قال مصدر قريب من «حماس» أمس (الأربعاء) إن الحركة طلبت من مصر تأجيل جلسة الحوار الفلسطيني التي من المقرر عقدها في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لتوقيع اتفاق المصالحة، وذلك بسبب سحب تقرير غولدستون من المناقشات.

وعلى الفور، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط: إن أي طرف فلسطيني يحاول تأجيل اتفاق المصالحة لا يعمل «لمصلحة الثورة الفلسطينية» أو «العمل الوطني الفلسطيني». وأضاف «لا ينبغي أن نجعل المناورة والتكتيك يؤثران على الاستراتيجية».

وفي وقت سابق، اعترف أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه بأن القيادة الفلسطينية «أخطأت» في قرارها سحب تقرير «غولدستون» من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان.

«حماس» تطلب من مصر تأجيل توقيع اتفاق المصالحة مع «فتح»

عبدربه: السلطة الفلسطينية أخطأت بسحب تقرير غولدستون

رام الله، غزة - أ ف ب، د ب أ

اعترف أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه أمس (الأربعاء) بأن القيادة الفلسطينية «أخطأت» في قرارها سحب تقرير «غولدستون» بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

وقال عبدربه في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي «إن القيادة ارتكبت خطأ بسحب تقرير غولدستون من مناقشات مجلس حقوق الإنسان». وأضاف «إننا نعترف بهذا الخطأ الذي يمكن تصحيحه ونحن نعمل على ذلك».

وأوضح أن القيادة الفلسطينية «شكلت لجنة تحقيق في القضية التي ستتابع كيف وقع الخطأ من البداية، وستخرج للشعب الفلسطيني بالنتائج». وتأتي تصريحات عبد ربه غداة دعوة ليبيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للنظر في التقرير، على ما أفاد دبلوماسيون.

وقال نائب السفير الليبي لدى الأمم المتحدة إبراهيم دباشي لوكالة فرانس برس الثلثاء إن طرابلس وزعت رسالة نيابة عن مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة تطالب بعقد «اجتماع طارئ» لمجلس الأمن للنظر في تقرير المحقق الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون الذي اتهم «إسرائيل» بارتكاب «جرائم حرب» في غزة.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أنه يدعم قرار ليبيا. وقال لوكالة فرانس برس في اتصال من روما «نرحب بقرار الجماهيرية العربية الليبية الشقيقة بدعوة مجلس الأمن للانعقاد لمناقشة تقرير غولدستون حول الحرب الإسرائيلية على غزة».

وأوضح عباس أنه سيوفد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إلى نيويورك لدعم ليبيا في اتصالاتها مع الدول العربية والإسلامية والدول الأعضاء في مجلس الأمن في مناقشة التقرير.

وفي غزة، رحبت الحكومة الفلسطينية المقالة بالخطوة الليبية. وقال المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو في بيان إن الحكومة تشيد بالطرح الليبي.

وفي ملف آخر، قال مصدر قريب من «حماس» الأربعاء إن الحركة طلبت من مصر تأجيل جلسة الحوار الفلسطيني التي من المقرر عقدها في 25 أكتوبر/ تشرين الأول لتوقيع اتفاق المصالحة بين «حماس» و«فتح»، وذلك بسبب سحب تقرير غولدستون من المناقشات.

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس إن حركة حماس «طلبت من مصر إرجاء جلسة توقيع اتفاق المصالحة (مع فتح) بسبب سحب السلطة الفلسطينية و(رئيس السلطة محمود) عباس لتقرير غولدستون».

وفي الإطار ذاته، تفاجأ سكان قطاع غزة لأول مرة بوضع ملصقات في غالبية الشوارع والطرقات العامة تحمل صورا للرئيس عباس وقد وضع عليها إشارة (إكس) ومكتوب أسفلها «محمود عباس إلى مزبلة التاريخ ... أيها الخائن».

وتحيط صورة عباس في الملصق صور لضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحملت هذه الملصقات توقيع أساتذة ومثقفين جامعيين. وفي وقت لاحق، قام متظاهرون مناصرون لـ «حماس» بضرب صور للرئيس الفلسطيني بالأحذية في ساحة مفتوحة وسط مدينة غزة.

في هذه الأثناء، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين أن وزارته بدأت في رفع دعاوى قضائية باسم «شهداء وزارة الداخلية» في كل المحافل الدولية ضد عباس على خلفية سحب التقرير.

في غضون ذلك، حذّر رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي من إمكانية انهيار المسجد الأقصى في القدس المحتلة بسبب الإجراءات الإسرائيلية من أعمال بناء وتوسعات في بناء أنفاق تحت المسجد.

إلى ذلك، أكد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز التزام «إسرائيل» بحماية الأماكن المقدسة الإسلامية. فيما أفرجت الشرطة الإسرائيلية مساء الثلثاء عن زعيم الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح بعد اعتقاله لفترة وجيزة بتهمة الحض على العنف في القدس.

أمنيا، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات أمس طالت 20 فلسطينيا في الضفة الغربية. كما قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي توغل بشكل محدود على أطراف بلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وذكرت المصادر أن «قوة إسرائيلية توغلت شرق بلدة جباليا لمسافة 100 متر تقريبا، وسط عمليات تجريف وتحليق مكثف لطائرات الأباتشي الحربية».