العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ

الوطن لايفرط بأبنائه أو فئاته

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الاحتجاج على سياسات الحكومة أمر طبيعي داخل العملية السياسية الديمقراطية، شريطة أن تكون هذه الاحتجاجات والاعتراضات سلمية وذات أهداف محددة تركز على المطالبة بتغيير سياسة معينة تتعلق بحق من حقوق المواطنين، أو المطالبة بإزالة عوائق غير ضرورية تعترض حياة الناس الطبيعية، أو لتعديل الأولويات المعتمدة لدى الحكومة أو المعارضة على أي إجراء أو سلوك أو ممارسة أو سياسة تضر بالمصلحة العامة أو المال العام. كما أن من حق الجهات السياسية والمجتمعية أن تعترض على بعضها البعض ضمن الإطار الدستوري الذي تسير عليه البلاد.

ومادامت الاحتجاجات والاعتراضات سلمية، فإن الحكومات الديمقراطية تفسح المجال لها بشكل منظم، وبرحابة صدر، وتعتبر كل هذه الاحتجاجات جزءا لايتجزأ من التطوير المستمر والمطلوب لمواكبة تعقيدات الأوضاع المتتالية. كما أن الحريات المتاحة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار، والمحافظة على التنمية، وبالتالي فإن أية خطابات تحريضية تدعو إلى الاقتتال الطائفي تعتبر من الممنوعات، تماما كما هو الحال مع الدعوة إلى استخدام العنف السياسي أو الإرهاب.

وهذا الحديث يجرنا إلى الاستفزاز المستمر الذي تشهده البحرين ومن جهة معروفة، وهذا الاستفزاز لايختصر في النيل من مجموعة صغيرة، وإنما ينال من طائفة بأكملها. والمصيبة الكبرى أن من يحرض علنا يحصل على مايشبه المساندة الرسمية لما يقوم به... وحتى لو حدث أن اتخذ إجراء ما، فإنما هو -كما يبدو- لذر الرماد في العيون.

إن البحرين تطرح نفسها في أوساط دولية هنا وهناك على أنها بلد يحتضن جميع الطوائف والأديان، وأن أتباع الأديان غير الإسلامية، على قلتهم، يحصلون على امتيازات كبيرة، ويصلون إلى أعلى المناصب، ولاتوجه إلى أي منهم تهما تجريحية من قبل الجهات الرسمية أو تلك الجهات المدعومة رسميا.

وعليه، فإن التحدي الأكبر للحكومة هو أن تثبت ماتقوله في بعض الأوساط الدولية على واقع الأرض المعاش يوميا في البحرين، بحيث ترفع الغطاء السياسي عن هذا الشخص أو تلك الجهة ممن يتخصصون حاليا في إثارة النعرات الطائفية ويسعون إلى استفزاز فئة كبيرة من المجتمع، ولاسيما أن عواقب الاستمرار في هذا التحريض الطائفي ليست محسومة لأي طرف، وسمعة البحرين ستتأثر في وقت نحن فيه أحوج ما نكون إلى تكاتف الجميع للخروج من أزمات عالمية وإقليمية تؤثر علينا مباشرة. إن البحرينيين من أبناء السنة والشيعة عاشوا مئات السنين متحابين ومتوادين، وعرف عنهم الطيبة والسماحة، وهذه هي الميزة التي ترفع البحرين عاليا، ويجب أن لا نفرط فيها... فالوطن الجميل هو الذي يحتضن جميع أبنائه وفئاته.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً