اعترف الكثير من الطلبة الحاصلين على درجات متدنية في التعليم الثانوي الصناعي بأنهم كانوا مقصرين في الدراسة وذلك بعدم إعطاء المذاكرة حقها من الوقت والتركيز واللهو عنها بعدة أمور مثل الإبحار في الإنترنت أو لعب كرة القدم بشكل يومي لساعات طويلة لم تتوقف عند بعضهم حتى في أيام الامتحانات. وعلى رغم درجاتهم المتدنية التي تراوحت بين الجيد والمتوسط أصر معظم الطلبة على أنهم سيواصلون التحدي مع «متطلبات الحياة» فبعضهم قال إنه لن ييأس في حال عدم قبوله في الجهات التعليمية في البحرين مثل جامعة البحرين ومعهد البحرين للتدريب وسيحاول الدراسة في الخارج والبعض الآخر يصر على أنه سيدرس ولو في الأكاديميات الخاصة لتطوير نفسه.
وقال ياسر الدقاق - المسار الفني، ميكانيكا السيارات: «توقعت درجة أكبر بحيث أصل لدرجة الثمانين على الأقل... أنا أعترف إن الإنترنت هو السبب، إذ كنت ألهو في الإنترنت طوال اليوم من دون هوادة سواء في الأيام العادية أو في أيام الامتحانات ما سبب في نقص المذاكرة كما ونوعا». وأضاف ياسر «أتمنى أن تقبلني الجامعة في تخصص هندسة ميكانيكية، إذ أن درجتي قريبة جدا من الثمانين. لا أريد دخول معهد البحرين للتدريب لعدة أسباب منها ان شهادته غير مقبولة وليست قوية».
وقال أحمد عبدالأمير - المسار الفني، ميكانيكا السيارات: «كانت درجتي 89 في السابق لكنني لم أصل حتى الى الثمانين هذه المرة واني أعلم سبب ذلك، إذ أني كنت إضافة للدراسة العادية منتسب لنظام جديد في المدرسة يعطيني في حال إكماله شهادة من جامعة (جيمس وورد). كان اجتهادي للحصول على الشهادتين العادية والخاصة بذلك النظام يقلل من مدى قدرتي على المذاكرة والتركيز على الدراسة في التخصص وهو ما أثر في درجتي إلى أن وصلت الى هذا المستوى». وأضاف أحمد «كنت أدخل المدرسة في السابعة والنصف صباحا ولا أخرج إلا الساعة السابعة والنصف مساء وهو ما أرهقني وقلل كذلك من مستواي»، وأشار أحمد إلى أنه كان يتمنى درجة أكبر من هذه وقد سجل في الجامعة ويتمنى أن يقبل في تخصص هندسة ميكانيكية أو معمارية لكنه مصر على أن يكمل الدراسة في حال عدم قبوله في الجامعة سواء في معهد البحرين للتدريب أو في جهات تعليمية أخرى».
وقال علي عيسى - المسار الفني، ميكانيكا السيارات: «كان هنالك خلل في إعطاء المواد حقها من قبل النظام الدراسي إذ كانت بعض المواد تعطى ساعات دراسية أكثر مما تستحق بينما تترك أخرى بساعات قليلة على رغم حاجتها الى ساعات مضاعفة. جاءت بعض الامتحانات صعبة مثل امتحان الأصول والرسم الصناعي إضافة إلى تأثير المدرسين غير الجيدين من الإخوة العرب والذين يعلموننا الإنجليزية بصورة لا ترتقي بنا في الدراسة».
ولما أخبرناه بدرجته، إذ لم يكن يعرفها قال متأثرا «هذه الدرجة لا تدخلني الجامعة لكني أتمنى أن تقبلني في الهندسة الميكانيكية وفي حال لم تقبلني الجامعة سأسافر الى الكويت، إذ أتوقع أن أتفوق هناك. أنا مصمم على إكمال دراستي».
حسن عيسى - المسار الفني، ميكانيكا السيارات: «بصراحة أنا أتهاون أحيانا في الدراسة ولم أكن مجدا بالشكل المطلوب وهو ما جعلني في هذا المستوى، أجلس أحيانا على الإنترنت وألعب الكرة لكن ليس كثيرا. يأخذ العمل أكثر وقتي وهو ما أثر طبعا مع العوامل الأخرى على درجاتي. سأواصل الدراسة بإذن الله وأتمنى أن تقبلني الجامعة وفي حال عدم قبولي سأدرس في معهد البحرين للتدريب».
أما عقيل مكي - المسار التطبيقي، التبريد والتكييف فقال: «كنت أتوقع الوصول الى درجة الثمانين أو أكثر... ذاكرت قدر المستطاع لكنني أرتبك وأنسى كثيرا ولم تساعدني ذاكرتي على التركيز. أعتقد بصراحة أنه ليس هنالك مادة صعبة مع المذاكرة فكل شيء يهون إذا حضر الإنسان نفسه إليه».
وأضاف عقيل «لا أنوي دخول الجامعة وسأدخل معهد البحرين للتدريب، قدمت طلبا للعمل بحيث يساعدني ذلك في تكوين نفسي لدخول المعهد وسأحاول قدر المستطاع أن أواصل الدراسة بجد ومثابرة».
وقال حسين (طلب عدم ذكر اسمه الكامل) - المسار التطبيقي، التبريد والتكييف: «لا أعلم ما هي درجتي إذ ستأتي بالحظ»، وعن سبب ذلك أجاب «لم أكن أذاكر بصراحة أبدا إلا في حالات وأوقات قليلة وكنت أغش بشكل كبير ما يجعلني لا أعرف درجتي ولا حتى أتوقعها». وأضاف حسين بعد أن علم بدرجته «أنا كنت أذاكر قليلا جدا وأترك الباقي على (الغش). وأشار حسين إلى أنه يعمل في مكان للقرطاسية والتسجيلات لحاجته الى إعالة نفسه والمساهمة مع إخوانه في إعالة العائلة ما ساهم بشكل كبير وأساسي في إهماله للدراسة وعدم مذاكرته. ولما سألناه عن سبب عدم تركه العمل لينتبه الى دراسته قال «إذا لم أصرف على نفسي فمن سيعيلني؟!»
العدد 276 - الأحد 08 يونيو 2003م الموافق 07 ربيع الثاني 1424هـ