العدد 291 - الإثنين 23 يونيو 2003م الموافق 22 ربيع الثاني 1424هـ

اللقاءات مع الاسرائيليين

علي صالح comments [at] alwasatnews.com

الاجتماع الذي عقد بين سمو ولي العهد مع وزير الخارجية الاسرائيلي مصادفة قبل يومين ترددت اصداؤه والاراء حوله.

فمثل هذه الاجتماعات التي يتعمد المسئولون الاسرائيليون عقدها مع مسئولين عرب، تستغلها «اسرائيل» من أجل أهداف مختلفة لعل على رأسها اثبات علاقاتها العادية مع العرب، وان هؤلاء العرب يجرون اتصالات معها، ويرغبون في إقامة علاقات ودية وتجارية كذلك، وهذا ما يعطي انطباعا عن عدم انزعاج او رفض الدول العربية لكل ما ترتكبه «اسرائيل» يوميا من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وما تمارسه من ارهاب دولة ضد شعب بكامله، وضد متطلبات ووسائل عيش هذا الشعب من تدمير للمساكن والمزروعات، وحصار ومنع من العمل وطلب الاسعاف... والادهى من ذلك هو حضور الاسرائيليين لهذه القمم والمنتديات ابتداء من قمم الشرق الاوسط وشمال إفريقيا الاقتصادية وانتهاء بمنتدى دافوس الاقتصادي والسياسي، والتي تدعمها الولايات المتحدة من اجل ايجاد التقارب والتعاون، بل وخلق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين العرب و«اسرائيل»، على اساس المصالح المشتركة، وبعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاراضي العربية المحتلة.

التوجهات والمصالح التي عززتها اميركا أخيرا بطرح اقامة منطقة للتجارة الحرة بينها وبين دول الشرق الاوسط، تتداخل مع المصالح والتبادلات الاقتصادية والتجارية بين كل هذه الدول بما فيها «اسرائيل» طبعا.

لقد دأبت البحرين على حضور كل القمم والمنتديات التي عقدت في السنوات السابقة. وذلك بهدف الترويج للبحرين اقتصاديا والتعريف بفرص الاستثمار المتاحة فيها من اجل جذب الاستثمارات والمستثمرين والمشروعات الجديدة من اميركا واوروبا والدول الآسيوية لكن هناك من يطرح بأن هذا قد يؤدي إلى تلبية الرغبات الاميركية ومن بينها ربما السكوت عن السياسات الاميركية الداعمة من دون حدود للعدو الاسرائيلي.

ومن هنا فان الموضوع لا يتعلق برفض او قبول العروض والمبادرات الاسرائيلية، والتي تهدف دائما إلى تطبيع العلاقات مع كل الدول العربية على حساب القضية الفلسطينية، وانما يتعلق بضرورة موقف عربي واضح في هذا الشأن، وهو يرتبط بقبول «اسرائيل» لمبادرة السلام العربية التي قدمت في قمة بيروت، والتي لا تزال «اسرائيل» ترفضها ولا تزال اميركا تدعم هذا الرفض.

ومادام هذا هو الموقف الاميركي الاسرائيلي فإن الموقف العربي يقتضي رفض عروضات المسئولين الاسرائيليين

العدد 291 - الإثنين 23 يونيو 2003م الموافق 22 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً