قال أشقاء الشهيد حسين عيسى بورقبة ـ الذي أدرجت اللجنة الوطنية للمفقودين في العراق اسمه ضمن شهداء «الانتفاضة الشعبانية» في العام 1991 - إنه «شهيد حرب» وليس شهيد علم كما ذكرت اللجنة، إذ إنه من ضمن أسرى الحرب في العام 1990.
وقال شقيق الشهيد بورقبة إن «الشهيد اعتقل في سجن الأحداث في الكويت من قبل النظام العراقي السابق أثناء الغزو».
إلى ذلك قال رئيس اللجنة الوطنية لشئون المفقودين في العراق جواد العصفور إن مسألة إقامة عزاء موحّد للشهداء البحرينيين في العراق لم تحسم حتى الآن، إذ ستعقد اللجنة «اجتماعا آخر يوم الأحد المقبل». مشيرا إلى أهمية «أن يكون عزاء الشهداء وطنيا موحدا».
الوسط - حسين خلف
قال رئيس اللجنة الوطنية لشئون المفقودين في العراق جواد العصفور إن مسألة عقد عزاء موحد لشهداء البحرين العشرة في العراق لم تحسم حتى الآن، إذ سيعقد اجتماع بين اللجنة والأهالي يوم الأحد المقبل، لتحديد الأمر.
وشدد العصفور على ضرورة وجود «عزاء موحد للشهداء ليكتسب الجانب الوطني».
ومن جانبه قال نادر الحوري شقيق الشهيد علي الحوري «ربما تكون الفاتحة في مسجد الإمام الصادق(ع) في منطقة القفول لكن هذا الأمر لم يتحدد بشكل نهائي».
أوضاع العوائل بعد النبأ
وعن وضع العائلة بعد إعلان استشهاد مفقودي العراق رسميا أشار الحوري إلى أن «بعضهم تقبل الأمر وبعضهم لم يتقبل إذ لايزال البعض محتفظا ببصيص من الأمل، وأنا شخصيا بعدما اطلعت على الوضع في العراق أرى أنه لا أمل».
واضاف «الدولة لم تتحرك منذ البداية مثلما فعل الكويتيون ولو تحركت لربما وصلنا إلى نهاية القضية منذ زمن، إننا لا ندري تحديدا متى تم إعدام المفقودين، ومعظم الروايات التي سمعناها كانت تقول إن المفقودين تم إعدامه خلال أيام بعد اعتقالهم».
وعن مطالبة الأهالي بالتعويض قال «رئيس اللجنة جواد العصفور ناشد جلالة الملك تعويض الأهالي لأنهم عانوا كثيرا وبذلوا الأموال خلال بحثهم عن ابنائهم».
أما إبراهيم الدرازي شقيق الشهيد محمد جواد الدرازي فاشار إلى أن عائلته «عقدت العزاء على أخيه في وقت سابق». وتابع «بصراحة لقد تجدد أملنا بعد تكوين لجنة البحث عن المفقودين، وبحثنا عنه كثيرا لكننا لم نعثر عليه، وانا سأرى رأي إخواني بشأن مسألة الفاتحة».
شقيق الشهيد أسامة المسلم تحدث عن وضع والدته قائلا «قضينا أمس نصف النهار معها حتى نقنعها بما آلت إليه الأمور».
وتابع «لقد كنت عندما فقد أخي في العراق في محافظة الموصل وكان هو في بغداد وعدت أنا ولم يعد أخي، وبعد انتهاء الحرب بأربعة أيام توفي والدي، وعموما والدتي تقبلت المر في نهاية المطاف... لقد عانت كثيرا».
وعن فكرة تعويض الأهالي قال «لم نفكر إلى حد الآن في هذا الأمر».
عبدالنبي الموت شقيق الشهيد أحمد الموت ابتدأ حديثه بالثناء على جهود رئيس اللجنة الوطنية لشئون المفقودين في العراق جواد العصفور وقال «لا أدري كيف أشكره وأجازيه على مساعدته لنا».
واضاف «لم أخبر الأهل برأي اللجنة وعرفوا بالأمر من الصحافة، وكان الوضع حزينا جدا داخل المنزل، إذ جاء الكثير من أهالي المنطقة».
كل عسكري يأتي بخمسين رأسا
وأردف «الدولة لم تتحمل مسئولياتها، فهي قصرت في واجبها، وأنا لا أفكر في مسألة التعويض حاليا فلا شيء في هذه الدنيا يعادل أخي مثلما لا يعدل الوطن شيء».
وتابع «أخي كان متزوجا ولديه ولد وبنت، وقد تكفلت عائلتنا وعائلة الزوجة بهما».
محمد علي العماني شقيق الشهيد فاضل العماني أكد أن مسألة العزاء الموحد لجميع الشهداء لم تحسم، وأعرب عن أمله في أن ينعقد العزاء الموحد لأنه ربما يرغب المسئولون في تقديم العزاء للأهالي».
واضاف «إن أهالي المفقودين في العراق عانوا كثيرا، وكذلك أهل الجنوب في العراق قاسوا معاناة تتفطر لها القلوب، إذ كان النظام يشترط على العسكريين أن يأتي كل واحد منهم بخمسين رأسا من الأهالي، تمنيت لو جاء الأهالي معنا في الوفد الأخير للعراق لأن الأمر سيكون أهون على قلوبهم، وأتذكر حال والد أحد المفقودين والذي كان معنا ضمن الوفد حينما زرنا مقبرة الطاحونة والتي قيل إن ابنه أعدم فيها، لقد فرغ ما في قلبه من ألم وما في عينه من دموع».
حسن السماهيجي والد الشهيد عيسى السماهيجي أكد ان «الأهالي يستحقون التعويض»، واضاف «لقد صرفت أكثر من أربعة آلاف دينار أثناء جمعي المعلومات عن ولدي لقد طرقت كل الأبواب».
محطات لتحركات الأهالي واللجنة
يذكر ان أهالي المفقودين وجهوا أول نداء عن قضيتهم لجلالة الملك المفدى في 18 سبتمبر/أيلول 2002م عبر مناشدتهم إياه التدخل الشخصي للعثور على أبنائهم المفقودين في العراق منذ العام 1991. والكشف عن مصائرهم. واجرت حينها «الوسط» اتصالا هاتفيا مع القائم بأعمال السفير العراقي والذي قال انه «ليس لديه علم بهذا الموضوع كونه لم يمض على وجوده في البحرين سوى فترة قصيرة».
وفي 27 اكتوبر/تشرين الأول 2002م اعتصم الأهالي أمام السفارة العراقية بهدف معرفة ما إذا كان أطلق سراح ذويهم بعد العفو الذي أصدره الرئيس العراقي وشمل السجناء كافة. ولكن الاهالي لم يحصلوا على أية نتيجة تذكر.
ورد السفير العراقي علي الحديدي على سؤال وجهته «الوسط» عن المفقودين بقوله «السجون العراقية خالية الآن من أي سجين»، وقد اعتدى أفراد من السفارة العراقية على أحد المواطنين الذين اعتصموا أمام السفارة.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2002م قامت لجنة أهالي المفقودين البحرينيين في العراق، وبالتعاون مع مركز البحرين لحقوق الانسان مؤتمرا صحافيا في مقر جمعية المحامين بمنطقة أم الحصم.
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول النائب عبدالله العالي يخبر «الوسط» باعتزامه تقديم اقتراح برغبة - في جلسة مجلس النواب - يتضمن تشكيل لجنة برلمانية تتولى متابعة شئون المفقودين البحرينيين في العراق.
الثاني من مايو/أيار 2003 الاتفاق على تشكيل مجموعتين للبحث عن المفقودين ، وتكونت كل مجموعة من أربعة أشخاص: ممثل عن الأهالي، وممثلين عن كل من لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب، وزارة الخارجية ومركز البحرين لحقوق الإنسان.
19 يوليو/ تموز، اللجنة الوطنية لشئون ا المفقودين في العراق تصرح إنها وفي اطار الجهود الرامية لمتابعة ملف المفقودين في العراق منذ العام 1991. قامت بعقد اجتماعات متتالية واضعة نصب عينها سرعة تشكيل وفد للذهاب الى العراق للبحث عن مصير المفقودين وذلك بالتنسيق مع كل من السفارة البحرينية في بغداد عن طريق وزارة الخارجية في البحرين باعتبارها جهة منسقة لهذه المهمة الوطنية الانسانية واللجنة الوطنية لمتابعة شئون الاسرى والمفقودين في الكويت. 19 يوليو الماضي توجه وفد بحريني إلى الكويت ومن ثم إلى العراق بالتنسيق مع وزارة الخارجية للبحث والاستقصاء عن أية معلومات عن أوضاع المفقودين.
في 24 من الشهر الماضي قال النائب البرلماني عبدالله العالي والذي كان موجودا في العراق لـ «الوسط» إن «ثمة أنباء شبه أكيدة عن مقتل المفقود البحريني (ع.ح).
الأحد3 أغسطس/ آب الجاري اللجنة الوطنية لشئون المفقودين في العراق تعلن في مؤتمر صحافي بعد عودة الوفد من العراق أن «المفقودين في العراق أصبحوا في ذمة الله».
الوسط - زينب عبدالنبي
بيّن أشقاء حسين عيسى بورقبة ـ الذي أدرجت اللجنة الوطنية للمفقودين في العراق اسمه من ضمن (العشرة) وهم شهداء الانتفاضة الشعبانية في العام 1991 ـ أنه «شهيد حرب» وليس «شهيد علم» كما ذكرت اللجنة. إذ لا يعدّ من شهداء الانتفاضة الشعبانية في العام 1991 بل هو من ضمن أسرى الحرب في العام 1990.
وقال شقيق الشهيد بورقبة إن الشهيد اعتقل في سجن الأحداث بالكويت، وكان قد ذهب الى الكويت ليطمئن على والدته وشقيقه «فوزي بورقبة» وشقيقته المستقرين في الكويت، فأضاع الطريق ووصل الى نقطة عراقية خطأ، ما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات العراقية، وانقطعت الأخبار عنه بعد ذلك، وعاد أشقاؤه في مارس/ آذار 1991 أي بعد تحرير الكويت بشهر.
هذا وأبدت اللجنة الوطنية تعاطفها واستعدت للذهاب الى ذوي بورقبة لتعزيتهم ومواساتهم. بينما اعتبر الأهالي أن اللجنة لم تقدم دليلا ملموسا. وقال النائب عبدالله العالي تعليقا على ما شاهده في العراق: «للأسف الشديد الاعلام العربي لم يعكس الصورة الحقيقية ولم يكشف الواقع العراقي الذي يكشفه كل من يزور العراق، فالشعب العراقي مستبشر بزوال المخلوع صدام حسين، وذلك عكس ما تنقله لنا الفضائيات».
وأضاف «ما إن تصل الساعة العاشرة مساء ويهدأ وضع الشارع حتى يذهب الشباب للتسامر مع الجنود الأميركيين على ظهور الدبابات، وهناك محبة شديدة يكنها العراقيون للأميركيين نتيجة تخلصهم من صدام». وبيّن أن ما نسمع عنه من مقاومة في العراق ناتج من المجاهدين العرب ومحبي صدام، فالشعب العراقي يكره النظام الصدامي ويعمل على الحيلولة دون وصوله الى الحكم مرة أخرى. وذكر العالي في معرض حديثه «إن هناك 200 الف مفقود في العراق، و400 ألف من ضحايا الانتفاضة الشعبانية في العام 1991، وهناك الكثير من العائلات المنكوبة، وهناك عائلات فقدت 25 شهيدا من أعزائها، وهناك عوائل نُكبت بالكامل».
وأشار الى حجم الاعدامات في العراق بقوله: «وقع في يدي ملف إعدام ذُكرت فيه أسماء المقرر إعدامهم، وكانت الأسباب تافهة! فقد أعدم أحدهم نتيجة انتمائه الى حزب الدعوة، وما يؤلم أن أحدهم أعدم نتيجة تهكمه على رئيس الجمهورية»
العدد 333 - الإثنين 04 أغسطس 2003م الموافق 06 جمادى الآخرة 1424هـ