العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ

الرئيس عباس يحاول الاقتراب من الفلسطينيين

الضفة الغربية - دوجلاس هاملتونجنين 

14 أكتوبر 2009

عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء عاما نادرا خارج قصر الرئاسة أمس الأول كي يؤكد للفلسطينيين أنه لا ظل للحقيقة في شائعات تقول إنه شجع «إسرائيل» على مهاجمة غزة. وقال الرئيس الفلسطيني لحشد من 1500 طالب جعل كثير منهم يلتقطون صورا له حيث لم يروا من قبل إلا صوره في الملصقات والتلفزيون أن تلك الشائعات أكذوبة نشرها خصومه في حركة «حماس». وقال عباس هنا أجيب فقط على كلمة قيلت قبل أمس من قادتهم (رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل).

يقول المتواطئون...

لو كنا متواطئين لما كنا نبهناهم مرة ومرتين وثلاث من أجل ما يجري وما يقرأ وما يكتب في الصحافة الإسرائيلية عن العدوان المقبل. وقال عباس إن زعماء «حماس» هربوا من المعركة وفروا إلى سيناء في سيارات إسعاف وأنهم ليسوا أبطالا كما يتظاهرون خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على قطاع غزة في يناير/ كانون الثاني. والاتهام بالتواطؤ مع «إسرائيل» هو أسوأ إهانة يمكن أن توجهها «حماس» إلى عباس.

وقبل فترة ليست ببعيدة ما كان عباس ينزل من مكانته حتى لمجرد الحديث عن هذا الاتهام. لكن عباس الآن يتعرض لوابل من الاتهامات التي تشير إلى أنه فقد الاتصال بالناس وأنه قد صار لعبة في يد الغرب غير قادر على الدفاع عن القضية الوطنية الفلسطينية بل أنه قد يكون خائنا مستعدا لبيع القضية. وطوال نحو خمس سنوات في السلطة نادرا ما اضطر عباس (76 عاما) إلى أن يهتم بمنتقديه وكان يتخذ موقفا متعاليا وآثر تجنب ممارسة السياسة على مستوى الشارع. وقال أحمد حسين الذي كان يقف على مقعد لالتقاط صور لعباس فوق رؤوس طلبة من زملائه يلوحون بالإعلام حصلوا على عطلة بمناسبة الزيارة أن هذه كانت المرة الأولى التي يشاهد فيها الرئيس وأنه يشعر بانفعال شديد ويأمل في أن يفعل الرئيس ذلك مرات ومرات. ويسري إحساس بأن هذا التأييد قد يكون دخل مرحلة تراجع لا يمكن وقفها وأن حركة «فتح» التي يتزعمها ولم يكن من الممكن تحديها في وقت من الأوقات تحتاج الآن إلى القتال لاستعادة تأييد الفلسطينيين الذين حولوا أنظارهم نحو أبطال المقاومة الإسلامية من حركة «حماس» الذين يعارضون السلام مع «إسرائيل». وكانت الرحلة إلى جنين يوم الثلثاء الماضي هي الأولى في خمس سنوات إلى المدينة الرئيسية في شمال الأراضي الفلسطينية.

وبعدما تولى الرئاسة كان عباس يسافر في غالبية الأحيان إلى الولايات المتحدة والسعودية أكثر من الداخل. وكان من الواضح أنها كانت محاولة لحشد التأييد، لكن لم تتجمع حشود في وسط البلدة لتصافحه.

لكن عباس ربما غادرها متأخرا.

وخلال حكمه لم يتحقق تقدم نحو سلام عادل مع «إسرائيل» أو قيام الدولة الفلسطينية. وبدلا من السلام شهدت الحركة الفلسطينية أعمق انقسامات بلغت ذروتها في عملية الطرد المهينة لمقاتلي «فتح» من قطاع غزة على أيدي مقاتلي «حماس» في العام 2007. وبينما كان عباس يتحدث كانت طائرات حربية إسرائيلية تجري مناورات في أجواء المنطقة.

وقام مئات من الحراس والشرطة المسلحين بحماية كل حركة من حركاته. ولم يتمتع عباس أبدا بالسحر والجاذبية التي كان يتمتع بهما سلفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقالت امرأة فيما وقفت الشرطة خارج بوابة حديقتها لحماية المسار المترب الذي سيمر فيه الرئيس لم أهتم بالخروج ومشاهدته لأنه على عكس عرفات لا يهتم بالناس العاديين. وأضافت كنت سأخرج لمشاهدة عرفات.

العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً