العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ

أحوال الجيش الأميركي في أفغانستان تضع أوباما في موقع محرج

بتعبيرهم علنا عن موقفهم من النزاع الأفغاني وضع المسئولون العسكريون الأميركيون قائدهم الأعلى باراك أوباما في موقع محرج، لاسيما وأن الرئيس يستعد لإعلان استراتيجيته الجديدة في أفغانستان. وقد رفض أوباما الموافقة على الفور على مطالبة العسكريين بإرسال تعزيزات ضخمة إلى أفغانستان، مشددا على الحاجة لإعادة النظر في تفاصيل الاستراتيجية المطبقة في هذا البلد قبل اتخاذ أي قرار. وبالتزامن مع انعقاد مجلس الحرب بشكل مغلق في البيت الأبيض منذ أيام عدة، أكد المسئولون العسكريون الكبار بصوت عال أنه من دون وجود عسكري مكثف على الأرض فإن المهمة في أفغانستان قد يكون مصيرها الفشل.

وقال مساعد وزير الدفاع السابق لورنس كورب لوكالة فرانس برس «إنهم يريدون التأكد من أن الجميع سيكونون على علم بما طلبوا في حال لم تجر الأمور على ما يرام».

وفي حال قرر أوباما تغيير المقاربة في أفغانستان أو رفض طلب إرسال تعزيزات فسيكون قد اتخذ موقفا بتعارض مع رغبات جنرالاته.

ويرى المعلقون اليساريون أن الأولى بالعسكريين أن يحتفظوا بنصائحهم لنفسهم وعدم السعي إلى التأثير على النقاش العام، حتى أن الصحافي في صحيفة «نيويورك تايمز» فرانك ريتش اتهم مثلا الجنرالات بأنهم يريدون «حشر» الرئيس في الزاوية في ملف أفغانستان.

وقال كورب إن النخبة العسكرية تريد تفادي تكرار التجربة العراقية عندما انصاعوا لطلبات الرئيس السابق جورج بوش بإرسال قوة اجتياح محدودة وهو خيار كانت له عواقب كارثية.

وبات المسئولون العسكريون يراهنون من الآن فصاعدا على استراتيجية لمحاربة التمرد تتطلب انتشارا لعدد كبير من الجنود من أجل ضمان أمن الشعب وكسب ثقته.

لكن في وقت تزداد فيه حصيلة الضحايا باضطراد مع مقتل ثمانية جنود أميركيين السبت ويمتد التمرد ويتكثف، تعلو بعض الأصوات في الكونغرس والبيت الأبيض مطالبة بتجميد أو حتى خفض حجم القوة الأميركية.

إلا أن قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال وقياداته يرفضون مثل هذه الخيارات. وفي هذا الصدد قال الجنرال ماكريستال لمجلة «نيوزويك» الأسبوعية «لا يمكن أن نأمل في احتواء حريق بمجرد ترك نصف المبنى يحترق».

وعبر كبار المسئولين العسكريين علنا عن دعمهم للمقاربة التي دعا إليها ماكريستال في تقرير رفعه مؤخرا إلى الرئيس ويركز على إرسال تعزيزات.

وفي الوقت الراهن يدور الجدل حول الاستراتيجية بشكل رئيسي بين الصقور الذين يريدون أن يمتثل أوباما بأسرع وقت لمطالب جنرالاته وأولئك الذين يلوحون بشبح حرب فيتنام جديدة.

وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن الاكتفاء بالانتظار حتى تتشكل القوات الأفغانية ما هو ألا استراتيجية مصيرها الفشل.

وأكد «لقد سبق وشاهدنا الفيلم، لم ينجح في العراق ولن ينجح كذلك في أفغانستان».

وفي الانتظار انكب بعض أعضاء الإدارة على كتاب مخصص لحرب فيتنام بعنوان «دروس في كوارث». واقترح فيه الكاتب غوردن غولدشتاين أن يرفض الرئيس جون فيتزجيرالد كينيدي لو كان لا يزال على قيد الحياة إرسال وحدات قتالية إلى البلاد.

وكتب جورج باكر في «نيويوركر» على مدونته الإلكترونية «لعل اللحظة هي لجي اف كي أوباما»، مضيفا «سنعلم ذلك في غضون بضعة أسابيع».

العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً