العدد 297 - الأحد 29 يونيو 2003م الموافق 28 ربيع الثاني 1424هـ

عمليات المقاومة تنتشر والفجوة تتسع بين الشعب والاحتلال

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

واجهت قوات الاحتلال الأميركي في العراق الأسبوع الماضي هجمات على يد رجال المقاومة الذين سددوا لها ضربات موجعة ومتلاحقة لم يعهدوا لها مثيلا منذ دخول هذه القوات بغداد في 9 ابريل/ نيسان الماضي. وتعرضت القوات الاميركية لعدة هجمات في مناطق متفرقة بالعراق كان اعنفها الهجوم بالصواريخ في الكوفة على بعد 10 كلم من مدينة النجف الاشرف جنوب بغداد. ووصف الميجور ريك هال الحادث بأنه «أمر غير اعتيادي فعلا لأن الوضع بين الكوفة والنجف هادئ بشكل عام».

ويبقى الهجوم الذي نفذته المقاومة في الكوفة هو الابرز بين تلك الهجمات لا فقط لجهة عنفه و ارتفاع حصيلة عدد الاصابات بين القوات المحتلة، وانما ايضا لدلالاته السياسية. وهذا الهجوم وما تعرض له الجنود البريطانيون قبل ذلك في المجر الكبير بات يسقط فرضية ان المقاومة في العراق ضد قوات الاحتلال هي مقتصرة على مناطق في بغداد وغربها والى شمال منها. ومن الواضح ان المقاومة اخذة بالاتساع لتشمل مختلف المدن العراقية بغض النظر عن تكويناتها المذهبية والعرقية. واذا كانت مشاعر الوطنية هي المحرك الاساس لهذه المقاومة إلا انه في رأي الكثير من العراقيين ان بروز الفجوة الكبيرة من انعدام التواصل واحيانا الحقد بين العراقيين والجنود الذين قدموا لتحريرهم من الدكتاتورية، اضحت بدورها تغذي الاسباب للاتجاه نحو المقاومة لدى بعض الذين انضموا اليها في الاسابيع الماضية. سيما وان الجنود الاميركيين لا يتصرفون بلياقة ويهتمون بشكل خاص بسلامتهم لدى بحثهم عن انصار الرئيس المخلوع، وهناك سكان يطالبون باحترام تقاليدهم وعاداتهم وعقائدهم الدينية.

ويكرر العراقيون بشكل دائم «انهم يهينوننا». كما ان الجنود يتصرفون بعشوائية في اطلاق النار التي دائما تودي بحياة الابرياء ومنهم الاطفال. وعلى سبيل المثال قتلت قوات الاحتلال في بغداد الخميس الماضي طفلا برصاص قناص فوق سطح منزله في حي الجهاد في العاصمة. ووفقا لرواية والد الطفل محمد صباح الكبيسي فقد أطلقت دورية أميركية كانت تمر في الحي النار على ابنه، بينما كان واقفا على سطح المنزل ما أدى إلى وفاته بعد لحظات.

وفي كل الاحوال بروز المقاومة ضد الاحتلال في مختلف المدن يعني ان الجنود سيكونون في كوابيس دائمة خصوصا في المناطق التي تسكنها غالبية شيعية. واذا كان الشيعة اكثر تضررا من النظام السابق، فان المقاومة بهذا المعنى لا تحركها بقايا النظام السابق، وانما باتت تتحرك وفق سياقات وتوجهات مستقلة. ودلالة ذلك واضحة في انتقاد أئمة المساجد في العاصمة ما آلت إليه الاوضاع في العراق في ظل الاحتلال.

فالشيخ حسن الزركاني قال في خطبة الجمعة في مسجد المحسن في مدينة الصدر امام الاف المصلين «هل يشتتنا المشتتون وهل يفرقنا المفرقون وهل تسرق عمامة رسول الله وهل تتفرق كلمتنا بدلا من ان تتوحد (...) وكيف ستكون امورنا». وتابع يقول «كونوا واعين لما يجري علينا في هذه المرحلة لان هناك من يريد ان يصعد على رقابنا ويتعلق على اكتافنا ليحصل على مكاسب دنيوية». واكد انه «بعد ان تأتينا الفرصة يتلاعب بنا المتلاعبون». وقال انه «بفضل الله ورسوله وجهد امام الجمعة وشهداء الجمعة نحظى بصحوة دينية فلن يغرنا بريمر او من يمثله».

ومن جانبه، اكد امام مسجد الشيخ عبدالقادر الكيلاني الشيخ محمود خلف في خطبة الجمعة «لقد انشغلنا بالدولار وارتفاعه وانخفاضه واخذنا نتساءل: هل ستوزع الرواتب علينا بالدينار ام بالدولار ونسينا الاهم، لقد نسينا الوطن وما ادراك ما الوطن».

واضاف «ياايها المسلمون ارتقوا الى مستوى الحدث، وأي حدث لقد نسينا اهم شيء لقد نسينا انفسنا».

وانتقد الشيخ خلف ظاهرة شح الوقود والكهرباء والماء التي تسود العاصمة معتبرا انها «خطة لالهاء الناس وصرفهم للانشغال بها بدلا من الانشغال بما آلت اليه الامور في العراق من اوضاع مزرية فأصبح الرجل منشغلا بالبحث عن الوقود وعن ساعات انقطاع التيار الكهربائي والماء بدلا من الانشغال بالوضع الجديد الذي هو فيه»

العدد 297 - الأحد 29 يونيو 2003م الموافق 28 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً