العدد 306 - الثلثاء 08 يوليو 2003م الموافق 08 جمادى الأولى 1424هـ

وزارة العمل هل هي ظالمة أم مظلومة؟

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

مسكينة هي وزارة العمل والشئون الاجتماعية والله يساعد القائمين عليها، فقد شاء قدرها ان تكون مكبا وحاضنا لجميع مشكلات وزارات المملكة، والغريب أنها ارتضت ذلك، ارتضت لنفسها القيام بهذه المهمة الشائكة التي ألقت بظلالها على الوزارة وجعلتها في وضع بائس وكأنها هي مصدر كل المشكلات، وعلى رغم اجتهاد الوزارة في حلها فإنها لم تنل جزاء ولا شكورا من أحد إنما تلقت اللكمات الموجعة والرفس والكلمات القاسية.

ظلت وزارة العمل في موقعها وحيدة تصارع مشكلات المجتمع بكل ما استطاعت ان تنتجه من قوانين وقرارات إلا انها لم تزد الطين إلا بلة، ففاقمت الوضع وباعدت بين الاطراف فلا صاحب العمل قابل بهذه القرارات ولا العامل راض عنها ولا الحكومة مسرورة بما يجري على الساحة من احتجاجات ومشكلات ومسيرات عمالية وبطالة جراء نفور اصحاب العمل من حمل عبء ما نذرت وزارة العمل لحمله عن بقية وزارات المملكة.

من هنا يحق لنا ان نقول ان وزارة العمل ظالمة... ظالمة لنفسها لأنها حادت عن خط سيرها الصحيح الذي من المفترض ان تلتزم به ولا تتشعب إلى غيره، وهو ترتيب ومراقبة العلاقة بين صاحب العمل والعمال وحماية حقوق الطرفين للمحافظة على سلامة هذه العلاقة وتطوير أنماط العمل والتخلص مما لا شأن لها فيه بإسناده إلى الوزارة المعنية والتعاون معها للقضاء على كل تلك المشكلات من اساسها قبل ان تستفحل إلى ظاهرة.

فبالله عليكم ما شأن وزارة العمل في موضوع تدريب العمال وما يستتبع ذلك من استحصال رسوم التدريب وإنشاء المعاهد ودفع مصاريفها ومن ثم متابعة توظيف الخريجين التي هي في واقع الامر من اختصاص وزارات اخرى: وزارة التنمية، وزارة الصناعة، وزارة التربية والتعليم، وزارة المالية والاقتصاد الوطني بالدرجة الاولى أو الشركات الوطنية ذات الشأن.

ثم ما شأن وزارة العمل في فرض نسبة بحرنة الوظائف والدخول في مصارعة مع ارباب العمل والشركات حينما لا يوجد بديل غير الاجانب لشغل وظائف معينة، ما يؤدي في نهاية المطاف إما إلى إلغاء المشروع أو إلى تعسره إن كان قائما أو إلى الدخول في مشكلات لا حصر لها.

وكذلك، ما شأن وزارة العمل في الصناديق والجمعيات الخيرية التي هي من اختصاص وزارة العدل والشئون الاسلامية؟ وما دخل الوزارة في حضور اجتماعات جمعياتها العمومية أو حل مشكلات مجالس أمنائها أو مراجعة موازنتها السنوية؟

وما دخل وزارة العمل في الجمعيات السياسية...، وما شأن وزارة العمل...، وما شأن وزارة العمل...الخ.

ظلت وزارة العمل تمسك بكل هذه الاعباء الكبيرة نيابة عن الكثير من وزارات المملكة وقد حان الوقت للوزارة بعد هذه الخدمة الطويلة ان تتقاعد عن شغل هذه الوظائف وإسنادها إلى أصحابها لتتفرغ هي لشئونها الخاصة المتعلقة برعاية شئون افراد عائلتها الكريمة: العامل وصاحب العمل من أجل مستقبل زاهر لطرفي العمل بشكل يضمن لها هيبتها وكرامتها ويرتقي بتجارة وصناعة مملكتنا الحبيبة

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 306 - الثلثاء 08 يوليو 2003م الموافق 08 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً