العدد 2322 - الثلثاء 13 يناير 2009م الموافق 16 محرم 1430هـ

مناجاة حجابي... يرن صداها عبر قوة السرد

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

أصبحت كلمة «حجابي»، المستنبطة من اللغة العربية جزءا من الطرح اللغوي الأميركي المسلم، مشيرة إلى النساء اللواتي يلبسن الحجاب. تمكن هذا التعبير الذي استخدمناه للمرة الأولى بأسلوب مازح للإشارة إلى سلسلة من قصص مناجاة فردية تصف تجارب النساء المسلمات في أميركا الشمالية، من البقاء في نهاية المطاف.

بعكس إنتاج إيف اينسلر الشهير «مناجاة الفرج»، الذي يجسّد أحيانا النواحي الشخصية لحياة المرأة من خلال إعطائها صوتا وشخصية، تقوم «المناجاة الحجابية» بإجهار الأمر الذي يبدو أن لكل إنسان رأي مختلف عنه، ويعطيه صوتا شخصيا.

ألهمت الفكرة في صيف العام 2006 دان موريسون، مدير منظمة «1Well» غير الربحية التي تصل بين أفراد ومجموعات واعية اجتماعيا ومجتمعات في مناطق ذات احتياجات شديدة. بعد أن أنصت لواحدة أخرى من قصصي حول الحياة كمسلمة أميركية تلبس الحجاب، قال لي «هل تعلمين، نحن بحاجة إلى مناجاة حجابية».

بعد شهور قليلة اتصل بي دان بزينات رحمن الذي يعمل حاليا مع جوهر الشباب عبر الأديان، وتحدث عن أخذ القوة التحويلية للقصص مأخذ الجد، تماما كما شعر هو وهو ينصت لي ولقصصي والقصص الأخرى. وهكذا ولدت «المناجاة الحجابية».

تلبس شخصيات كل من قصص المناجاة الحجاب، إلا أن هذا الحجاب لا يشكّل نقطة تركيز أي من القصص. وعلى رغم أن صدى الكثير من هذه القصص يتردد لدى العديد من المسلمين الآخرين والنساء عموما، إلا أنها لا تدّعي أنها تسرد كل قصة أو تتحدث نيابة عن الجميع.

تغطي قصصنا مجالا واسعا من التجارب، من الساخرة الفكاهية إلى الحادّة المثيرة للمشاعر. تضم القصص الفكاهية روايات عن الناس الذين يتواصلون مع «الحجابيين» في أي يوم من الأيام، وهم على استعداد بمجال واسع من الأسئلة حول الإسلام، والرجال الذين يتعرضون لهن أحيانا باستراتيجيات خرقاء، وهي تجربة تشترك فيها العديد من النساء.

وتضم القصص الأكثر إثارة للمشاعر سردا عن اليوم الذي فقدت فيه امرأة ولدها في حادث سيارة، واليوم الذي هاجم فيه رجال الشرطة منزل طالبة وقاموا باعتقال والدها.

تملك القصص احتمالات إيجاد فهم أفضل لحياتنا، مولّدة تعاطفا معمقا وشعورا بالإنسانية المشتركة، بينما تصف في الوقت نفسه تجربة فريدة.

لا تشكل «الحجابيات» المجموعة الوحيدة التي ناضلت مع خلافات خارجية تحدد كيفية التعامل معهن في المجتمع. أصبح الحجاب، مثله مثل العرق، مؤشّرا فعلياَ على ناحية مختلفة، وهو يحدد بالتأكيد أن المرأة التي تلبسه مسلمة، في وقت يتعرض فيه المسلمون لتصوير نمطي وتمييز على الصعيد الشعبي. يُنظر في العديد من الأحيان إلى تصرف «الحجابيات» أو عدم تصرفهن عبر عدسة الدين بنفس الأسلوب الذي ينظر فيه إلى تصرفات الأقليّات العرقية عبر عدسة العِرق.

تتعلق «المناجاة الحجابية» بإيجاد مساحة للمرأة الأميركية المسلمة للتشارك في قصصها. تشترك الكثير من النساء المسلمات في تجربة مواجهة مجموعة كاملة من الفرضيات عن إيمانهن وسياساتهن والأمور التي يفضلنها والتعليم والطبقة الاجتماعية... الخ، بناء على ما إذا كنّ يخترن لبس الحجاب أو غير ذلك.

لهذا السبب، لا تدّعي «المناجاة الحجابية» أبدا أنها تتكلم نيابة عن النساء المسلمات كافة. ليست جميع النساء المسلمات أميركيات، ليست جميع النساء المسلمات «حجابيات».

تجد «المناجاة الحجابية»، بعد قيامها بأكثر من دزينة من العروض، تجاوبا من الجمهور، وقد تم عرضها حتى الآن في عدد من المدن الأميركية.

السرد القصصي في المحصلة النهائية هو بداية لحوار أعمق، يجري من خلال قوة سرد القصص، تحدي التعميمات والتصنيفات.

من خلال القصص، يستطيع الغرباء أن يتواصلوا، وتُفتح الأبواب للتشارك في مزيد من القصص. الأهم من ذلك كله أن القاص، وهو في هذه الحالة المرأة الأميركية المسلمة، يصبح إنسانا بشريا معقدا، بدلا من صورة نمطية أحادية البعد.

* كاتبة ومؤسسة مشاركة لـ«المناجاة الحجابية»، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2322 - الثلثاء 13 يناير 2009م الموافق 16 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً