العدد 330 - الجمعة 01 أغسطس 2003م الموافق 03 جمادى الآخرة 1424هـ

سلام السودان بين جحيم «الايغاد» وتجاهل العرب

على غير ما توقع المراقبون انتهت الجولة الأخيرة من محادثات السلام السودانية في 12 يوليو/ تموز الماضي بالفشل بسبب رفض الخرطوم مشروع اتفاق بشأن ابرز القضايا العالقة مثل تقاسم السلطة وتوزيع الثروات والترتيبات الأمنية خلال فترة انتقالية من ست سنوات نص عليها اتفاق ابرم في العام 2002. وشن الرئيس السوداني عمر البشير هجوما على الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر «ايغاد» التي ترعي المفاوضات وقال «فلتذهب إلى الجحيم».

وعلى رغم ذلك تمسك المسئول عن الوساطة الجنرال لازارو سومبييو بتفاؤله بشأن صدق نوايا الأطراف المعنية في نزاع أطلق قبل عقدين تعود جذوره إلى القرن الـ 19 وحتى قبل ذلك. وقال «لا اعتقد أنهم غير جديين. إن هذه القضايا مهمة إلى درجة انه أحيانا من الصعب اتخاذ قرارات» مضيفا «نعتقد أنهم يتفاوضون بحسن نية وصدق». وتأتي هذه التصريحات متسقة مع أجواء التفاؤل التي سادت قبل انهيار الجولة المذكورة.

كما قال وزير الخارجية الكيني كالونزو موسيوكا إن المحادثات - التي تهدف إلى حل صراع مستمر منذ 20 عاما في السودان - مازالت في مسارها على رغم رفض الخرطوم بغضب مقترحات صاغها الوسطاء الإقليميون. وهون من شأن الخلاف واعتبره «انتكاسة محدودة» وقال «هذه العملية مستمرة. لا يوجد بديل لعملية السلام في السودان». وأضاف إن المحادثات ستستأنف يوم العاشر من أغسطس/ آب الجاري.

ومن جهته حذر مبعوث الرئيس الأميركي جورج بوش للسودان جون دانفورث حكومة الخرطوم والمتمردين من أن أمامهما بضعة أسابيع فقط لإثبات أنهما يسعيان بالفعل لإنهاء الحرب.

وفي تحرك لتهيئة الأجواء للجولة المقبلة تحركت الخرطوم على نطاق الجوار لحشد التأييد لموقفها من «ايغاد» إذ تلقى رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي رسالة من البشير تتعلق بتطورات المباحثات بين الحكومة والجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة جون قرنق نقلها مستشار شئون السلام غازي صلاح الدين. وأكد زيناوي أن بلاده العضو في «ايغاد» ستبذل قصارى جهدها لمساندة عملية السلام في السودان. كما قام المستشار بنقل رسالة مماثلة إلى الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي. وقال إن جولته جاءت «لرفع مستوى الاتصال مع دول الهيئة حتى لا يترك الأمر للسكرتارية وحدها للتعامل مع ملف السلام».

وكان مفترضا أن تستأنف المحادثات بين الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية أصلا في 23 يوليو الماضي لكنها أرجئت إلى أغسطس الجاري. واستبقت الخرطوم الجولة الجديدة بتوجيه تحذيرات الى قرنق من أن طريق الحرب الذي هدد به سيؤدي إلى «تفتيت حركته»، مضيفة ان من الأفضل له أن «يكمل شروط السلام».

وجاءت هذه التحذيرات ردا على تصريحات لقرنق قال فيها إن الحركة ستعود إلى الحرب بعد انتهاء فترة وقف العدائيات في الثلاثين من سبتمبر/ايلول المقبل، ما لم تغير الحكومة موقفها من «وثيقة إيغاد» التي طرحها الوسطاء لتسوية القضايا العالقة في ملف السودان والتي رفضتها الخرطوم.

وتدور الحرب الأهلية في الجنوب منذ 1983 ولم تفلح كل المبادرات التي طرحت في وقفها وهناك تجاهل كامل لما يحدث من جانب الدول العربية. ويشار إلى ان مجموعة وسطاء «إيغاد» تضم كلا من جيبوتي واريتريا وأثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا والصومال (بصفه شكلية)

العدد 330 - الجمعة 01 أغسطس 2003م الموافق 03 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً