قال بلغريف في تقريره: «الغلطة الرئيسية في التعليم حتى الآن، هي محاولة تعليم موضوعات كثيرة وعالية، وحتى لو أنها فُهمت، فستكون غير ذات فائدة لأولاد سيكونون غواصين في الغالب، أو أصحاب سفن، أو مديري متاجر».
في العام 1930 تم افتتاح مدرسة «المباركة العلوية»، وعهد إلى مدير الأوقاف الجعفرية إدارتها، وانضم إليها 400 تلميذ، وجلب معلموها من العراق.
بلغت مخصصات التعليم في العام الدارسي 1931/1932 حوالي 16 ألف روبية.
في العام 1937 كانت في البحرين 8 مدارس، ثلاث منها في المدن وخمس في القرى، وعدد الطلبة بلغ ألف طالب.
أصدر مستشار حكومة البحرين في العام 1939 بلاغا يقول نصه: «إن النظام الداخلي لرجال التعليم في وزارة المعارف العامة، يمنع الموظفين من الاشتغال في غير مهنتهم التي يجب أن يصرفوا إليها بكليتهم، وعليه فيحظر على رجال المعارف الاشتغال في الصحافة والاشتراك في إلقاء الخطب وغيرها في النوادي والحفلات العامة ما يتنافى مع عملهم التعليمي، إلا إذا طلب منهم ذلك رسميا».
جمعت الهيئات التعليمية في مدارس الأولاد مبلغ 1000 روبية مساهمة في مساندة القوات الإنجليزية المشتركة في الحرب العالمية الثانية.
في العام الدراسي 1940/1941 افتتح أول معهد للتعليم الثانوي في البحرين أطلق عليه «كلية المنامة»، لانتخاب أفضل الطلبة المتخرجين من التعليم الابتدائي والإعدادي، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة، تدرس فيه المناهج باللغة الإنجليزية على المنهاج الهندي، وتحول اسمها إلى «الثانوية» في العام الذي يليه أسوة بما هو جار في الدول العربية، وانضم إليها في البداية 45 طالبا.
كانت الثانوية تشتمل على سكن داخلي، سكن فيه في البداية 24 طالبا منهم 5 كويتيون يدرسون في المدارس الفنية.
ما بين العامين 1940 و1943 كانت السياسة التعليمية تتجه إلى استيعاب جميع التلاميذ وزيادة عدد المعلمين والفصول، وتمت إضافة الصف السابع إلى المرحلة الابتدائية، وأصبحت الصفوف 3 سنوات تحضيرية، و4 سنوات ابتدائية.
أمكن تقليص عدد الطلبة من ما بين 80 إلى 90 تلميذا في الفصل الواحد إلى حوالي 40 تلميذا، وذلك بزيادة عدد الفصول في الكثير من المدارس في العام 1943.
في تلك الفترة كانت المدارس تقدم وجبتين يوميا للطلبة، وثوبين في السنة.
قدم المجلس الثقافي البريطاني في العام 1943 منحة سنوية بمقدار 500 جنيه استرليني وبعثات بمبلغ 75 جنيها للجامعة الاميركية في بيروت للطالب المتميز في المرحلة الثانوية.
في العام 1944، جاءت إلى البحرين أول مجموعة من المعلمين المصريين عن طريق الإعارة، وعددهم 12 معلما، عن طريق طائرة مروحية بحرية، ووصلوا بعد ستة أسابيع من بدء الدراسة.
في العام 1946 وصلت دفعة أخرى من المعلمين المصريين، وعددهم 22 معلما، وكانت رواتبهم تدفع مناصفة بين الحكومة البحرينية والمصرية.
في العام 1944 ابتعثت البحرين ثلاثة من معلميها إلى مصر لاكتساب المزيد من الخبرة والتأهيل.
يتبع ص16
وصل إلى البحرين من مصر معلم التربية الرياضية، وهو محمد عبده صالح، وكان بطل مصر في الملاكمة من الفترة 1940/1942، وتلحظ التقارير التطور الذي حصل في هذا المجال بسببه.
في العام 1945 حدث فراغ في منصب مدير المعارف بسبب ظروف صحية ألمت بمديرها «ويلي»، فأمر حاكم البحرين آنذاك الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، أحمد العمران بتولي المعارف بجانب عمله في البلدية، وبقي في منصبه حتى العام 1972.
في العام 1945 ابتعثت البحرين 16 طالبا من المدرسة الثانوية للدراسة في القاهرة، ليصبح عدد البحرينيين الدارسين هناك 24، ومن بين الطلبة الذين كانوا هناك في تلك السنة: إبراهيم محمد يعقوب (كان طبيباَ ومسئولا في وزارة الصحة)، محمد يوسف محمود المعتز، علي راشد المسقطي، علي عبدالرحيم، خليل إبراهيم المطوع، حسين جعفر منديل، كمال المهزع، الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، سلمان المعاودة، علي بن الشيخ، عبدالحميد محمد صالح الشتر، أحمد الشوملي، جاسم الفايز، حسن المنصوري، إبراهيم بوحجي، حسن علي المدني، عبدالرحمن الشيراوي، علي عبدالله سيار (الصحافي)، سلمان خليل كانو، عبدالرحمن كانو، عبدالله الشكر وعبدالرحمن الجودر.
في العام 1947 كان عدد الطلبة 2048، وكثيرون منهم كانوا على قائمة الانتظار.
في إجازة صيف 1948، زار أحمد العمران سورية ولبنان ومصر لجلب المعلمين، وكان عدد المعلمين في مدارس البحرين في بداية العام التالي 96 معلما، منهم 31 أجنبيا، 22 مصريا، خمسة سوريين، ثلاثة هنود، حجازي واحد، أما المعلمون البحرينيون، فكثيرا ما استقالوا من التدريس والتحقوا بشركة النفط أو بالمقاولين العاملين في المملكة العربية السعودية لأفضلية رواتبهم.
ما بين العامين 1928 و1951، ارتفعت المصروفات الحكومية على التعليم من 30 ألف روبية إلى مليون و570 ألف روبية، كما ارتفع عدد الطلاب من الجنسين من 620 طالبا إلى 5770 طالبا.
كان عدد الطلاب في العام 1949 ما مجموعه 4963 طالبا، يشكلون ما نسبته4,35 في المئة من مجموع السكان البالغ في ذلك الوقت 109 آلاف نسمة.
نشرت صحيفة العالم العربي في الأول من يناير/كانون الثاني 1951 صورة كتب تحتها «عظمة حاكم البحرين في طريقه لافتتاح بيت الطلبة الجديد، ويعد في نوع مبانيه وطريقة تصميمه، أول بيت من طرازه في العالم العربي».
السكن الداخلي الذي افتتح في العام 1951 كان يتسع لمئة طالب، وسكن للمعلمين، وغرف دراسية وألعاب، وقاعة تتسع لـ 500 مقعد، وفي وسطه حديقة كبيرة وسطها نافورة، وإلى جانبه تقع المدرسة الثانوية، مع وجود ملاعب أمام المبنيين.
أدخلت إلى مدارس البحرين لأول مرة في العام 1951 دفاتر الغياب لحصر الأيام التي يغيب فيها الطلاب
العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