العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ

حرية الصحافة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تراجع ترتيب البحرين في مؤشر حرية الصحافة الصادرة عن منظمة «مراسلون بلا حدود»، إذ جاءت البحرين في الترتيب 119 عالميا متراجعة بذلك 23 ترتيبا عن العام الماضي حين احتلت المرتبة 96 عالميا، واقتربت إلى ترتيبها في العام 2007 حين جاءت في المرتبة 118 عالميا.

هذا التراجع لم يكن مستغربا أبدا في ظل الكثير من المؤشرات التي تعيشها الصحافة في البحرين، فمازال قانون الصحافة يراوح مكانه في مجلس النواب، ومازال الصحافيون يجرجَرون إلى ساحات القضاء بسبب آرائهم ومواقفهم، كما مازال الصحافي البحريني لا يحظى بالقبول لدى بعض المؤسسات التي تشترط أن يكون الصحافي خاضعا لأجندتها الخاصة وتوجهاتها وأيدلوجياتها.

حرية الصحافة في البحرين لم تصمد كثيرا بعد المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد، إذ إن الحرية كانت (عند البعض) واجهة ترويجية فقط، ولم تقم على أساس حقيقي يتبنى مشروعا واضحا للارتقاء بالمهنة وجعلها سلطة رابعة قادرة، ولها دورها في تنمية المجتمع وتوعيته وتوجيهه والكشف عن أماكن القصور والتقصير.

الصحافة في البحرين تعاني في وقت مازالت فيه وسائل إعلام عديدة تعيش تحت مظلة سيطرة «السلطة» كما يحدث على مستوى الإذاعة والتلفزيون، وبالتالي فإن مفهوم الحرية الحقيقية للصحافة البحرينية مازال يشوبه الكثير من القصور، ومن أهم ذلك القصور في التشريع القانوني الذي ينظم هذه المهنة ويوضح الحقوق والواجبات التي يجب أن يلتزم بها كل من يشتغل في هذه المهنة.

حق الحصول على المعلومة ركيزة أساسية في تراجع مؤشر حرية الصحافة في البحرين، فمن أهم المؤشرات التي تقاس على أساسها حرية الصحافة، حق الحصول على المعلومة، إذ إن هذا الحق غير موجود في بلد المؤسسات، ولا يمكنك أبدا أن تحصل على المعلومة التي تريدها، بل فقط تلك المعلومة التي يراد لها أن تخرج، وبالتالي فلا يمكن أن تكون هناك حرية للصحافة في ظل فرض قيود واسعة على المعلومة.

من الواضح أن هذا التراجع في حرية الصحافة والذي شهدته البحرين منذ العام 2002 إذ كان فيه ترتيبنا على مستوى العالم 67 والآن أصبح 119، يكشف عن حقيقة المرحلة الماضية وكيف استُغل الإعلام لتحسين صورة السلطة فقط، في حين لم تكن السلطة تمثل خريطة طريق نحو تطوير الإعلام وتحسينه وجعله أكثر رقيا وتقدما وحرية ومساهما أيضا في دعم مؤسسات الدولة ومشروعها الإصلاحي.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2605 - الجمعة 23 أكتوبر 2009م الموافق 05 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:55 ص

      هل تقصد.....

      استاذ هاني، هل تقصد بان السلطة استخدمت الاعلام لتحسين الصورة فقط وليس كان من ضمن اهدافها تطوير الاعلام وتحسينه وجعل شعب البحرين يعبر عن رايه بكل حريه، هذا يعنى بانه هناك خداع كامل ممنهج، السلطة لم تقتنع بنسبة 98.4% نتيجة التصويت على ميثاق العمل الوطني اعتقد بانها كانت تريد 110% او اكثر من ذلك حتى نحصل على حرية افضل ، الحرية تنتزع وتعطى ....

    • زائر 1 | 5:33 ص

      صحافي مقيد خير من نائب محصن

      لكن الصحافةرغم هامش الحرية الذي أعطي لها ورغم عدم وجود الحصانة الصحفية لكتابها لكنهم أفضل من النواب الذين يمتلكون حرية الكلمة والحصانة البرلمانية التي لم يستفد الشعب أصبحة الصحف هي الأداءة الوحيده التي توصل صوت المواطن الى أصحاب القرار في الوطن والعالم

اقرأ ايضاً