تعول «إسرائيل» على فيتو أميركي في حال تصويت مجلس الأمن على قرار بشأن تقرير غولدستون الذي يتهم جيشها بارتكاب جرائم حرب خلال هجومه على غزة.
وقالت سفيرة «إسرائيل» في الأمم المتحدة غابرييلا شاليف أمس (الأربعاء) إن «وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تعهدت باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في حال قرر مجلس الأمن» المصادقة على التقرير. وانتقدت شاليف أيضا طرح التقرير للنقاش في مجلس الأمن مشيرة إلى أن «إسرائيل» لا تستطيع الاعتراض عليه.
كما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ييغال بالمور أن «أخذ دول ديمقراطية تقريرا جائرا وغير عقلاني وأحاديا كهذا على محمل الجد لا يبعث على الاطمئنان».
وأضاف «نجهد لتوضيح أنه لإقرار هذا التقرير نتيجتين خطيرتين، من جهة سيعرض إعادة المفاوضات مع الفلسطينيين للخطر ومن جهة أخرى سيشكل سابقة خطيرة بالحؤول دون تمكن أي بلد من الدفاع عن نفسه بوجه الإرهاب».
وطرح التقرير الذي ينتقد «إسرائيل» بشدة، الأربعاء في مجلس الأمن في إطار نقاش عام عن الوضع في الشرق الأوسط.
وكلف مجلس حقوق الإنسان اللجنة إجراء التحقيق. وينعقد المجلس (حقوق الإنسان) اليوم (الخميس) في جلسة استثنائية مخصصة لبحث «وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس».
في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة «إسرائيل» والفلسطينيين إلى إجراء تحقيقات داخلية «ذات مصداقية» بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب أثناء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال مساعد الأمين العام للشئون السياسية لين باسكوي أمام مجلس الأمن إن «الأمين العام يدعو الأطراف كافة إلى إجراء تحقيقات داخلية ذات مصداقية دون تأخير، بشأن الممارسات أثناء النزاع».
وقال باسكوي أثناء نقاش في مجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط، إن مون «يعتقد أنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي بشكل تام ويجب حماية المدنيين في كل الأوضاع والظروف».
وتعتزم الدول العربية ودول من كتلة عدم الانحياز اغتنام النقاش لتحويل أنظار العالم إلى تقرير غولدستون. وفي الإطار ذاته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية ترحيبه بتقرير غولدستون الذي تتهم السلطة الفلسطينية حركة «حماس» باستخدامه «للتهرب» من استحقاقات المصالحة الفلسطينية.
وقال هنية خلال اعتصام لجرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة احتجاجا على تأجيل تقرير غولدستون «نحن مع التقرير ونحن من سهلنا عمل هذه اللجنة من البداية وأبدينا معها كل التعاون». وأضاف «نحن مع التقرير وسنقدمه إلى أبعد مدى (...) ننتظر الساعة التي نرى فيها قادة الاحتلال مكبلين بالأغلال».
وتابع: «رحبنا باللجنة ووفرنا لها كل الأجواء اللازمة لإجراء التحقيقات المطلوبة وقدمنا لها كل المستلزمات التي تساعد على إخراج هذا التقرير بهذا الشكل وأية ملاحظة هنا أو هناك بشأن بند المقاومة وحق الشعب في الدفاع عن نفسه لا تعني أننا لم نكن مع هذا التقرير».
في غضون ذلك، توجه ممثل «فتح» في الحوار مع «حماس» عزام الأحمد أمس إلى القاهرة لتسليم القيادة المصرية موافقة وتوقيع حركة «فتح» على اتفاق المصالحة الفلسطينية.
وقال الأحمد إن الحركة «قررت الموافقة على الورقة المصرية للمصالحة التي تم توقيعها من حركة فتح». وأكد أن «القضية الفلسطينية تشهد الآن مرحلة خطيرة لم تشهدها من قبل ما يحتم على كل فلسطيني حريص التوحد في وجه مخططات الاحتلال الإسرائيلي، وخصوصا في هذه الظروف». من ناحية أخرى، اتهمت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الفلسطينية الإدارة الأميركية بإعطاء «الضوء الأخضر» لـ «إسرائيل» للمضي قدما في تهويد القدس والمقدسات.
وقال الأمين العام للهيئة حسن خاطر، في تصريح صحافي إن المواقف الأميركية التي أربكت الحكومة الإسرائيلية على مدار الشهور القليلة الماضية فيما يتعلق بموضوع الاستيطان «سرعان ما تبخرت وتلاشت».
أمنيا، أكدت مصادر طبية فلسطينية أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف الأنفاق في رفح فجر الأربعاء أسفر عن إصابة أربعة مواطنين دون وقوع قتلى.
وكان مدير دائرة الإسعاف و الطوارئ قال لوكالة فرانس برس إن قتيلا وأربعة جرحى سقطوا في القصف. لكن مصدرا طبيا في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح صرح أن «أربعة مواطنين أصيبوا في القصف الذي استهدف الإنفاق فجر».
وأوضح المصدر الطبي أن «جثة الشهيد يوسف أبو زهري (شقيق المتحدث باسم حماس) وصلت إلى المستشفى من مصر فجرا في الوقت الذي وقع فيه القصف على الأنفاق ما أدى إلى حدوث لبس والاعتقاد بأنها جثة شهيد من القصف».
وأكدت منظمتان إسرائيليتان للدفاع عن حقوق الإنسان أن أكثر من 330 فلسطينيا معتقلون حاليا في «إسرائيل» من دون محاكمة «في انتهاك للقانون الدولي».
العدد 2596 - الأربعاء 14 أكتوبر 2009م الموافق 25 شوال 1430هـ
