العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ

القنوات المائية في كرزكان تبكي ماضيها... وأهالي القرية ينعون حاضرها

لم يتبقَ من تلك القنوات المائية المشهورة في كرزكان، إلا الصخر فقد دمرت على حساب إقامة مشروع إسكاني، في الوقت الذي كانت تتعالى فيه أصوات أهالي القرية عندما طالبوا بحمايتها.

وتعد القنوات المائية الموجود في قرية كرزكان من القنوات المائية المشهورة قديما، إلا أن الجرافات قد دمرت ما تبقى منها، في الوقت الذي بكت فيه عيون كبار كرزكان عليها لحبهم وعشقهم وتعلقهم بها، فقد كانوا يلعبون فيها ويسبحون في مياهها البادرة، إلا أن ذلك أصبح في طي النسيان، وخصوصا في ظل إهمال المسئولين لها، إذ لم يهتم هؤلاء بهذه القنوات المائية على الرغم من أنها تعتبر أثارا من أثار التاريخ التي دمرها البعض في حين كان المسئولون يقفون وقفة الجمهور يتفرجون على هذه الآثار ومعالمها تختفي.

وفي هذا الصدد قال أحد أهالي القرية خليل عبدالرسول في حديث لـ«الوسط» «إن هذه القنوات يطلق عليها اسم (الثقب) وهي عبارة عن مجموعة من القنوات المائية وليست قناة مائية واحدة(...) وتمتد هذه القنوات من منطقة عالي إلى المنطقة الغربية في كرزكان ودار كليب».

وأضاف «أن هذه القنوات كانت تشكل مصدر الماء الوحيد في القرية، وكان ذلك قبل أن تتطور استعمالات المياه، وبحكم أن القنوات المائية الموجودة في القرية كانت مشهورة آنذاك، فقد كان أهالي المنطقة وخصوصا كبار السن يستخدمون الماء، إلا أن ذلك كان منذ فترة طويلة، فهذه القنوات أصبحت من التاريخ المنسي وخصوصا عندما تم تدميرها وتم الاعتداء عليها أمام المسئولين الذين أداروا بظهورهم عنها».

ولفت عبدالرسول إلى أنه قبل عام تقريبا تم تصوير القنوات المائية التي كانت ملامحها قد بدأت تختفي، إلا أن الجرافات الآن قد تعدت عليها بشكل كبير، مبينا أن هذه الجرافات كانت تجرف القنوات المائية بحجة إقامة مشروع اللوزي، مشيرا إلى أن القنوات المائية أصبحت تحت الأرض بسبب بناء بعض المساكن عليها، إلا أن هناك بعض القنوات لا تزال موجودة، وخصوصا أن القنوات المائية الموجودة عديدة ومتوزعة.

وعن ما إذا كان أهالي القرية حاولوا الاتصال بالجهة المعنية عن حماية الآثار، نوه عبدالرسول إلى أن الأهالي لم يحاولوا الاتصال، وإنما حاولوا التحرك بجهدهم الشخصي لحماية القنوات المائية، إلا أن هذا الجهد لم يستطع حمايتها في ظل استمرار الجرافات في التعدي على هذه القنوات.

وذكر عبدالرسول أن القنوات المائية كانت مهملة، إذ إنها لم تكن مسورة ولم تكن مسجلة في وزارة الثقافة والإعلام، ولم تكن هناك إشارات توضح أن هناك قنوات مائية أثرية، على الرغم من أن هذه القنوات كانت مشهورة.

وأشار عبدالرسول إلى أن أحد أهالي القرية قام بعمل بحث تاريخي وكان ذلك في بداية العام 2000 ولقد كانت القنوات المائية موجودة وواضحة، إلا أن الجرافات دمرت آثار عشرات القنوات المائية التاريخية وذلك ابتداء من شرق قرية كرزكان لغاية مدينة حمد ، لافتا إلى أن عملية التدمير وطمس معالم هذه القنوات بدأت في يناير/ كانون الثاني 2008، وذلك بحجة إنشاء الوحدات السكنية التي أصبحت تقام اليوم على هذه القنوات المائية.

وأكد عبدالرسول أن مطلب أهالي كرزكان هو حماية ما تبقى من هذه القنوات، وذلك عبر التسوير، إذ إن تسوير هذه الآثار لن يؤثر على إنشاء الوحدات السكنية في كرزكان ومشروع اللوزي، وخصوصا أنها لن تؤثر على المخطط الإسكاني.

العدد 2603 - الأربعاء 21 أكتوبر 2009م الموافق 03 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:31 ص

      مااعتقد

      مااعتقد راح يسوورون لكم سور لهاذي القنوات مدام مافية لفت نظر

    • زائر 1 | 12:20 ص

      بس هالقنوات تبكي ؟؟؟

      كل شيئ على هالأرض يبكي إذا المواطن يتجرع الألم ويبكي في يومه آلاف المرات فهل غريب أن تبكي القنوات .. خلوها على الله انتشر الظلم على هذه الأرض وبتنا نترجى عفو الله وغفرانه وألا يعذبنا بما فعل السفهاء .. أين أنت ياصاحب الزمان الغوث الغوث يامولاي

اقرأ ايضاً