العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ

الدنمارك وقمة المناخ

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

ستنعقد قمة المناخ في العاصمة الدنماركية (كوبنهاغن) في نهاية العام الجاري وفي الفترة بين 7 و18 ديسمبر/ كانون الأول ومن المتوقع أن يمثل هذا المؤتمر الـ 15 لأطراف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغيير المناخ أحد أهم المؤتمرات في تاريخ هذه الوكالة الدولية حيث سيتداول كبير مفاوضي الحكومات العالمية المختلفة والمنظمات غير الحكومية المهتمة بالبيئة ما يعرف بـ «دبلوماسية المناخ» للاتفاق على معاهدة جديدة خلفا لاتفاقية كيوتو والتي سينتهي مفعولها القانوني في العام 2012.

هذه الدولة الإسكندنافية والمستضيفة لفعاليات المؤتمر قامت خلال الفترة الماضية بالعديد من المساهمات الإيجابية لتجهيز الأرضية المناسبة لنجاح المفاوضات الشاقة المتوقعة والتي تتداخل فيها دوائر السياسة والاقتصاد والبيئة في صهر لوائح قوانينها الجديدة. هذه الدولة الشمال أوروبية أحدثت الكثير من اللغط في العالم الإسلامي بعد نشر إحدى صحفها بعض الرسوم الكاريكتيرية المهينة لنبي الرحمة (ص) لكن هذا المقال يتناول جوانب أخرى إيجابية عن مدنية بلاد الفايكنج.

يُعتبر سكان مملكة الدنمارك الأسعد في العالم حسب استقصاءات الرأي العالمية الموثقة؛ فمعدل الجريمة منخفض ويشعر الناس بالقناعة وتوفر الدولة مجانا خدمة ممتازة في القطاع التعليمي والصحي لجميع فئات المجتمع في مقابل ضرائب عالية قد تصل إلى 50 - 70 في المئة من متوسط الدخل والذي يصل إلى 37 ألف دولار (المرتبة 16 في العالم).

بالنسبة إلى المجال البيئي فهي رائدة في هذا المجال؛ فالدنمارك حصلت على المرتبة 10 من ناحية الخضرة عالميا وقد قامت بإنشاء وزارة للبيئة منذ العام 1971 ووزارة الطاقة والمناخ في العام 2007 وكانت أول دول تطبق قانونا بيئيا وذلك في العام 1973. أما عاصمتها (كوبنهاغن) فتعتبر من أكثر المدن صداقة للبيئة بسبب خططها البلدية والحكومية وتتمركز فيها صناعة التكنولوجيا النظيفة بمشاركة فعالة من الجامعات والمعاهد البحثية. البرلمان الدنماركي رفض استخدام الطاقة النووية كمصدر للطاقة في العام 1985 وبذلك اتجهت سياسات الدولة نحو استخدام الطاقات المتجددة والمستدامة (وخاصة الاستثمار في إنشاء مزارع الرياح والتي يبلغ نصيبها نحو 20 في المئة من استخدام الكهرباء) وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في قطاعات الاقتصاد المتنوعة. وفي اتجاه موازٍ، التزم القطاع الخاص بتطوير واستخدام التدابير التي تخفض من استهلاك الطاقة.

بلغة الأرقام، يبلغ متوسط نصيب الفرد في الدنمارك من انبعاث الكربون في تقرير التنمية البشري نحو 10 أطنان في السنة (مقارنة بـ 23.9 طنا للبحريني) وهذا يمثل ضعف المتوسط العالمي لكنه يماثل متوسط الدول المتقدمة.

لم تبخل الحكومة الدنماركية لتحقيق نجاح «بروتوكول كوبنهاغن» حيث سيكون توليد الطاقة الكهربية للمؤتمر عن طريق طاحونة هواء وقامت ببعث دبلوماسيين لمتابعة الأمور المتعلقة بالمناخ إلى عواصم الدول الكبرى. أما وزيرة البيئة الدنماركية فصرحت بأن خيار الفشل للمؤتمر غير وارد وأن تجميد القرارات الصعبة ليس في مصلحة الدول المترددة وخاصة أن الزخم الحالي لإصدار القرارات القانونية الجديدة بعد مفاوضات شاقة ومعقدة - لتكون بديلا لقرارات معاهدة كيوتو - هي الفرصة السانحة لإنقاذ البشرية تحت رعاية الفايكنج.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً