العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ

«جيش الرب» في دارفور ولكن لا دليل على وجوده

شبه مسئول في الأمم المتحدة جيش الرب للمقاومة الأوغندية بـ «وحش يتحدث عنه الجميع لكن لم يره أحد» مع تزايد الشائعات عن انتقال هذه الحركة المتمردة إلى غرب السودان.

ووسع جيش الرب للمقاومة الذي يعد إحدى أشرس حركات التمرد في العالم وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد زعيمه جوزف كوني، منذ سنوات نطاق عملياته إلى الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

ففي جنوب السودان، هاجم مسلحو الحركة هذه السنة عددا من نقاط توزيع المساعدات الغذائية وقتلوا مئات المدنيين وخطفوا أطفالا وأجبروا آلاف الأشخاص على النزوح في المنطقة الاستوائية الغربية.

وسجل حادثان قد يكون تورط فيهما رجال جوزف كوني في الأسابيع الأخيرة في إقليم غرب بحر الغزال المجاور والمتاخم لإفريقيا الوسطى ودارفور ما غذى التكهنات بشأن انتقال جيش الرب للمقاومة إلى دارفور.

ونسب جيش جنوب السودان إلى جيش الرب للمقاومة مقتل اثنين من رجاله ثم هجوما الأسبوع الماضي تسبب في مقتل خمسة أشخاص على مخيم لنازحين من دارفور في غرب بحر الغزال.

وقال حاكم غرب بحر الغزال مارك نيبوش «إنه جيش الرب للمقاومة (...) لقد أسروا 21 شخصا وتمكن الجنود من تحرير الأشخاص المخطوفين، مؤكدا انه تم التعرف على طريقة عمل حركة التمرد هذه المعروفة بخطفها فتيانا ونساء خلال هجماتها.

وأكد وزير الإعلام في جنوب السودان بول مايوم أن «عناصر من جيش الرب للمقاومة شوهدوا في غرب بحر الغزال. لا يفاجئني أن يكونوا واصلوا طريقهم إلى جنوب دارفور». وأوضح أن المتمردين الأوغنديين الملاحقين قد يكونوا لجأوا إلى هذه المنطقة.

ويجرى البحث حاليا عن رجال جوزف كوني في جمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية. وقال دبلوماسي غربي أن جيش الرب للمقاومة «توغل قليلا في غرب بحر الغزال»، لكن ليست هناك أية معلومات تؤكد وجودهم في دارفور.

وصرح قائد الشرطة في المنطقة فاتح رحمن لوكالة «فرانس برس» «لا نملك أية معلومات تفيد أن جيش الرب للمقاومة موجود في جنوب دارفور».

وأكد مسئول في بعثة السلام المختلطة التابعة للأمم المتحدة وللاتحاد الإفريقي في دارفور أن الحديث عن وجود جيش الرب للمقاومة في دارفور مثل الحديث عن «وحش يتحدث عنه الجميع لكن لم يره أحد».

وتملك هذه القوة عدة قواعد في دارفور لكن وجودها يقتصر على أقصى جنوب دارفور في منطقة متوغلة في غرب بحر الغزال وتصل إلى إفريقيا الوسطى.

وأضاف المسئول في بعثة حفظ السلام «لا أقول أن جيش الرب للمقاومة لا وجود له في دارفور بل إننا لا نملك أي دليل على وجوده».

من جهته، قال الخبير في الشئون السودانية جيرار برونييه أن «جيش الرب للمقاومة هو (قتلة بلا حدود) حاليا، لكن يجب أن يتحرك هؤلاء في منطقة يعرفونها»، متسائلا «على صعيد الجغرافيا كيف سيعملون في دارفور؟».

وأضاف «يجب أن يكونوا مرتاحين قليلا في بيئتهم. عندما يذهبون إلى جمهورية إفريقيا الوسطى أو الكونغو (أي في الغابات والأحراج) فهذا يشكل جزءا مما يعرفونه. لكن في دارفور كما على سطح القمر. لا أعتقد أن الأمر صحيح».

واتهم جيش جنوب السودان الذي يقيم علاقات متوترة مع الحكومة المركزية في الخرطوم، الحكومة السودانية بدعم جيش الرب للمقاومة ليتمركز في دارفور.

وهي اتهامات لا تأخذها السلطات السودانية على محمل الجد.

العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً