العدد 327 - الثلثاء 29 يوليو 2003م الموافق 30 جمادى الأولى 1424هـ

مايرز يتوجه إلى العراق وسط تصاعد حرب العصابات

أنباء عن تعيين جيمس بيكر منسقا أميركيا جديدا لإعادة الإعمار

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

على عكس ما توقعه المسئولون الاميركيون فإن مقتل نجلي صدام حسين لم يؤد الى التخفيف من حدة الهجمات التي تتعرض لها القوات الاميركية، والتي يعتقد ان فلول النظام السابق يلعب دورا مهما في القيام بها. فقد قال الجيش الأميركي إن جنديا أميركيا آخر قتل في هجوم في الساعات الأولى من صباح امس إثر انفجار قنبلة.

ويأتي مقتل الجندي - وهو من القوة الاستطلاعية البحرية الأولى بالجيش الأميركي - ليرفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية الى خمسة جنود. وعلى رغم ان مقتل نجلي صدام حسين المخلوع عدي وقصي على أيدي القوات الأميركية فتح شهية العراقيين للإدلاء بمعلومات الى قوات الاحتلال وان بعضها ادى الى عمليات اقتحام كبيرة ورئيسية نفذتها القوات الأميركية خلال الساعات الماضية، فإن ذلك لم يخفف من حدة هجمات المقاومة التي تتعرض لها هذه القوات.

وقالت مصادر مقربة من قوات التحال ف ان تصاعد الهجمات خلال الساعات الماضية حمل رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز الى المجيء الى مقر القيادة الوسطى في قطر ومن المتوقع انتقاله بعد ذلك الى العراق لتفقد الجنود والقيادة العسكرية هناك، والاطلاع عن كثب على الأوضاع. ويشكل ارتفاع حدة الهجمات وانخفاض معنويات الجنود الاميركيين، الذي ادى الى تصاعد عمليات هروب اعداد من العسكريين الاميركيين من وحداتهم في العراق، واحدة من المهمات التي يأمل المسئول العسكري الاميركي ان يضع حدا لها في زيارته الأولى للمنطقة منذ نشوب الحرب على العراق. وتأتي زيارة مايرز وسط انباء عن تعيين منسق أميركي جديد لإعادة الإعمار وتغييرات في تشكيلة المستشارين العراقيين، وقد طرح اسم جيمس بيكر لتولي هذه المهمة.

وتعكس هذه الانباء قناعة متزايدة داخل الادارة الاميركية بأن خطة ما بعد الحرب ناقصة، وان الصبر - وهو الوصفة الاولية للبيت الابيض - لم ينجح. ومن الواضح ان الكشف عن عملية جديدة لاعادة التنظيم يعكس قلق الادارة من معدلات التقدم المحرز في العراق، على رغم تأكيد الرئيس بوش والحاكم المدني الاميركي الاعلى في العراق بوب بريمر وغيرهما من كبار المسئولين، ان الجهود تسير على الطريق الصحيح.

ويعتقد في واشنطن ان طرح اسم بيكر بوصفه منسقا جديدا لإعادة الاعمار في العراق سيضيف عامل الاستقرار الى عملية أصبحت فوضوية أكثر مما كانت تأمل الادارة، إذ تتكبد القوات الاميركية خسائر جراء حرب العصابات. كما ان وضع بيكر مع الحكومات الغربية يمكن ان يساعد الادارة الاميركية في الحصول على مزيد من المساعدات للمساهمة في دفع كلف عملية اعادة البناء، ولاسيما ان الرجل الذي كان وزيرا للخارجية في ادارة بوش الاب ووزيرا للخزانة ورئيسا لأركان البيت الابيض في عهد رونالد ريغان، شخصية معروفة في الشرق الاوسط.

ويرى كثيرون انه من غير المتوقع ان يتم استبعاد المنسق الاميركي لعمليات الاعمار في العراق بول بريمر بشكل كلي عن مهماته. وكان بريمر، قد اجرى في زيارة لواشنطن الاسبوع الماضي، لقاءات مع كبار المسئولين في البنتاغون والكونغرس للحصول على مزيد من الدعم البشري والمالي. ويشير تفكير البيت الابيض في استخدام بيكر في جهود ما بعد الحرب، الى ان بعض المسئولين في الادارة يشعرون بضرورة الحاجة الى عمل حازم لدعم تلك الجهود.

كما ان الادارة حريصة على ان تبقي بيدها مقاليد الاشراف على جهود اعادة الاعمار على رغم ضغوط الحلفاء، مثل المانيا وفرنسا، لكي تتخلى الولايات المتحدة عن بعض سلطاتها في العراق. وقال بريمر - الذي قال عنه بوش في حديقة الورد بالبيت الابيض الاربعاء الماضي انه «اظهر مواهب عظيمة وبارعة» - في مقابلته التلفزيونية، ان جهود ما بعد الحرب يمكن ان تستمر لسنوات، على رغم التقدم الذي تحقق في استعادة الخدمات وتشكيل الحكومة.

وفي لقاء مع نادي الصحافة الوطني يوم الاربعاء اوضح بريمر انه قدم إلى بوش «خطة ذات مراحل واضحة للستين يوما و120 يوما المقبلة». وقال ان المراحل الثلاث التي يتصورها هي استتباب الامن بما في ذلك اعادة تشكيل المحاكم وهيئات تطبيق القانون، ووضع البلاد على الطريق الاقتصادي الصحيح، والترويج للتطور السياسي بهدف التوصل الى حكومة ديمقراطية ذات سيادة.

وأشار بريمر، في لقاءات خاصة خلال اجتماعاته في واشنطن، الى ان الادارة ربما تحتاج الى تعيين مسئول كبير للتركيز فقط على عملية اعادة جدولة ديون العراق التي تصل الى أكثر من 21 مليار دولار، طبقا لمعلومات ادلى بها مسئول كبير.

ويرى عدد من المراقبين هنا ان شخصية معروفة أكثر، ربما تكون مناسبة لاقناع الدول المجاورة بالمنطلق الاميركي لإعادة بناء العراق. وكان بريمر قد تولى منصبه في تغيير مفاجئ في مايو/ ايار الماضي بطريقة اثارت ضيق عدد من القادة العراقيين. فبعد شهر من إنهاء القوات الاميركية ثلاثة عقود من حكم حزب البعث، ارسل بريمر الى بغداد ليحل محل الجنرال الاميركي المتقاعد جاي غارنر الذي كان مسئولا عن عملية اعادة الاعمار. والسؤال الذي باتت تطرحه الاوساط السياسية هنا: هل ان تغيير بريمر سيتم بطريقة مفاجئة كسلفه غارنر

العدد 327 - الثلثاء 29 يوليو 2003م الموافق 30 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً