حصد طلبة مدرسة الجابرية الثانوية الصناعية غالبية المراكز الأولى على مستوى المدارس الصناعية، إذ اشتملت قائمة المتفوقين على 14 طالبا متفوقا من أصل 25 طالبا متفوقا ووضعوا على قائمة الشرف لهذا العام. وفي لقاءات أعدتها «الوسط» مع الطلبة المتفوقين في المدرسة والذين حصلوا على نسبة تفوق 95 في المئة أوضح غالبية الطلبة الذين تم لقاؤهم أن «التنافس الشريف» بين الطلبة كان هو الدافع وراء تفوق الغالبية العظمى منهم، إذ كان طلبة «الإلكترونيات الصناعية» المتفوقون في الفصل نفسه الأمر الذي دفع غالبيتهم إلى إعطاء أكثر مما يستطيع، وهنا قال الأول على المدارس الصناعية محمد كاظم العويناتي: «إن هذا التنافس رفع من نسبة الكثير من الطلبة إذ كان دافعا مستمرا لعطاء أكثر».
الغريب في الأمر أن طلبة الفصل الذي نتحدث عنه يبلغ عددهم 12 طالبا فقط لا تقل معدلاتهم عن 94,4 في المئة، وكانت المدرسة تطبق عليهم نظاما مشتركا للتعليم الصناعي الاسكتلندي، الأمر الذي طور إمكاناتهم بشكل كبير كما ذكر غالبيتهم.
وفي الوقت الذي تنوعت فيه رغبات طلبة تخصص الإلكترونيات الصناعية بين الهندسة الميكانيكية وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم وهندسة الالكترونيات وهندسة الطيران، ركز طلبة ميكانيكا السيارات على تخصص الميكانيكا الصناعية وركز طلبة الإمدادات الكهربائية على تخصص الماكينات الكهربائية.
وتناولت الأسئلة التي طرحتها «الوسط» على الطلبة معلومات شخصية ومعلومات عامة، نجح معظمهم في إجابة الأولى وأخفق غالبيتهم في الثانية لسبب أو لآخر.
أما عن الأسئلة العامة فكان أولها «كيف برأيك يمكن حل مشكلة البطالة في البحرين»، وفي هذا الصدد تنوعت الحلول المقترحة التي طرحها الطلبة بين فتح شركات استثمارية في القطاع الخاص لاستيعاب الخريجين، وبين دفع الشباب إلى الدراسة بشكل أكبر لنيل الشهادات والحصول على عمل ملائم، وبين تقليل أعداد الأجانب العاملين في القطاعات المختلفة في البحرين، وتهيئة الخريجين الجدد لسوق العمل، وبين تخفيض سن التقاعد للموظفين لفتح المجال أمام الخريجين الجدد. إلا أن الحديث مع غالبيتهم عكس قصورا في الوعي بمدى حجم المشكلة في البحرين إذ كان من الواضح أن غالبيتهم يعتقد أن سبب البطالة الرئيسي هو الامتناع عن الحصول على الشهادات العليا والتسرب من الدراسة الثانوية، إلا أن هذا الأمر عكس من جهة أخرى حرص غالبيتهم على الدراسة ونيل الدرجات العلمية والذي أفرزه إيمان عميق بأهميتها في بناء المستقبل.
أما السؤال التالي الذي طرحت فيه «الوسط» القضايا العامة فكان عن اختيار شخصيتين إحداهما محلية والأخرى عالمية على اعتبار أنها الأكثر تأثيرا، وهنا (أبدع) الطلبة في إجاباتهم بشكل ملفت. وكان من الملاحظ في هذا الصدد أن عددا كبيرا منهم لم يتمكن من الإجابة على هذا السؤال ربما لعدم حضور الذهن، في الوقت الذي لوحظ فيه أن عددا كبيرا منهم لم يذكر أية شخصية محلية على اعتبار أنها الأكثر تأثيرا خلال العام الماضي، وفي هذا الصدد ذكر بعض الطلبة عددا من أقربائه كشخصية بارزة في حياته، في مقابل شخصيات طالبين اختارا رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري كشخصية أبرز وأكثر تأثيرا محليا. أما الشخصيات العالمية فقد كان اختيارها متنوعا تنوعا فريدا، فمن الواضح أن هناك فرقا كبيرا بين رونالدو والحكام العرب وجون هوبكنز والسيدحسن نصرالله!!
أما السؤال التالي فكان اختيار حدثين هما الأبرز محليا وعالميا، وقليل من الطلبة اعتبر الانتخابات النيابية وتغيير الدستور في البحرين «حدثا مميزا» فيما استعاض غالبيتهم عن ذلك بذكر «التغيير السياسي في البحرين» من دون تحديد لماهية هذا التغيير كحدث أبرز، وهو أمر ربما يعكس قصورا في تحديد المصطلحات السياسية وخصوصا المحلي منها. إلا أن الحدث الأبرز محليا بالنسبة لغالبية الطلبة كان الخروج في مظاهرات تندد بالحرب ضد العراق وهو أمر له تفسيره، إذ عايشه الطلبة بشكل واقعي.
الحوادث العالمية التي ذكرها الطلبة ربما تركزت غالبيتها على الحرب ضد العراق، إلا أن كأس العالم كان له نصيب وافر من المؤيدين من الطلبة الذين اعتبروه حدثا يستحق أن يكون الأبرز.
أما أماني الطلبة في يوم التفوق فكانت تنحصر في الدراسة أو الحصول على البعثة التي يريدونها، ومن ثم العمل في إحدى الشركات الكبرى كمهندسين، واختار غالبيتهم شركات بحجم «بنوكو» و«ألبا» للعمل فيها على أساس أنها «الموقع الأفضل للعمل».
يقول الأول على المدرسة وصاحب المعدل الأعلى على مستوى التعليم الصناعي في المملكة (99 في المئة) محمد كاظم العويناتي إنه يتمنى دراسة هندسة كمبيوتر والتي يعتبرها «حلمه الأوحد»، إلا أنه لا يريد الدراسة في الجامعات المحلية لأن مستواها «ليس جيدا» حسبما ذكر. وأكد محمد مع والده وأخويه والذين زاروا مبنى «الوسط» أن اختيارهم للبعثة الدراسية التي يتمنى الحصول عليها سيكون دقيقا، وخصوصا أن معدل محمد مرتفع وأمامه مجال واسع للاختيار.
وأكد محمد على أن الدراسة في إحدى الدول الأوروبية وتحديدا بريطانيا هو أمنيته، في الوقت الذي أكد فيه والده وإخوته أنهم مستعدون لسفره للدراسة في الخارج وأنه لن يكون الأول في العائلة الذي يسافر للدراسة في الخارج.
فيما التف الثاني على المدرسة والحاصل على معدل 98,3 في المئة أحمد علي جواد عن والديه وإخوته للتأكيد على مدى دعم العائلة له أثناء الامتحانات وفخرهم بالإنجاز الذي حققه.
ويبدو أن التخوف السائد لدى الطلبة كان عن عدالة توزيع البعثات الدراسية عليهم، فقد كان المتفوقون كثرا ومقاعد البعثات الدراسية محدودة، وسوق العمل لا يبشر بخير، وهو الأمر الذي دفع والد الطالب حسين شهاب، محمد كاظم شهاب والحاصل على معدل 96,3 أن يدعو شركات القطاع الخاص بشكل جدي إلى المساهمة في البعثات الدراسية التي تقدم للطلبة الدراسين فيها، إذ إن مسئوليتها لا تنتفي بتدريبهم فقط، إذ إن الحاجة ماسة لزيادة عدد البعثات الدراسية لزيادة الخيارات أمام الطلبة وفتح أبواب المستقبل أمامهم. وتبقى في النهاية الدعوات الحارة و«الملحة» من قبل الطلبة لأن توزع البعثات بعدالة وتتلاءم مع رغبات الطلبة وتجد لها متنفسا لاحقا في سوق العمل
العدد 276 - الأحد 08 يونيو 2003م الموافق 07 ربيع الثاني 1424هـ