العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ

«لعنة البيركوت» بين بيروت والكويت

قصة رانيا محيو الخليلي عن الحب والحرب

تتحدث رانيا محيو الخليلي في روايتها «لعنة البيركوت» عن قصة فتاة لبنانية عاشت مراهقتها وشبابها في ظل التوتر والقتل والمواجهات الدامية. القصة تجمع بين سيرة ذاتية وسيرة بلد تعرض للانقسام واندفع أهله باتجاه لعبة العنف التي تتنقل من مكان إلى آخر ومن دون توقف.

اختارت الخليلي شخصية الفتاة «دانيا» لتكون بطلة القصة. ودانيا الشابة التي كانت تطمح بدخول الجامعة انصدمت بمواجهات 14 آذار (مارس) 1989 ما دفعها إلى مغادرة بيروت هربا وخوفا وتوجهت إلى أهلها في الكويت. وما كادت هناك تنسى الحرب في بلدها وتتعرف على شاب كويتي (فاضل) وتتوافق معه على الزاوج في لبنان في أغسطس/ آب 1990 حتى تلقت ضربة ثانية بدخول الجيش العراقي ولجوء صديقها وحيدا إلى الإمارات ما أدى إلى انفراط خطوبتها.

لعنة «البيركوت» وهو اسم اختلقه صحافي في لبناني مخضرم يدعى رياض وكان جار دانيا وبمثابة أب لها للدلالة على مأساة عاصمتين: بيروت والكويت.

اللعنة هذه كانت تطارد دانيا وتلاحقها من بيروت إلى الكويت ومن الكويت إلى بيروت. وما أن تستقر الفتاة حتى تصطدم مجددا بعائق غير متوقع. وبمرور الوقت أخذت دانيا تكبر في السن، فتخرجت من الجامعة وامتهنت الصحافة وتصادف أن يكون صديقها الجديد ابن شهيد كانت تربطه علاقة مودة مع مثلها الأعلى الصحافي رياض.

تعيش الفتاة التي دخلت في منعطفات صعبة وبدأت تكبر في السن لحظات قلق بين حياة انفلقت وسط عواصف عنيفة أخذت تضرب المنطقة بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

فهذه الهجمات أعادت التوتر إلى لبنان بعد أن قررت الولايات المتحدة احتلال العراق وتدمير بغداد في العام 2003. وبحكم وظيفتها قررت تغطية الحدث العراقي من الكويت. وعادت إلى هناك بعد انقطاع قسري لتجد خطيبها الذي انفصلت عنه تزوج وأنجب الأولاد. وفي الكويت تقرر دانيا أن تبحث عن روحها الضائعة قبل فوات الآوان. فالصحافي الجار (رياض) توفي بعد شهر على زواجها من ابن صديقه الشهيد. ولكن رحيل هذا الإنسان ترك فراغا في حياتها وخصوصا أنه رحل عن الدنيا في لحظات أخذ لبنان يشهد نكسات أمنية واهتزازات أهلية بعد اغتيال رفيق الحريري ونهوض حركة سياسية جديدة أطلق عليها «14 آذار» في العام 2005.

من 14 آذار 1989 إلى 14 آذار 2005 عاشت دانيا «لعنة البيركوت» وهي لعنة لاتزال تخيم فوق الرؤوس من بيروت إلى الكويت.

محاولة رانيا محيو الخليلي الدمج بين الحب والحرب، والحياة والموت من خلال ربط قصة فتاة عاشت تلك اللحظات متنقلة بين عاصمتين عربيتين أعطت صفة جديدة لنوع من الروايات التي تربط الإنسان بالحدث وتحول سيرته الخاصة إلى مرآه تعكس سيرة وطن. وهذا النوع من الأدب السياسي الذي يجعل من الرواية مجموعة قصص صحافية سيشهد كما هو متوقع في لبنان طفرة عند الكثير من الكتاب الجدد الذين دخلوا عالم الرواية للمرة الأولى في حياتهم كما هو حال الخليلي في «لعنة البيركوت».

العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً