العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ

بطالة الشباب

إن انتشار البطالة بين الشباب تؤدي إلى تهميش الشباب، وتفقدهم الثقة في المؤسسات وما يؤدي لخلخلة الأوضاع السياسية وزعزعة الأمن في أي مجتمع.

فهي لا تنحصر في مجرد حاجة مادية بل تتعداها لتؤثر تأثيرا مباشرا في حرمان الدولة والاقتصاد من مساهمات أكبر قوة منتجة في أي مجتمع وهم الشباب.

كما أن للبطالة تأثير كبير على نمو الشباب وتطورهم خاصة فرصهم في الاستقرار والزواج والمشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل عام إذ تولد لديهم حالة من اليأس والقنوط والانطواء وعدم الثقة بالنفس وقد ينتج عنها تدهور لمهارات العاطلين، فضلا عن حرمانهم من إشباع الحاجات الاقتصادية بسبب انعدام الدخل أو عدم ثباته وما يولده من ضغوط نفسية قد تتحول لأمراض على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى ظواهر اجتماعية وخيمة مثل انتشار الجريمة، والسرقة، والإدمان... الخ.

ولمواجهة القضية لابد من طرح بعض الأفكار العملية ضمن استراتيجية متكاملة يمكن ترجمتها لخطط عمل واضحة ومحددة مبنية على شراكة تفاعلية بين الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وعلى وسائل الإعلام أن تعي دورها في التعريف بخطورة الظاهرة وأسبابها وتبعاتها وسبل علاجها. إذ تمثل البطالة تهديدا مباشرا للاستقرار السياسي بشكل خطير في كل دولة ولا شك أنه كلما ازدادت نسبتها كلما ارتفعت معدلات الفقر بين المواطنين وهذا ما يؤدي بدوره إلى حال من الاستياء العام من قبل القطاعات الاجتماعية والمنظمات الحقوقية والجمعيات السياسية وتزايد مشاعر الغضب في صفوف المجتمع بفئاته المختلفة وخصوصا فئة الشباب.

وللقضاء على هذه المشكلة تبرز أهمية وجود تشريعات مناسبة لحماية حقوق العاملين وتشجيع المشروعات الصغيرة وتقديم تسهيلات لذلك من فرص التدريب وتيسير التمويل وترسيخ فكرة العمل الحر، وأهمية تعديل الأنماط السلوكية السلبية من الاعتماد الاقتصادي على الغير وعدم توفر المساكن الكافية للاستقلال عن أسرهم وعدم مشاركتهم في الحياة الاجتماعية والسياسية أو انخراطهم في طريق الانحرافات، بالإضافة لإعادة تطوير مهارات الشباب لتتناسب مع التغيرات السريعة، وضرورة تحديد سن للمشاركة في سوق العمل وزيادة كفاءة نظام الضمان الاجتماعي لتشجيع الشباب في الحصول على وظائف في المجالات نفسها، التي يشغلها العاملين من كبار السن، ورفع الأجور في القطاع الخاص وخاصة مع غلاء المعيشة وتحقيق شراكة الجمعيات الأهلية في خلق فرص عمل للشباب وتدريبهم وتأهيلهم، هذا وأؤكد أهمية دراسة أوضاع الشباب ليس باعتبارهم فئة قائمة بذاتها وإنما داخلها شرائح مختلفة ومتنوعة من الشباب الجامعيين وأبناء النخبة وشباب القرية البسطاء غير المتعلمين والتي لكل شريحة منهم مشكلاتها الخاصة والتي تختلف نوعا ما عن بقية شرائح الشباب.

زينب حسن خليفة

العدد 2316 - الأربعاء 07 يناير 2009م الموافق 10 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً