العدد 2311 - الجمعة 02 يناير 2009م الموافق 05 محرم 1430هـ

ودعنا الفيل ونستقبل الحمار

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

مر يومان على بدء العام الجديد، ولا أعتقد أن شيئا قد تغير بيئيا أو فيزيائيا عن آخر يوم من عام 2008، اللهم إلا في التقدم في العمر بحساب السنين، وهذا ليس موضوع حديثنا هنا.

لا يمكن أن نصف سنة ما إنها جديدة إلا إذا كانت تحمل معها نتاج تحولات مختلفة عن السنة التي سبقتها، وهذا هو واقع بدايات كل التقاويم عند الأديان والأقوام عبر التاريخ، فرأس السنة عند الصينيين هو احتفال بمقدم وولادة الربيع، وعند المسيحيين وبعض اليهود هي ذكرى ولادة سيدنا المسيح (ع)، وعند المسلمين هي ذكرى انتقال سيدنا محمد (ص) من مكة إلى المدينة والشروع في بناء الدولة الإسلامية قبل 1430 سنة هجرية، أما عند معظم العبادات الوثنية فإن بدايات تقاويمهم كان بولادة إله الشمس، وهناك أيضا تقاويم أخرى من بينها ما سمعته من حساب عند بعض القبائل الأفريقية في كينيا، حيث تحسب الأعمار وفقا لعدد الأمطار الشديدة التي مرت في حياة أي شخص، ويبدو أن هذه القبائل تعودت أن ترى مطرتين شديدتين كل سنة، فيقال أن فلانا عمره 20 مطرة، أي عمره 10 سنوات في حسابنا نحن، وعندما سألت زميلا كينيا كان يعمل صحافيا في إحدى الوكالات الغربية بتركيا، ماذا يحصل إذا لم تشهد هذه القبائل مطرا في سنة من السنين قال إن الأعمار تحسب بأن الشخص المعني ولد في السنة غير الماطرة.

في منطقتنا كان العالم يترقب حلول العام الجديد لكونه يحمل ملامح نهاية وضع سياسي ولى وآخر على الأبواب، وأقصد هنا نهاية حكم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش وفريقه من المحافظين المتشددين بعد ثمان سنوات من الاحتلالات والحروب غير المحسوبة التي كادت أن تدفع شعوب المنطقة إلى حافة الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية. وبعد هذه السنين من حقنا نحن الشعوب العربية ولاسيما في الشرق الأوسط أن نحلم بسنين أكثر استقرارا وأمنا، كما من حقنا أن نحظى بتفهم أميركي لقضايانا السياسية وخصوصا منها الصراع العربي الإسرائيلي والوضع في العراق وإيران.

نعم، أميركا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق صارت دولة كونية تتحكم بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية في الدول الأخرى، وأن أي تحول فيها ينعكس على شعوب العالم.

قيل وهذا صحيح أن الرئيس الأميركي الآن هو زعيم لكل العالم وأن تغيره يمثل أساسا لمرحلة جديدة لا تقل عن أربع سنوات.

سيرحل الجمهوريون الذين مثلهم بوش أسوأ تمثيل ونحن بانتظار الديمقراطيين من خلال الرئيس الجديد أوباما. هذا هو ما ننتظره من العام الجديد، وعندما يرحل بوش يمكن أن نقول ودعنا عاما ونستقبل عاما جديدا.

نعم، في 20 يناير/ كانون الأول الجاري يرحل فيل الجمهوريين وسنستقبل حمار «التغيير» الذي يمثله الديمقراطيون، وعندها فقط سيبدأ عام جديد أو قل مرحلة جديدة نتمنى أن تكون فعلا متغيرة نحو الأحسن.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 2311 - الجمعة 02 يناير 2009م الموافق 05 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً