العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ

الفلسطينيون يستعيدون السيطرة على بيت لحم

«إسرائيل»: الهدنة تعني نهاية الانتفاضة

سلم الجيش الإسرائيلي أمس القوات الأمنية الفلسطينية السيطرة على مدينة بيت لحم، (جنوب الضفة الغربية) معطيا بذلك دفعا إضافيا لـ «خريطة الطريق». ونقلت الإذاعات عن مسئول عسكري إسرائيلي كبير القول: «إن الهدنة التي أعلنتها خمس حركات فلسطينية تُحترم بشكل شامل». ومع ذلك سُجلت بعض الحوادث المتقطعة أمس منها إطلاق الجيش الإسرائيلي النار تجاه مزارعين فلسطينيين في مدينة غزة وبلدة خزاعة (شرق خان يونس جنوب قطاع غزة) من دون إصابات. ومع التحذير من هجمات لمجموعات غير منضبطة، اعتبر هذا المسئول الذي لم تكشف هويته أن الهدنة تعني «نهاية الانتفاضة».

وأفرجت سلطات الاحتلال مساء أمس عن تسعة معتقلين فلسطينيين، بينهم معتقل إداري وثمانية نشطاء، تم اعتقالهم في منطقة الخليل بالضفة الغربية، وسيتم لاحقا الافراج عن احدي عشر آخرين.

وتلقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي جورج بوش مؤكدا «استمرار الجهود من أجل تنفيذ خريطة الطريق». وأعرب بوش أمس عن «سروره الكبير بما تحقق من تقدم نحو إقرار السلام في الشرق الأوسط»، إلا أنه جدد دعوته إلى الفلسطينيين لتفكيك المنظمات «الإرهابية».


لقاء آخر بين أبومازن وشارون ورفض فلسطيني للجدار الأمني

«إسرائيل» تنسحب من بيت لحم وتطوقها بالدبابات

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن قوات الاحتلال أتمت تسليم بلدة بيت لحم بالضفة الغربية للشرطة الفلسطينية أمس بموجب اتفاق أمني يدعم خطة سلام تؤيدها الولايات المتحدة. لكن الدبابات والقوات الإسرائيلية استمرت في تطويق البلدة وتقيد الحركة الى داخل بيت لحم وخارجها.

وقرعت أجراس الكنائس في ساحة المهد بالمدينة وانتشر رجال شرطة فلسطينيون مسلحون انطلاقا من مركز الشرطة وأصوات أبواق سياراتهم تدوي حتى اتخذوا مواقع لهم في أرجاء البلدة الواقعة إلى الجنوب مباشرة من القدس.

وكانت بيت لحم شهدت قتالا شرسا أعقبه احتلال إسرائيلي كامل في العام الماضي في ذروة الانتفاضة الفلسطينية. وفي الآونة الأخيرة كان الجنود الإسرائيليون يقومون فقط بدرويات متقطعة في المدينة.

ويقضي الاتفاق بأن تحمل الشرطة الفلسطينية إذا لزم الأمر على الناشطين لو سعوا إلى مهاجمة الإسرائيليين. وقالت «إسرائيل» انه إن لم تفعل الشرطة ذلك فسيحق لها أن تعاود دخول المدينة.

ويوما الأحد والاثنين انسحب الجيش الإسرائيلي من شمال قطاع غزة وأعاد فتح الطريق الرئيسي من شمال القطاع إلى جنوبه أمام حركة المرور الفلسطينية لأول مرة منذ تفجرت الانتفاضة في العام 2000.

وأعلن ناطق بلسان الأمن العام الفلسطيني أن قوات الأمن الوطني، «القوات الحدودية» أكملت ظهر أمس، العودة إلى المواقع الحدودية شمال ووسط وجنوب غزة كافة، بغرض السيطرة الأمنية على طول الخط الحدودي.

وعلى صعيد متصل أعلن مسئول أمني فلسطيني كبير إن «إسرائيل» ستفرج عن 21 معتقلا سياسيا فلسطينيا بينهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات. وأدلى قائد قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية الحاج إسماعيل جبر بهذا الإعلان خلال اجتماع عام. وسعدات مسجون بطلب من «إسرائيل» تحت إشراف اميركي بريطاني في سجن في أريحا (الضفة الغربية) منذ ربيع العام 2002. ولم تؤكد وزارة الدفاع الإسرائيلية حتى الآن احتمال الإفراج عن أولئك المعتقلين.

في غضون ذلك أعلن وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو أمس عن عقد لقاء آخر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون والفلسطيني محمود عباس (أبومازن) في غضون الأسبوع المقبل.

وأوضح الوزير الفلسطيني في حديث للإذاعة المصرية ان خطابي شارون وأبومازن أمس الأول أظهر أن هناك سعيا مشتركا للتوصل إلى نتائج وأضاف انه تم الاتفاق خلال لقاء الثلثاء على تشكيل مجموعة من اللجان المشتركة لبحث القضايا العالقة مشيرا إلى أنه ستجرى لقاءات بين وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز ووزير شئون الأمن الفلسطيني محمد دحلان لبحث تفاصيل ما بعد (غزة وبيت لحم).

وأوضح نبيل عمرو من جهة أخرى أنه تم تكليف الوزير الفلسطيني هشام عبدالرزاق بمتابعة ملف الأسرى والمعتقلين باعتباره ملفا مركزيا في اهتمامات الحكومة الفلسطينية إلى جانب رفع الاغلاقات والحواجز وكل الإجراءات الإسرائيلية التي تؤثر على حياة الفلسطينيين بالإضافة إلى قضية إطلاق سراح الرئيس ياسر عرفات وتمكينه من ممارسة عمله بحرية.

ووصف عمرو الجدار الأمني الذي تقوم «إسرائيل» حاليا ببنائه في الأراضي الفلسطينية بكونه أخطر من الاستيطان وبأنه مرفوض فلسطينيا وعالميا ولا يتناسب مع أجواء السلام ولا مع علاقات التعايش المستقبلية التي ينادي بها الإسرائيليون.

وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني صائب عريقات إن هدف شارون من إقامة الجدار الفاصل محاولة تمرير ما يسمى بالحل المرحلي طويل الأمد، مؤكدا رفض الشعب الفلسطيني القاطع لهذا المشروع.

وعلى رغم أجواء التفاؤل أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية تواصل حملات التمشيط والمداهمة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت انه نجم عنها اعتقال ستة فلسطينيين أربعة منهم في نابلس واثنان في منطقة جنين.وأعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية إطلاق النار على مواقع عسكرية في المجمع الاستيطاني غوش قطيف في القطاع مرتين متتاليتين.

وقالت إن جنود الموقعين ردوا على مصادر النيران من دون الإشارة إلى وقوع إصابات. كما أصيب فلسطينيان أحدهما طفل أمس بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة خان يونس0وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الجريحين هما أشرف أبو موسى 32 عاما والطفل يوسف أبو جزر 8 أعوام أصيبا بجروح جراء قصف قوات الاحتلال المرابطة في المستوطنات منازل المواطنين الفلسطينيين من دون سبب يذكر ما أدى إلى إحداث أضرار بالغة في المنازل وممتلكات الفلسطينيين في المنطقة.

إلى ذلك اعتبر وزير شئون مجلس الوزراء الفلسطيني، ياسر عبد ربه، الموافقة الإسرائيلية على انتقال الرئيس ياسر عرفات إلى غزة فقط بمثابة «انتقال من سجن إلى آخر». وقال إن سماح شارون لعرفات بالانتقال فقط إلى غزة «لا يعتبر حلا وان الحل هو أن يكون هناك حرية للحركة يتمتع بها داخل الوطن وخارجه بمعنى أن يسافر ويستطيع العودة... أما السماح له بالتوجه إلى غزة هو تغيير من سجن إلى سجن آخر». وفي رام الله أعلن الأمير تركي بن طلال الذي يزور فلسطين حاليا أنه طرح مع (أبومازن)، أمس، فكرة اقامة بنك الفقراء ومشروع صحة الأسرة العربية، وإقامة فرع للجامعة العربية المفتوحة.

وكانت القيادة الفلسطينية حذرت من خطورة القرار الإسرائيلي السماح بدخول من تسميهم بالسياح الأجانب عنوة وبالقوة إلى داخل الحرم القدسي الشريف ودعت إلى وقف هذه الاعتداءات الخطيرة التي تهدف إلى تفجير الأوضاع مجددا.

ووسعت قوات الاحتلال أمس خطواتها الاستفزازية وعملياتها العسكرية في مدينة الخليل بعد إعلانها حظر التجول على منطقة القصبة وسط المدينة.

وأكد ميغيل انخيل موراتينوس الذي أنهى للتو مهامه كمبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط أن الفرص باتت كبيرة للتوصل إلى سلام دائم بين «إسرائيل» والفلسطينيين، أصبح مطلب الغالبية الصامتة في الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية. وأوضح في حديث إلى وكالة «فرانس برس» بعد إعلان أربعة فصائل فلسطينية هدنة مؤقتة في الهجمات المناهضة «إسرائيل» الأحد، أن الإسرائيليين والفلسطينيين في غالبيتهم «يريدون أن ينبعثوا من جديد بعد كابوس استمر سنتين ونصف السنة».

وبحث الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع تيدي رود لارسن مبعوث الأمم المتحدة أمس الوضع في الشرق التوسط وعملية السلام والاتفاقات الأمنية واتفاق الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


30مليون دولار مساعدات أميركية للفلسطينيين

رام الله - رويترز

قدمت الولايات المتحدة أمس مساعدة مالية عاجلة للفلسطينيين بهدف إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت الحكومة الأميركية في بيان لها «نعلن عن منح 30 مليون دولار توزع فورا على الضفة الغربية والقطاع من خلال الوكالة الأميركية للإنماء الدولي (يو إس أيد)»، وقال القائم بأعمال القنصل العام الأميركي في القدس جيفري فيلتمان عقب الإعلان عن المساعدة «تخفيف المعاناة الإنسانية الفلسطينية هو حاجة ملحة للمضي قدما بتنفيذ خارطة الطريق وهي من الاهتمامات المركزية للحكومة». والتقى فيلتمان وممثل آخر عن الوكالة الأميركية مع وزير التخطيط الفلسطيني نبيل قسيس في رام الله للإعلان عن برنامج المساعدات الأميركي الطارئ. وقال المسئولون الأميركيون إن الأموال ستصرف على مجالات مختلفة منها إعادة تأهيل الطرق وخدمات مدنية ودعم نشاطات القطاع الخاص في بيت حانون وبيت لاهيا وخان يونس ورفح

العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً