العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ

المثليون، من أين جاءوا...؟

خالد أبو أحمد comments [at] alwasatnews.com

التحقيق الصحافي الناجح الذي قام به الزميل الصحافي حسين خلف عن (المثليين)، والذي أصبح حديث الناس في مجتمع البحرين فتح الباب أمام جدل أرى انه سيستمر طويلا في الساحة، ذلك لأن ردود الفعل التي صاحبته ومازالت لم تتسم بالموضوعية والعمق الذي من المفترض أن تتسم به لأن هذا الموضوع يمس (ذاتنا) وينذر بشر مستطير.

بعض الجهات استنكرت وطالبت بعدم السماح لهؤلاء بعقد فعالياتهم المقبلة، الجهات الرسمية نفت معرفتها بحدوث الفعل من أساسه بل بينت أنها إذا علمت أثناء الحفل فليس بيدها أن تفعل شيئا، المهم الكل بشكل أو بآخر تبرأ من هذه الفعلة ومن هؤلاء الشباب (الجنس الثالث) و(السفلة) و(قوم لوط)... وهلم جرا.

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد من أين أتى هؤلاء؟ ومن أي العوالم جاءوا؟ أما الإجابة التي يتهرب منها الجميع مؤسسات وجمعيات وأفرادا وصحفا ومنابر أن هؤلاء الشباب (الجنس الثالث) والسفلة جاءوا من صميم عجزنا، وجاءوا من تفريطنا، وجاءوا أيضا من علاتنا الكبيرة، وجاءوا من عدم مواجهتنا لقضايانا الاجتماعية التي علقنا مسئوليتها على الشماعة الكبيرة (الحكومة) والدولة التي هي أنا وأنت وهذا وذاك ونحن جمعينا. هؤلاء المثليون هم مسئولية كل فرد منا ومسئولية كل أب وكل أم بالدرجة الأولى وليست مسئولية الدولة بأي حال من الأحوال. فالاستنكار الذي تعلمناه لا يحل المشكلة والبيانات والمطالبات كلها وسائل لا تجدي نفعا ومنع هؤلاء من التجمهر والوجود على السطح لا يلغي وجودهم ولا يمحو عارنا، ولكن حتى لا يلحق بهم آخرون ينبغي ألا ندفن رؤوسنا في الرمال ونعتمد على الشماعة الكبيرة

إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"

العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً