العدد 313 - الثلثاء 15 يوليو 2003م الموافق 15 جمادى الأولى 1424هـ

من يتعظ من تجربة إسلاميي السودان؟

خالد أبو أحمد comments [at] alwasatnews.com

المفاوضات التي جرت بين الفرقاء السودانيين خارج بلادهم أدخلت الشعب السوداني جميعهم في موقف نفسي لا يوصف، فمهما حاولت براعة الأقلام أن تصف ذلك الموقف فهي لا تستطيع إلى ذلك سبيلا.

في المرحلة الأولى من بداية ما سمي باتفاق «ماشاكوس» فرحت قلوب أكثر سكان العالم سماحة وطيبة ونزفوا «الدموع» فرحة ببداية الولوج إلى عالم السلام والأمن الذي فارقهم دهرا طويلا، ثم جاءت فترات فقد الناس فيها إرهاصات الأمل الكبير، وبفضل الجهود الدولية عادت طبول «الأمل» تدق في قلوب السودانيين تارة أخرى وتواصل المفاوضات والناس في انتظار «المستحيل» فانقسم العالم حيال القضية السودانية ما بين متفائل ومتشائم. ثم جاء الأمل حسبانه كذلك على رغم الحقائق الكامنة في اليقين أن «تجار الحرب» الذين يريدون تدفق الدماء والامكانات في حرب ليس لشعب السودان فيها «ناقة ولا جمل» هؤلاء لا يمكن أن يجعلوا سفينة السلام ترسو على بر الأمان. فوقع خبر فشل المفاوضات الأخيرة على المتابعين وقْع المأساة وارتسمت في النفوس علامات الحزن وكادت القلوب أن تنفطر من الألم، لاتزال الدماء العزيزة تسيل كل يوم في أنحاء متفرقة من ارض السودان...؟ زرعت «الإنقاذ» في كل بيت مصيبة، وفي كل أسرة قصة حزينة تحكي عن دماء أريقت وعن إنسان مهجّر، وفي المقابل شردت الحرب عشرات الآلاف من الأسر البسيطة وراحت النفوس الزكية من شباب السودان ضحية لتعنّت النظام بالمتاجرة بالإسلام لتخوض حرب استنزاف قاسية غير متكافئة ماديا وفكريا.

ليت الذين يرفعون «شعارات» الإسلام يتعلمون من التجربة السودانية بجد وصدقية حتى لا تراق دماء أخرى امتنا في حاجة ماسة إليها...

إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"

العدد 313 - الثلثاء 15 يوليو 2003م الموافق 15 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً