العدد 358 - الجمعة 29 أغسطس 2003م الموافق 02 رجب 1424هـ

«بيت الطين» في عالي مشروع بحريني 100 % بكلفة 70 ألف دينار

تقدم به أحد المواطنين ووافقت عليه «الإعلام»

اعتمدت وزارة الإعلام أخيرا فكرة مشروع «متحف الطين» الذي تقدم به المواطن محمد عاشور وتقوم فكرة هذا المشروع على عملية تطوير مصنع نداء للفخار وتحويله إلى متحف ومصنع تحت اسم «متحف الطين» وذلك من خلال خطة مبرمجة يتم إعدادها بالتعاون والتنسيق مع إدارة الآثار والتراث الوطني وإدارة السياحة في وزارة الاعلام، وسيحتوي المتحف على أربع صالات إحداها للعرض السينمائي.

وسيقام المشروع على أرض مصنع الحاج علي أحمد المحروق لصناعة الفخار، والذي عمل أجداده في هذا المصنع لأكثر من خمسمئة سنة ويقع المصنع في قرية عالي التي تضم الآن سبعة مصانع لصناعة الفخار، وستبلغ كلفة تجهيز المشروع سبعين ألف دينار على مرحلتين، وقد تقدم عاشور بالمشروع سابقا إلى الوكيل المساعد لشئون الثقافة والتراث الوطني التي باركت المشروع وعرضته على رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك وبعض القيادات العليا ولقي استحسانهم، وقال عاشور إن وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود أكد له أن المشروع تم اعتماده من قبل وزارة الإعلام التي ستباشر في تنفيذ المشروع لاحقا.

وعن فكرة المشروع أكد عاشور أنها «بحرينية مئة في المئة»، وأن المشروع كان من فكرته، بينما صمم المشروع المهندس البحريني عبدالهادي البصري، وصمم الديكور الفنان عقيل حسين، وعن المراحل التي مرت بها الفكرة قال عاشور «لقيت في بداية الأمر صعوبة وذهبت لأكثر من جهة رسمية، واعتمدت على نفسي في مسألة جمع المعلومات وقمت لهذا الغرض بزيارة إلى لبنان وسورية، ومن خلال بعض الإخوة التقيت بالوكيل المساعد لشئون الثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة التي لقي المشروع تشجيعها واهتمامها، وطلبت مني بعض المعلومات وقامت بعدها بعرض المشروع على بعض الشخصيات القيادية التي استحسنت الفكرة، وفي لقاء أخير لي مع وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود أبلغني أن المشروع تم اعتماده بمبلغ سبعين ألف دينار وسيتم الشروع في بدء المشروع خلال الأيام المقبلة».

مهندس المشروع

ومن جهته أكد صاحب التصميم الهندسي للمشروع عبدالهادي البصري أن التصميم يراعي الجانب التراثي للمشروع ويعطي زوّاره فكرة كاملة عن صناعة الفخار في البحرين، إذ «يحتوي متحف بيت الطين على صالة سينمائية تعرض فيلما عن تاريخ هذه الصناعة في البحرين منذ القدم، وبعدها يدخل صالة اخرى لعرض الصور المجسّمة، ثم صالة أخرى يشاهد الزائرون فيها عملية صناعة الفخار مباشرة إذ سيوجد في هذه الصالة صانعو الفخار، وبعدها صالة أخرى لعرض نماذج من إنتاجات هذه الصناعة موضوعة على جذوع النخل التي تحمل دلالة خاصة في التراث البحريني ويوجد تحت كل نوع من الفخار اسمه واستخداماته، وفي النهاية هناك مكان مخصص لبيع المصنوعات الفخارية على الزوّار».

