يسدل الستار على بطولة العالم لسباقات فورمولا1 لموسم 2009 عندما تستضيف حلبة مرسى ياس في نهاية الأسبوع الجاري جائزة أبوظبي الكبرى، المرحلة السابعة عشرة الأخيرة، بسباق فريد من نوعه يجمع النهار بالليل.
وستسجل أبوظبي حضورها في عالم سباقات فورمولا1 للمرة الأولى بعدما انضمت إلى البحرين التي سبقتها إلى هذا الشرف العام 2004.
كان القيمون على الحلبة الإماراتية يمنون النفس بأن تكون بدايتهم في بطولة الفئة الأولى بسباق ختامي حاسم لتحديد هوية بطل العالم، لكن حلبة انترلاغوش البرازيلية حافظت على تقليدها وكانت المسرح الذي يعلن عنه اسم البطل بعدما توج سائق براون جي بي-مرسيدس جنسون باتون قبل حوالي أسبوعين باللقب العالمي، ليصبح عاشر بريطاني يحرز اللقب بعد مايك هاورثون (1958) وغراهام هيل (1962 و1968) وجيم كلارك (1963 و1965) وجون سورتيز (1964) وجاكي ستيوارت (1969 و1971 و1973) وجيمس هانت (1976) ونايجل مانسيل (1992) ودايمون هيل (1996) ولويس هاميلتون (2008).
ويمكن القول أن باتون وبراون جي بي-مرسيدس خرجا من أنقاض هوندا ليؤكدا أن لا شيء مستحيل في عالم الفئة الأولى حتى بالنسبة للـ «صغار» في حال كان هناك عقل مدبر مثل مالك الفريق روس براون الذي دخل التاريخ بعدما قاد براون جي بي لأن يصبح أول فريق يتوج بلقب بطولة الصانعين في أول موسم له.
لكن مدير فيراري ستيفانو دومينيكالي عازم على استعادة المركز الثالث من ماكلارين مرسيدس التي خطفته من «سكوديريا» خلال سباق البرازيل، وهو قال بهذا الصدد: «من الواضح أننا نشعر بالخيبة لأننا خسرنا (في البرازيل) النقاط التي أردنا الحصول عليها. لكن هذا هو الواقع. نحتاج لمواصلة القتال لأننا نعرف بأن أي شيء قد يحصل. نذهب إلى أبوظبي ونحن نعي أن الأمور ستكون صعبة، لكن لا يجب أن نستسلم. نقطة واحدة ليست بالشيء الكبير وسنقاتل حتى النهاية. هذا هو هدفنا الأساسي في نهاية الموسم».
بدوره، قال رايكونن لموقع فيراري على شبكة الانترنت: «سباق أبوظبي سيكون الأخير لي مع فيراري وكالعادة سأقدم كل شيء من أجل تحقيق أفضل نتيجة ممكنة. سنحاول أن ننهي هذا العام الصعب بنتيجة جيدة، على آمل أن يكون ذلك كافيا لاستعادة المركز الثالث في بطولة الصانعين والذي انتزعته منا ماكلارين في البرازيل. سيكون الأمر صعبا لأن المنافسة قوية جدا».
يضاف إلى ذلك واقع أن اللقبين (السائقين والصانعين) حسما في البرازيل، وبالتالي قد يقوم بعض السائقين بالمخاطرة أكثر من السابق لأن كل شيء قد حسم».
وواصل «منافسنا الأساسي يواصل تحسين سيارته، فيما نستعمل السيارة ذاتها منذ سباق المجر في نهاية يوليو/ تموز الماضي. كما كتبت سابقا (في الموقع)، حان الوقت بالنسبة إلى لأقول وداعا للعاملين في فيراري بعد أن أمضينا ثلاثة أعوام معا. أنا فخور بما حققناه خصوصا لقب السائقين العام 2007 ولقب الصانعين في العام ذاته وفي 2008. هذا العام لم تكن السيارة منافسة كما أردنا، لكن على أقله نجحنا في تحقيق فوز واحد وحصد عدد من النقاط. لنأمل أن ننهي الموسم بشيء بإمكاننا أن نتذكره».
أما في ما يخص حلبة مرسى مارينا وتوقيت انطلاق السباق، فرأى رايكونن أن سباق أبوظبي سيفرض تحديا جديدا، مضيفا «هناك الكثير من التوقعات في ما يخص حلبة ياس مارينا، لكن من الصعب القيام بأي توقع لأننا نتسابق هناك لأول مرة. بحسب ما رأينا، قام المنظمون بعمل رائع وتبدو الحلبة مثيرة جدا للاهتمام وستشكل تحديا. يضاف إلى ذلك، أنها ستشكل تحديا مميز جدا لأن السباق سينطلق تحت أشعة الشمس وينتهي تحت الأضواء الكاشفة، هذا الأمر سيضيف بشكل مؤكد الإثارة».
وبعيدا عن ماكلارين مرسيدس وفيراري وصراع المركز الثالث، ستكون الأنظار موجهة أيضا إلى فريق بي ام دبليو ساوبر الذي سيقول وداعا لعالم فورمولا1 بعدما قرر القيمون عليه الانسحاب اعتبارا من 2010.
وكانت الآمال معقودة على هذا الفريق من أجل الدخول في الصراع مع فيراري وماكلارين مرسيدس خصوصا بعد الموسم المميز الذي قدمه في 2008، لكن التعديلات التي أدخلت على قوانين البطولة جعلته يصارع للدخول حتى في النقاط ما دفعه لإعلان نهاية المشوار الذي بدأ العام 2006 بعدما اشترى أسهم ساوبر.
وقد ضمن سائق الفريق البولندي روبرت كوبيتسا مقعده للموسم المقبل بعدما وقع عقدا مع رينو ليحل بدلا من ألونسو، فيما يبقى مصير زميله الألماني نيك هايدفيلد مجهولا كما الحال بالنسبة لباريكيلو الذي انتهى عقده مع براون وهو مرجح للانتقال إلى فريق وليامس مقابل تخلي الأخير عن الألماني نيكو روزبرغ لبراون جي بي.
كما أن مصير باتون مع الفريق لم يحسم حتى الآن بعد فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق حول المسائل المالية، ما دفع البعض إلى الترويج لفكرة انتقال بطل العالم إلى ماكلارين مرسيدس ليقود إلى جانب مواطنه هاميلتون.
العدد 2611 - الخميس 29 أكتوبر 2009م الموافق 11 ذي القعدة 1430هـ