العدد 2616 - الثلثاء 03 نوفمبر 2009م الموافق 16 ذي القعدة 1430هـ

التنمية الاقتصادية تتطلب العدالة والمساواة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الخطوات التي اتخذتها الحكومة في الفترة الأخيرة للصعود بمستوى التعليم العالي ربما جاء بعضها كردة فعل على الضجة التي أثيرت بشأن الجامعات الخاصة، ولكنها كانت أيضا مطروحة ضمن مشروعات الإصلاح الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة.

إن الفكرة التي اقتنعت بها بلدان عديدة هي أن التعليم العالي حاجة أساسية للتنمية الاقتصادية القابلة للدوام (التنمية المستدامة)، وعليه فقد قامت بلدان عديدة بربط التعليم العالي بالخطط الاستراتيجية المعتمدة للتنمية الاقتصادية.

وهناك أمثلة عديدة على نجاح البلدان التي اعتمدت على التعليم العالي والبحث العلمي المتطور، وحتى أن كوريا الجنوبية لديها وزارة باسم «وزارة الاقتصاد المعرفي» لأنها شهدت تحولا جذريا في العقود الأربعة الماضية بسبب نوعية التعليم والتدريب والبحوث والدراسات ،واستطاعت من خلال ذلك أن تخلق «رأس المال البشري» لديها.

الحديث عن التنمية الاقتصادية ربما يكون جميلا من الناحية النظرية، ولكن من الناحية العملية فإنه قد يكون صعبا ومتداخلا مع السياسة بشكل مباشر. فهناك من يتحدث عن التنمية عبر التركيز على الخصخصة وتحرير القطاعات وإفساح المجال للاستثمارات الأجنبية وعدم وضع أية قيود على أي نشاط، وأن هذه البيئة ستجتذب رؤوس الأموال وسترتفع أرباح المستثمرين، وبعدها يحدث الأثر المسمى بـ Trickledown وهو أن الثروة تبدأ بالتقطير على الطبقات السفلى في المجتمع ويرتفع بذلك مستواها المعيشي. هذا الفهم إذا ترك بصورة مطلقة لا يحقق الهدف المنشود (والأزمة المالية العالمية شاهد على ذلك)، وكل ما يحدث هو أن الفجوة بين الذين يملكون والذين لا يملكون تزداد بشكل مذهل.

ولذا فإن هناك من يطرح بأن ارتفاع مستوى المعيشة يتطلب فتح الأسواق من خلال ضوابط، مع وجوب الصرف على التنمية البشرية الموجهة بصورة استراتيجية، أي الاستثمار في التعليم والتدريب، وأن يكون هذه الاستثمار مرتبطا بضوابط واضحة لكي لا تتسرب الأموال التي تخصص لهذا الأمر إلى مجالات أخرى. ولدينا في البحرين مبادرات ومشروعات، ولدينا صندوق العمل (تمكين)، وهذه كلها بحاجة إلى أن تكون ضمن إطار شفّاف وواضح المعالم من كل جانب لكي لا تصرف الأموال في غير مكانها... لا سيما وأن هذه الأموال تجمع من خلال ضرائب تفرض على الشركات بهدف تدريب المواطنين في مجالات محددة بدقة.

إن من الواجب ان نستذكر أن التنمية من دون عدالة لا فائدة منها (كما تشير إلى ذلك رؤية البحرين 2030)... فالتنمية التي ينتج عنها ظلم أو تهميش تؤدي إلى نتيجة عكسية، والاقتصاد الناجح لابد وأن تؤطره سياسة ناجحة تعتمد المساواة بين المواطنين وتفتح الفرص أمام الجميع للتنافس من أجل الخير العام.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2616 - الثلثاء 03 نوفمبر 2009م الموافق 16 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • البحار | 2:14 ص

      المهمشين كثر

      دكتور الاولين قالوا واظن منهم المستشار البريطاني تاجر وشيخ مايصير ولك ان تختار اما تاجر او شيخ وتترك الرعيه يشوفون مصلحة العباد والبلاد

    • زائر 6 | 2:41 م

      Challenges of the Future- أم محمود

      There's no doubt that the financial crisis didn't affect us directly because of the leadership wisdom besides the successful programs and healthy environment. I agree with you that justice and equality are important for the economic development and we need to be strong and well educated to be the winner through the global competition
      All thanks and appreciation and gratitude to his highness Shaik Salman bin Hamad for his efforts
      Which make massive advancement of comprehensive

    • زائر 5 | 12:26 م

      اقتحم أنت لها ... أنت الأمـــــــــــــــل !.

      لقطف ثمار ما نريد نطلب ونتمنى ونظن ونجزم فلنخطط وننهض وننشط ونسعى وندأب ونتحمّس ونقتحم بالفكر الممنهج المتخصص ونتحرك حول الرؤية كالإلكترون مع اختزال التقعّر وحواجز الإحباط والتصفيق! وبمساعدة العوامل المحفّزة والمنتقاة من خيرة العقول البحرينية المتمكّنة والمختارة بموازين انتقائية عادلة لبلورة الرؤية . فهنا تتحدّد ملامح الخطى الهادفة والمدروسة أوليس التنمية " البشرية ، الاقتصادية " يبنيها الصنّاع المهرة من موطنهم التخصصي . فهل تراهم الرؤية ؟! كل الشكر للوسط ...نهوض

    • زائر 4 | 6:07 ص

      -

      وانا بكالريوس في الهندسة من بريطانيا وأيضا عاطل عن العمل ، أي تنمية هذه وأي قتل للطموح كفانا مجاملات في الجرائد فما يحاك في الخفاء ينذر بالخطر !!

    • زائر 3 | 5:27 ص

      لا تنمية بدون سياسة عادلة

      بعد محاولة تطبيق سياسة washington consensus في بعض دول أوروبا الشرقية وأفريقيا التي من ضمن مبادئها مبدأ الخصخصة وبعد عشر سنوات ظهرت نظرية أن الخصخصة تخلق الفقر والفساد خصوصا في الدول الغير ديمقراطية

    • زائر 2 | 3:52 ص

      صدقت ياابن الشرفاء

      ماتقولة عين الصواب الكفاءة موجودة ولكنها مهمشة هل كتب عليناالظلم استاذي الفاضل الرؤية الاقتصادية لوفعلت لكفانا شدة الحاجة وعوزها ..هناك الكثير من الشباب الطموح المؤهل الذي ليس له علاقة بالسياسة يقحم غصبا عنه؟؟؟؟؟؟دكتورنا ننظر بعينك المتفائلة بان العدل سيبزغ قريبا وسنتفائل بالمستقبل فقد يصحى ضمير من عنده اسباب الفرج نتمنى ذلك وسلمتم.

    • زائر 1 | 12:45 ص

      !

      يا دكتور أنا حاصلة على ماجستير من جامعة البحرين ودكتوراة من جامعة الخليج العربي وعاطلة عن العمل فأي تنمية اقتصادية في هذا البلد !!!

    • محب البحرين | 12:12 ص

      حسافة يالبحرين

      ما قصرو فتحو الفرص أمام "الجميع" باستثناء ابن الوطن, لذا فأنت ترى المستوطنين أمثال حثالات البراري, وأهل القات والوزره, وأبناء القارة الهندية, والمصريين, وكل من هب ودب "يلهف"وبكل مااتيح له من فرص (وهي كثيرة, متعددة, ومتنوعه).. بيوت, وظائف, بعثات, قروض ميسرة... حار ونار في أبدانهم وأبدان أجيالهم.

اقرأ ايضاً