وقال محمد عاشور «إن كل الدول على اختلاف عاداتها وتقاليدها تسعى إلى إبراز ما فيها من حضارة إنسانية قديمة، وقد وجدت دول العالم في المتاحف الأثرية وخصوصا المتخصصة منها أداة لا غنى عنها، ليس لحفظ تراثها الإنساني فقط، بل لتقديمه أيضا للأجيال التي لم تعايش في زمنها هذا التراث. وأخذت هذه الدول تشجع بعض الهيئات والمؤسسات الخاصة وكذلك الأفراد لإنشاء متاحف أثرية متخصصة، حتى أصبحت هذه المتاحف اليوم تنافس المتاحف الرسمية في بعض الدول، فعلى سبيل المثال معروف عن الإيطاليين حبهم لإنشاء المتاحف المختلفة. وبحسب بعض التقارير فإن في إيطاليا حاليا مئة وسبعة وستون متحفا شخصيا متنوعا، وهي خليط من حرف وأدوات قديمة مثل الطائرات والدراجات والجوارب والأحذية والمنسوجات والأعمال الفنية وغيرها من العناوين التي تضج بها هذه المتاحف العجيبة، وأنَّ أصل بعض هذه المتاحف الشخصية ورشات أو محلات تجارية أو مصانع، ثم أصبحت متاحف شخصية بعد إصلاحها وتزيينها وترميمها، وقد أدرج بعضها على قوائم المواقع السياحية المشهورة في المناطق المحلية، وهي تتميز بخصائص متفردة، ويرتادها كل يوم الكثير من الزوار من جميع أرجاء العالم، كما سعت الدول الأوروبية من خلال الصندوق الاجتماعي الأوروبي إلى مساعدة هذه المتاحف بتهيئة وتدريب القائمين عليها أكاديميا من خلال ابتعاثهم إلى جامعات أوروبا من أجل رفع كفاءتهم في إدارة وتطوير هذه المتاحف الشخصية، ولم تقتصر دول أوروبا على تطوير مهارات القائمين على المتاحف فقط، بل سعت بكل جهد من خلال برامج مدروسة إلى تشجيع مواطنيها على إنشاء متاحف متخصصة، وقد أخذت بعض الدول العربية، تسير في السياق نفسه، وهناك عدة تجارب ناجحة منها متحف الصابون في صيدا - لبنان والقرية الفرعونية في مصر».

وأضاف «تأتي محاولتنا لإنشاء «متحف الطين» لتصب في السياق نفسه، وذلك من أجل المحافظة على كل هذه الموروثات التراثية والأثرية التي هي حصيلة ما خلفه آباء وأجداد هذه الأرض. إن صناعة الفخار والنورة والخزفيات في البحرين لم تكن وليدة لحظة أو فترة زمنية قريبة، بل هي تضرب في أعماق عشرات الآلاف من السنين، وهذه شواهدها تملأ تلال عالي وقبورها وهذا متحف البحرين الوطني يؤكد أن هذه الصناعة تعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد، إذ القبور التي يربو عددها على 100,00 قبر حتى اعتبرت أعجوبة فنية للكثير من المستكشفين وعلماء الآثار».

أهداف المشروع

1. الحفاظ على تاريخ صناعة الفخار، بحفظ كل ما يمت بصلة إلى هذه الصناعة من أدوات وصور ووثائق وعرضها في المتحف.

2. ربط الأجيال القادمة بذاكرتهم الحضارية الطينية.

3. تطوير هذه الصناعة.

4. تثقيف طلاب الجامعات والمدارس بتاريخ هذه الصناعة.

5. المساهمة في تطوير النشاط السياحي في البلد.

6. القيام بدور فعال في إثراء تاريخ هذه الصناعة، ما يساهم في تنمية الشعور بالانتماء إلى حضارة عريقة.

7. المساهمة في عملية البحرنة وذلك من خلال خلق وظائف جديدة.


مكونات المتحف

1. تجهيز صالة تتسع لـ (40) شخصا تحمل الطابع القديم في البناء في البحرين، وتستخدم من أجل عرض أفلام وثائقية تكون مادتها تثقيفية، تتحدث عن تاريخ صناعة الفخار والنورة والخزفيات في البحرين وتقدم نبذة عن تاريخ الآثار في قرية عالي وعن التلال والقبور الأثرية وعن تاريخ التنقيب في هذه المنطقة منذ أيام البعثة الدنماركية برئاسة ب. ف غلوب.

2. تجهيز صالة لعرض كل المنتجات الفنية لهذه الصناعة وتصنيفها بحسب نوعها واستخدامها.

3. تجهيز المكان الخاص بصناعة الفخار، وذلك لتعريف الزوار بكيفية صناعة الفخار منذ بداية وصول الطين إلى نهاية إكمال العمل، وذلك ليتسنى للزائر معرفة طريقة الصناعة عن طريق المشاهدة الحية.

4. تجهيز صالة لعرض الصور القديمة لمواقع صناعة الفخار وكل ما يمت بصلة إلى هذه الصناعة وكذلك الوثائق التي تخـص هذه الصنـاعة مع عرض الأدوات التي تستخدم في هذه الصناعة وزيّ صانع هذه الحرفة.

5. تجهيز مرافق تابعة إلى المتحف (استراحة خاصة، ودورات مياه، ومطعم صغير) لخدمة زوار المتحف.


الصيانة المطلوبة والتسويق

1. عملية تسوير موقع المتحف من الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية باستخدام الشبك الحديد الأخضر وتزيينه بسعف النخيل.

2. تشجير محيط المتحف من أجل إضفاء رونق جميل على المكان وكذلك من اجل الحفاظ على محتويات المتحف.

3. إضافة عدد 4 غرف كبيرة باستخدام الطابوق والجندل والمنقور والنوافذ والأبواب القديمة من أجل الحفاظ على الطابع القديم للمكان وفق الخطة المرسومة.

4. تجهيز دورة مياه لاستخدام الزوار.

5. الحفاظ على الطابع القديم للمكان من خلال استخدام الساحة الخلفية من دون المساس بالتلال الموجودة في محيط المتحف.

6. استخدام المواد القديمة في عملية التطوير والبناء وذلك بإعطاء الطابع القديم إلى المكان.

7. عمل واجهة إلى المتحف من الجهة الغربية باستخدام الطابوق الصغير مع إبراز الطابع القديم إلى الواجهة والمدخل الخاص بالمتحف.

8. تصميم مجسمات قديمة ووضعها في المساحات الفارغة من الممرات.

وأما عن عملية التسويق فستكون بالآليات الآتية:

1. التسويق عبر الزيارات المدرسية، وذلك عبر مخاطبة إدارة الأنشطة والخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم، والمدارس الخاصة، ورياض الأطفال، وذلك من أجل تنظيم زيارات خاصة إلى الطلبة.

2. تعريف المؤسسات والهيئات الأهلية والحكومية وكذلك الجامعات والمعاهد داخل البحرين بالمتحف من خلال مخاطبتهم من أجل تنظيم زيارات إلى المتحف.

3. التنسيق الدائم مع وزارة الإعلام من خلال إدارة السياحة باعتبار هذا المشروع معلما سياحيا يستقبل الوفود السياحية.

4. التنسيق مع الفنادق داخل البحرين من خلال تعريف النازلين في الفنادق بالمتحف وترتيب جولات سياحية «كروب» إلى المتحف والتلال الأثرية ومدافن عالي وذلك من قبل العاملين في المتحف.

5. الإعلانات في الصحف المحلية والمجلات عن المتحف والبرامج التي يقيمها.

6. إنشاء موقع خاص للمتحف وتزويده بكل ما هو موجود في المتحف وكذلك الإعلان عن الأنشطة والفعاليات التي يقيمها المتحف، وأيضا عرض المعلومات التي تتحدث عن تاريخ البحرين والمواقع الأثرية مثل: القلاع، والمعابد والمستوطنات، والمتاحف

العدد 358 - الجمعة 29 أغسطس 2003م الموافق 02 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً