أثار خبر نشرته «الوسط» يوم أمس عن «سفرات النواب» حفيظة عدد من النواب تجاه ازدياد سفرات بعض زملائهم، وعدم شمولهم بهذه السفرات، إذ شن عدد منهم هجوما لاذعا، اعتبروا فيه ما يجري حاليا من توزيعٍ للسفرات الرسمية من خلال الشعبة البرلمانية ظلما وحيفا تجاه بقية الأعضاء، كما أبدى بعضهم استعداده لدفع تكاليف السفر على حسابه الخاص طالبا فقط إعلامه بالمؤتمرات الرسمية التي تلامس اختصاصاته.

ففي تعليق له قال رئيس لجنة المرافق العامة النائب جواد فيروز إن اختيار نواب معينين لسفرات الشعبة هو حيف وظلم بحق بقية النواب، مطالبا بأن يتم توزيع السفرات الرسمية بحسب نوعية المؤتمرات على النواب، بدلا من أن يتم اختيار المسافرين من النواب بحسب مناصبهم.

من جهته قال عضو اللجنة المالية النائب سامي قمبر إن هناك عددا من المؤتمرات تخص اللجنة المالية، غير أنه يتم إرسال نائبٍ واحد فقط لتمثيل الشعبة البرلمانية فيها، داعيا لإرسال أكثر من عضو خاصة في المؤتمرات المهمة، مضيفا إذا كانت الموازنة لا تسمح بإرسال أكثر من عضو سنسافر على حسابنا الخاص للمؤتمرات التي نعتقد أنها مفيدة لنا.

أما النائب إبراهيم الحادي فقال نعلم بأن بعض السفرات تحتاج إلى نواب من تخصصات معينة لحضورها، غير أننا نعول على حكمة هيئة المكتب لتحقيق العدالة بين النواب، وخاصة مع تأكيد رئيس المجلس على الفوائد التي تجنيها البحرين من خلال بعض هذه السفرات والتي وضعتنا على الخريطة العالمية، غير أنه يجب وضع النقاط على الحروف، كما يجب أن يكون الإعلام منصفا في هذا الشأن.

من جانبه تساءل النائب حمزة الديري عن الجهة التي تختار النواب لتكليفهم بالسفرات الرسمية إلى الخارج، نافيا أن تكون هناك جهة عرضت عليه أن يسافر مرة واحدة ضمن وفد رسمي تابع للبرلمان، مضيفا هناك نواب يسافرون ثلاث مرات في الدور الواحد، وآخرون لم يسافروا ولا مرة للآن.

من جهته دافع عضو اللجنة المالية عبدالعزيز أبل عن اختيار الشعبة لبعض النواب للسفر في مهمات رسمية، لافتا إلى أن هناك بعض النواب مشاركين في الاتحاد البرلماني الذي يقتضي سجلا دائما لأعضائه، كما أن هناك زيارات متخصصة تستدعي اختيار نوابٍ محددين.

من جهته نفى عضو هيئة مكتب النواب ورئيس اللجنة التشريعية خليل المرزوق مسئولية هيئة المكتب في اختيار النواب للسفر، إذ أوضح بعده النائب محمد المزعل أن الشعبة البرلمانية هي المختصة بترتيب واختيار النواب للسفر في المهمات الخاصة.

أما نائب رئيس اللجنة المالية عيسى أبوالفتح فدعا لمناقشة هذا الموضوع بعيدا عن الجلسات العامة للنواب، موجها كلامه للجميع: ليس هذا هو المكان المناسب لمناقشة هذا الموضوع، هناك أماكن أخرى لذلك.

وفي محاولة منه للتوضيح قال رئيس الجلسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب غانم البوعينين إن السفرات أنواع، إذ إن هناك بعض النواب ممن يسافرون على حسابهم الخاص، مؤكدا أن الملاحظات التي وردت من النواب المتحدثين ستذهب إلى الشعبة البرلمانية، لافتا إلى أنّ رئاسة الشورى والنواب هما من يقرران السفرات وتفاصيلها.

وختم حديثه بالقول توجد كشوف لدى مكتب الرئيس بالسفرات التي تمت أو تتم، وهذه الكشوف ليست مغيبة عن أحد ويمكن للنواب الاطلاع عليها وإبداء ملاحظاتهم بشأنها.

يذكر أن مصادرا كشفت لـ «الوسط» أن عددا من أعضاء مجلسي الشورى والنواب قد تجاوزت معدلات سفرهم 18 سفرة خلال العام الواحد، وغالبية هذه الأسفار على حساب موازنة البرلمان أو الاستفادة من منصبهم البرلماني في المشاركة في عدد كبير من الأسفار.

وأوضحت المصادر أنه تم تحرير أكثر من 1200 شيك لتغطية المصروفات الباهضة لنفقات البرلمانيين منذ بداية الفصل التشريعي الثاني (الدورة البرلمانية الحالية التي بدأت في العام 2006).

ويتقاضى العضو البرلماني (في كلا الغرفتين المعينة والمنتخبة) في كل سفرة رسمية على مخصص مالي كبير يصل إلى 300 دينار يوميا للرئيس وللنواب والشوريين فضلا عن بدل سفر لموظفي الأمانة العامة للمجلسين المرافقين في الرحلات، فيما يعود كثير من أعضاء المجلسين بمخصصات فائضة من بدل السفر تتجاوز راتبهم البرلماني الشهري.

وقد كشفت المصادر أن بعض النواب لم يمكثوا في البحرين أسبوعين بشكل متصل بسبب انشغالهم في السفر.