العدد 2599 - السبت 17 أكتوبر 2009م الموافق 28 شوال 1430هـ

«بيستا» و«تمكين» في جايتكس 2009

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

للمرة الثانية على التوالي تشارك مملكة البحرين بمجموعة من الشركات المحلية في معرض جايتكس.

يضم الحضور البحريني هذا العام مؤسسات من القطاع الخاص وصل عددها إلى 12 شركة تتوزع على محيط الرواق البحريني، محيطة بجناح الحكومة الإلكترونية الذي يعرض ما يربو على 100 خدمة إلكترونية باتت توفرها المنصة الحكومية، للمؤسسات والأفراد على حد سواء، تتوزع على مختلف القطاعات الخدماتية.

سبقت المشاركة البحرينية هذا العام بالكثير من النقاشات الداخلية، التي عرفتها أروقة «تمكين» ومكاتب «بيستا»، وجمعتهما سويا، من أجل التوصل إلى قرار بشأن أفضل الطرق المؤدية نحو المشاركة، وبعد أن تم التوصل إلى الموافقة، انتقل النقاش إلى وضع صمامات الأمان التي تضمن نجاحها في تحقيق أهدافها، مأخوذا في عين الاعتبار المسائل التالية:

1.إشهار تجمع جديد، تحت مظلة جمعية البحرين للإنترنت تتمحور أنشطته حول الشركات الضالعة في صناعة وتجارة تقنية الاتصالات والمعلومات، والمعروف اختصارا باسم «بيستا» (Bista)، والمقصود به (Bahrain ICT Suppliers Trade Association)، فهذا التجمع المنبثق من جمعية الإنترنت، يوفر للجمعية فرصة للتركيز على هذه الصناعة من جهة، ومخاطبة الشركات المنخرطة فيها بشكل مباشر من جهة ثانية، الأمر الذي يعزز من خطوات صناعة تقنية المعلومات في البحرين.

ولعل أول قطرات أنشطة هذا التجمع، هو مخاطبته «تمكين» من أجل استمرار المشاركة البحرينية في جايتكس. هذا حصر النقاش، بشكل إيجابي، في أضيق دائرة ممكنة، مما اختصر الكثير من الجهد والوقت.

2.إصرار «تمكين» على استمرار الحضور البحريني في «جايتكس»، المنطلق من نجاح تجربة المشاركة في العام المنصرم.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن «تمكين» قد انكبت بعد إنقضاء جايتكس 2008 على دراسة «تجربة المشاركة البحرينية»، وأجرت ما يشبه الدراسة المصغرة، المحدودة النطاق، من أجل استخلاص النتائج، وخاصة تلك المتعلقة بـ «المؤشرات المفتاحية للأداء».

ولابد من الإشارة هنا إلى أنه رغم إبداء «تمكين» استعدادها لدعم المشاركة البحرينية في جايتكس بشكل عام، لكنها حرصت على تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال مساعدتها على إزالة الكثير من العقبات التي كان يمكن أن تحول دون مشاركة هذه المؤسسات في جايتكس 2009.

3. مؤتاة الفرص القائمة، والمقصود بها هنا الأزمة المالية العالمية، والتي كان بوسعها أن تكون سببا رئيسيا في ثني «تمكين»عن الدعم، وإقناع الشركات بعدم جدوى المشاركة.

ومن خلال الاحتكاك المباشر بكل من «تمكين» و»بيستا»، يبدو أن كلتيهما كانتا على قناعة تامة بأنه، بخلاف ما يعتقده البعض، لربما وفرت تلك الأزمة الفرصة الأنسب للمشاركة البحرينية، والسبب في ذلك يعود إلى أنه في مراحل الانتعاش المالي والاقتصادي، يرتفع عدد المشاركين، وعلى وجه الخصوص «المؤسسات الكبيرة»، وفي المقابل يتراجع ذلك الحضور إبان تلك الأزمات، مفسحا الطريق أمام المؤسسات، أو بالأحرى الدول الصغيرة والمتوسطة من حجم مملكة البحرين، والشركات المحلية العاملة فيها.

هذه المشاركة بما يرافقها من مستجدات تضع على عاتق كل من «تمكين» و»بيستا» مسؤولية كبيرة يمكن تلخيص أبرز أهدافها في الخطوات التالية:

1.ترويج البحرين كمركز إقليمي لصناعة وتجارة تقنية الاتصالات والمعلومات.

ويتطلب تحقيق هذا الهدف التحرك في اتجاهين متكاملين، الأول يركز على ترويج المنتجات التي تمتلكها الشركات البحرينية أو الخدمات التي تقدمها في الأسواق الخارجية، بما فيها تلك العالمية، والثاني يركز على جذب الشركات العالمية المشاركة في جايتكس كي تتخذ من البحرين مركزا إقليميا للانطلاق منه نحو الأسواق الإقليمية المجاورة.

2.ترويج البحرين كمركز إقليمي للأنشطة والفعاليات ذات العلاقة بصناعة تقنية المعلومات والاتصالات.

ولابد هنا من التمييز بين التجارة والصناعة من جهة والأنشطة والفعاليات من جهة ثانية، فبينما تخاطب الأولى الشركات والمصانع، تتوجه الثانية نحو مؤسسات المجتمع المدني والهيئات التي لا تتوخى تحقيق الربحية من وراء أنشطتها.

وتجدر الإشارة هنا إلى الدور المميز الذي بوسع «بيستا» أن تمارسه اعتمادا على الخبرة الغنية التي راكمتها جمعية البحرين للإنترنت، وهي الحاضنة المركزية التي تنعم «بيستا» بدعمها، والعلاقات الواسعة التي تمتلكها الجمعية والتي من الضروري تجييرها لصالح المشروعات التي تأمل «بيستا» و»تمكين»، من تنفيذها في المستقبل المنظور فوق أرض مملكة البحرين، في قطاع صناعة وتجارة الاتصالات والمعلومات.

3.دراسة إمكانية البدء في إطلاق فعالية، مكملة، وليست منافسة، لـ «جايتكس».

والمقصود هنا تكثيف الحوارات مع الشركات والمؤسسات المشاركة في جايتكس 2009، وتلمس احتياجاتها، والقنوات التي تبحث عنها لتعزيز حضورها في المنطقة، والانطلاق من ذلك للتأسيس لفعالية تكون البحرين المركز الإقليمي الذي يحتضنها.

ويمكننا في هذا المجال القول «إنه ربما نجحت دبي في تحويل «جايتكس» إلى اللقاء الإقليمي الأفقي الذي يصعب منافسته، بعد أن اكتسب السمعة والمكانة اللتين يصعب زحزحة دبي عنهما. لكن ذلك لا يمنع من التمعن بحثا عن مجالات عمودية تناسب الظروف الاقتصادية والتجارية التي تتميز بها البحرين دون سواها من دول المنطقة. يمكننا الإشارة إلى قطاعين في هذا المجال، هما التعليم والإدارت الحكومية.

تلك هي مهمة «تمكين» و»بيستا» سوية في جايتكس 2009»

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2599 - السبت 17 أكتوبر 2009م الموافق 28 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً