.

ومن ضمن توصيات مؤتمر منظمة الصحة العالمية خلال أبريل 2004 كانت هناك أجندة موجودة، وبإمكان أي شخص أن يطلع عليها، هي توصية البحرين والسعودية بأن يكون لهما مركز خاص بمرض السكلر.

أيضا لاحظت في المؤتمر السنوي الذي تعقده منظمة الصحة العالمية في كل عام، تدرس الأمراض التي تهدد الشعوب وتشكل عبئا اقتصاديا على الدول الإنمائية أو العالم الثالث ومن ضمنها الإيدز والفيروسات الجديدة التي ممكن أن تظهر في العالم، وكان من ضمن الأمراض العشرة التي تهدد هذه الشعوب هي مرض السكلر، وكانت توصي جميع دول العالم بالتصدي لهذه الأمراض ومعالجتها ووضع سياسات من أجل ذلك.

هذا على مستوى المحافل الدولية، لكننا لا نرى لمثل هذه التوصيات صدى طيبا من أجل هذا الموضوع، بل إن الشارع هو من بدأ يطالب بهذا الأمر، وكانت اليد الأولى لمعالي السيد خليفة بن أحمد الظهراني في الدفع إلى هذا المشروع، كذلك الإخوة في مجلس النواب دفعوا بهذا المشروع لأن يرى النور وأن يكون على السطح.

النائب محمد المزعل أحد المتهمين بهذا الملف وقد سعى لطرحه أكثر من مرة تحت قبة البرلمان.

* سعادة النائب؛ مازالت وزارة الصحة تغض الطرف عن عدد وفيات مرضى السكلر وعن معاناتهم اليومية في دائرة مجمع الحوادث والطوارئ بمجمع السلماينة الطبي... برلمانيا، هل سيُحرك هذا الملف في دور الانعقاد الرابع؟

- ما لم نجد خطوات عملية حقيقية على الأرض، سيبقى الملف متحركا في الدور الرابع وبأية أداة ممكنة. قد تكون هناك بعض البشائر، نحن طالبنا وأصررنا على أن تكون هناك وحدة متكاملة وأن يكون هناك مركز متكامل لعلاج مرضى السكلر.

الخبر الذي نُشر في الصحف أنه تقريبا تم إقرار المشروع وأن الموازنة رُصدت، وأنه وافقت وزارة المالية على إقرار مليوني ونصف دينار، هذا يُبشر بخير وأن هناك استجابة لهذا الطلب الذي حركناه في توصيات لجنة تحقيق الصحة وطالبنا به عدة مرات، وتتفق معنا بشأنه جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر وكل المهتمين بهذا الملف.

هذا يُبشر إذا بدأت خطوات عملية على الأرض لتنفيذ هذا المشروع فنعتبر أن هناك خطوة في الاتجاه الصحيح. مثل هذه الخطوات تدفعنا للتعاون من أجل أن تتوافر الخدمة المتكاملة لهذه الفئة من المرضى.

خلاف ذلك، إذا لم تتحرك عمليا الخطوات لإنجاز مثل هذا المشروع وبتحقيق شيء على الأرض لصالح هؤلاء، فإن المساءلة البرلمانية واردة.

* إذا، هناك بارقة أمل لتحرك جاد من قبل وزارة الصحة لرعاية مرضى السكلر؟

- بحسب الخبر المنشور؛ نعم.

18 ألف مصاب بالسكلر في البحرين ينتظرون إذا بارقة أمل تحملها لهم وزارة الصحة بإنشاء وحدة خاصة لرعايتهم وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم.

العدد 2580 - الإثنين 28 سبتمبر 2009م الموافق 09 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:01 ص

      قال تعالى:

      وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ

    • زائر 5 | 10:36 ص

      الى متى؟

      الى متى تظل معاناة مرضى السكلر؟ لماذا لا تنشئ لهم وحدة علاجية خاصة بل و الأهم من ذلك هو جلب اطباء واستشاريين من الخارج خصوصا من أوروبا متخصصين في علاج هذا المرض ولو بأجور مرتفعة (لأن حياة المواطن أهم وأغلى) والاطلاع على آخر الدراسات والبحوث التي عملت عن هذا المرض.. لأنه من غير المعقول أن المرض لا زال يعالج بنفس الطريقة منذ بدء علاجه بالبحرين؟ الم يكتشف العلماء طرق وعلاجات جديدة أم أن أطبائنا هم النائمون؟

    • زائر 2 | 1:43 ص

      18 ألف !!! ؟

      ما شاء الله معقول هذا العدد كلهم مصابين ، الصراحه مو بعيد انا أتوقعه أكثر من ذلك بكثير ، و أنا أحد المصابين بهذا المرض بعد الشر عنكم و نحن نعاني من سوء توفير المكان المخصص لنا في طواريء السلمانية أو حتى الطبيب المختص لعلاج هذا المرض كذلك في حال تحويلنا إلى الجناح ، ولا أخفي عنكم أن الموضوع كله واسطات في حال كنت تتعالج في عيادة خاصت فإنه يتم توفير لك السرير في أسرع وقت .
      أبو صلاح

اقرأ ايضاً