العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ

بائعو أوطانهم لا يحمون وطن غيرهم

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«إن فاقد الشيء لا يعطيه»، وبالتالي فإن من باع وطنه لا يمكنه أن يحمي وطن أناس آخرين، وهذا ينطبق على مَنْ يواصل شتم أهل البحرين. هؤلاء هم الذين خرجوا من أوطانهم بسبب العوز الشديد وجاءوا إلى وطننا طمعا في خيره على حساب أهله. كما أن الذين يشتمون أهل البحرين الأصليين (ويتهمون غيرهم باتهامات تليق بهم) إنما فعلوا ذلك لأنهم ربما وجدوا سوقا رائجة لهم. وهذا يفسر لنا معنى ما يردده أحدهم باستمرار من أنه جاء إلى البحرين ليمارس دوره كما تمارس الـ «...» دورها، فتلك تبيع جسدها وهو يبيع شتائمه ويبيع ما يكتبه من تملق ونفاق على بعض المسئولين. ولأن اللؤم يمثل جوهر هؤلاء، فحتى المسئولين الذين يدفعون لهم الأموال الطائلة لايسلمون من لسانهم البذيء، وما على المسئولين إلا متابعة ما يقوله هؤلاء أثناء سهراتهم، أو عندما يعودون إلى وطنهم الأم ويلتقون بأناس آخرين.

إن هؤلاء باعوا أوطانهم الأصلية، وباعوا ضمائرهم، وهم لا أمان لهم، وهم لا يوفرون أمنا لشعب، ولا أمنا لحاكمين، ولا يقدمون ذرة خير للبلد الذي يلتهمون خيراته عبر الممارسات والكتابات غير الشريفة التي يسترزقون منها قوتهم اليومي.

نعم، إن بائعي الأوطان ليس لهم شرف، وهم سيبيعون البحرين بالرخيص، تماما كما باعوا وطنهم الأصلي بالرخيص، وجاءوا إلينا مملوئين بمعاجم الشتم والاتهامات التي تليق بهم. كيف يحدث مثل هذا الأمر في القرن الحادي والعشرين؟ وكيف سمحت البحرين أن تتحول إلى مرتع لهؤلاء؟

إن من يبيع وطنه ويذهب إلى بلد آخر ويقوم بشتم أهل ذلك البلد ويدعي أنه يدافع عن مسئولي ذلك البلد (رغم أنه يشتمهم في سهراته)، إنما يساهم في إثارة الفتنة بين الحاكم والمحكوم، وهي فتنة يعتقد أنه يستفيد منها، ويتصور أنه سيصعد إلى مراتب مادية عليا، وأنه سيتم منحه منزلا مجانيا ليس في البحرين فقط، وإنما أيضا في وطنه الأصلي.

لايمكننا أن نوجه أية نصيحة إلى من باعوا أوطانهم؛ لأن بائع الأوطان ليس له قلب أو آذان كباقي البشر العاديين، وهو لايهمه أي شيء؛ لأن همه الأول والأخير هو شتم أهل البحرين، والضحك على المسئولين ومن ثم جمع أكبر كمية من الأموال والهروب بها إلى مكان آخر

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً