فقد مايكل شوماخر مركزه القيادي في سباق جائزة أوروبا الكبرى لبطولة العالم لسيارات الفورمولا ون أخيرا، وكاد كيمي ريكونن ان يحل محله عندما تقدم في البداية على الاخوين رالف ومايكل وذلك قبل أن ينهي الأول (شوماخر الصغير) المرحلة التاسعة من البطولة لصالحة.

في معركة ميونخ ضد ستوتغارت، كان الفوز من نصيب فريق ويليامس بي ام دبليو وذلك عندما تعطل محرك المرسيدس بنز ليهدي النصر للألماني الصغير رالف شوماخر. وقد حل في المركز الثاني خوان بابلو مونتويا، مانحا ويليامس السيطرة بتجاوز مرسيدس - ماكلارين في بطولة الصانعين.

لم يكن السباق هذه المرة ذلك الذي يتوقعه كل إنسان. إذ بعد اقتراب ريكونن من الوقت المؤمل، كان فشله بداية لسلسلة من التطورات الدرامية في السباق. أولا تصادم مونتويا وشوماخار في اللفة 43 اثناء معركتهما من أجل المركز الثاني. ثم في عقبة اللفة 57، تراجع ديفيد كولثارد بعد ان خرج عن المسار في محاولة يائسة للحاق بفيرناندو ألونسو، الذي أوشك ان يهزم في اللفة الأخيرة بطل العالم المستعيد لمركزه.

لم يكن السائقون الستة الأوائل قريبين من التأهل طوال العام، ولكن ثاني أسرع سائق، مايكل شوماخر شعر بأنه معرض للخطر منذ أن بدأ في الجانب المتسخ من المضمار ودخل السباق بمزاج كئيب. وقد حاول تعويض نفسه خطأ التأهل في جائزة كندا الكبرى باتخاذ موقف ملائم، في تلك اللحظة قام ريكونن بانطلاقة قوية ليجد نفسه في وضع قيادي حالا متجاوزا رالف شوماخر الذي كان مسرعا منذ البداية. وقد تحققت مخاوف بطل العالم بشأن جانب المضمار الذي هو فيه عندما تراجع إلى المركز الثالث. وأخذ الفنلندي ريكونن يعزز موقفه القيادي مع كل لفة، وعندما قام بأول توقف له لاجراء صيانة في اللفة 16 كان متفوقا على شوماخر الصغير بنحو 9 ثوان تقريبا و10 ثوان عن شوماخر الكبير. كما توقف البطل شوماخر الكبير أيضا للتزور بالوفود في تلك اللفة، هنا تسلم رالف المركز القيادي من دون ضغط مباشر وأكد قوة وقته المؤهل الثالث باجتياز اللفة 21 قبل أن يحتاج اجراء صيانة.

لم يكن ذلك كافيا لاخراج ريكونن من الصدارة، ولكن أصبح شوماخر الصغير على بعد 4,8 ثوان فقط خلف ماكلارين عندما تحطم محرك المرسيدس بنز التي يقودها ريكونن قريبا من اجتيار لفته 26 وكان أول متقاعد في السباق.

وفجأة وجد زعيم البطولة السابقة نفسه خارج المضمار وقد اعترى سيارته دخان كثيف ليقف مكتوف اليدين بجانبها متأملا في الفشل الذي يكلفه فقدان صورته مع كأس البطولة. أخيرا استطاع ريكونن الوصول راكبا دراجة سكوتر، وبعد ان تسلق السياج، لوح إلى الحشود اثناء ذهابه للاستماع إلى تبريرات الإدارة العليا لمرسيدس بنز.

في تلك الاثناء لحق مونتويا تدريجيا بشوماخر الكبير حتى صارا جنبا إلى جنب عند منعطف الدانلوب في اللفة 43. وفي لحظة تذكيرية بتصدامه المثير للجدل مع جاك فيلنوف في جيرز في العام 1997، ا عتلى شوماخر الكبير الرصيف واصطدم بسيارة مونتويا ويلياس - بي ام دبليو بينما كان يهم بالمركز الثاني. ا ستمر الكولومبي غير عابئ، ولكن تعطل شوماخر وجلس منقطعا عن الركب اثناء استدار إطارات سيارته الفيراري الخلفية من دون جدوى من الحصباء. وفي الوقت الذي أخذ ثلاثة من المشرفين في دفع سيارته من المنطقة الخطرة عند رأس الزواية، تراجع بعد ذلك إلى المرتبة السادسة. وقال مونتويا «مايكل دائما سريع في المستقيمات ولكنه بطيء في الزوايا، كان هو في الجانب الداخلي وكنت على الجانب الخارجي. اعتقد انني أعطيته مجالا كبيرا. لا استطيع إعطاءه المسار بكامله ولكن أعتقد أن الحادثة مرت بسلامة».

كانت هناك استفسارات الوكلاء ولكن حتى شوماخر يعتقد أن مونتويا منحه مجالا كافيا، ولم تتخذ أية إجراءات أخرى. وكما علق المدير الفني لويلياس، باتريك هيد، اذا كان هناك إجراء قد اتخذ فإنه فعليا يكون قرارا غير مسموح بتجاوزه في الفورميولا واحد.

وتنافس ألونسو وكولثارد في معركة شرسة على المركز الرابع قبل أن ينحرف الأخير في اللفة 57 فجأة حول ألونسو مقتربا من الحاجز ثم تعطل بعد ذلك كثيرا.

وقال كولثارد «توقف ألونسو على بعد 10 أمتار قبل اللفة، انه يتعامل بتناقض مع المشكلات، عندما بدت إطاراته الخلفية ممزقة تماما. لدي وجهة نظرى الخاصة بي في حادثة ألونسو وسأناقشها بهدوء معه ولكن في نهاية المطاف الوكلاء هم الذين يقررون».

لقد حصد فريق ويلياس النقاط. إنه يوم للتبريرات وخصوصا لدى رالف شوماخر المتصدر هذه المرة، والذي خرج من المركز الأول في العام 1999، متحملا جميع الانتقادات ليرد عليها أخيرا قائلا: «لقد ثبت أن السائق السيئ يستطيع أن يكسب السباق».

(خدمة الاندبندنت - خاص بـ«الوسط»