العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ

أيام التسجيل... أسئلة وهواجس

على طريق الجامعة العريقة

يا ترى، هل دقت ساعات الحشر الموعود؟! أم إن ثمة كوابيس تلاحقني مع ولوج كل فصل جامعي ينذر بعذاب مقبل!

يهالني منظر الطلبة وهم يطوفون وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، يطوفون جيئة وذهابا، أحدهم يهيم على وجهه مرعوبا، وآخر مصعوقا، وثالث ترتعد فرائصه، وكأنه سيُقدم على ما عمل، والبقية ما بين هذا وذاك. هكذا ترى المشهد وأنت تقف على الشرفة المطلة على الصالة الرياضية، أيام تسجيل الطلبة لمقررات فصلهم الدراسي، ويتكرر مرتين كل عام.

أُسست جامعة البحرين قبل عقد ونصف العقد تقريبا، ومازالت كثير من المشكلات التي سبق وأن واجهت الطلبة في بداية تأسيسها، تواجه طلبة اليوم. بالمصادفة وأنا أقرر كتابة موضوعي هذا، وقعت عيناي على كتاب صغير هو بمثابة مذكرات لطالب جامعي كتبها قبل 21 عاما على الأقل، وسطر هذه المذكرات على هيئة أشعار باللهجة العامية. خصص صاحب المذكرات فصلا تحدث فيه عن يوم التسجيل، ووجدت المشكلات التي ذكرها صاحبنا، هي هي تتكرر إلى يومنا هذا، مع فارق بسيط اذا ما قارناها بما مضى من سنين حين كتابة هذه الأشعار. لقد كان الكتاب بمثابة شاهد تاريخي على تطور عمادة القبول والتسجيل.

سؤالان، بل أسئلة تنتظر إجابات شافية ووافية بعيدا عن المجاملة: ماذا حقق قسم التسجيل بعد أكثر من عقد ونصف العقد من افتتاح جامعة البحرين؟ وكيف نزيل هاجس خوف الطالب الجامعي من هذا اليوم؟

قامت العمادة بخطوات تخديرية من قبيل فتح باب التسجيل عن طريق صفحة الجامعة على الانترنت، وخطوات أخرى نظمت العملية مؤقتا، إلا أن سرعان ما ظهر عوار هذه الخطوات بعد تدفق مزيد من الطلاب على الجامعة، وهذا ما يثبت بلا شك سوء التخطيط المستقبلي.

استيعاب العدد المتزايد من الطلبة يحتاج الى تخطيط مسبق يقوم على حقيقة معاشة، لا أحلام يتمنى المسئول الوصول إليها. فعملية الحذف والإضافة تشكل أهم مرحلة قبل بدء الدراسة، وتنعكس سلبا أو إيجابا على تحصيل الطالب في ظل اعتماد نظام الساعات المعتمدة، ما يعني أن على إدارة الجامعة إيجاد حل مناسب وسريع ومرض لجميع الأطراف: (الطلبة، موظفو التسجيل، والإدارة نفسها).

قبل شهر من انتهاء الفصل الدراسي الثاني العام الماضي أو أكثر بقليل، ذهب أحد الطلبة، الذي بلغتي مأساته، إلى مكتب عميد القبول والتسجيل ليشكو إليه معضلته. وصل المكتب الساعة الثامنة وبضع دقائق ورأى العميد وهو يدخل مكتبه. تحدث الطالب إلى السكرتيرة التي أكدت أن العميد في اجتماع مغلق ومهم، وما لبث أن عاد الطالب مرة أخرى، واستمع إلى العذر نفسه الذي حرمه من الدخول على العميد في المرة الأولى. ظل الطالب يسعى ويطوف حول مكتب عميد القبول والتسجيل كالحاج الذي يسعى بين الصفا والمروة أملا في نيل رضوان الله، من الساعة الثامنة صباحاو حتى الساعة الواحدة ظهرا... والمثير أن الاجتماع المغلق لم ينته حتى هذه الساعة!

وهنا أجد نفسي مضطرا إلى السؤال مرة أخرى عن حجم الطالب في المعادلة الجامعية؟ وماذا يمثل؟ ألم يحن الوقت لتقديم اعتذار شجاع من قبل إدارة الجامعة الموقرة إلى الطلبة نظير تجاهلها لأهم عنصر من عناصر الدراسة الجامعية الذي لولاه ما فتحت الجامعة أبوابها؟ متى سنقر بوجود خلل ما في الاتصال بين ادارة الجامعة والطالب، وأن هذا الأخير لطالما عانى من فوقية مسئولي الجامعة، إلا من رحم ربي؟ متى ستتم اذابة جليد الثلج الذي يقف عائقا بين الطالب والمسئول الجامعي؟

ختاما، يوم التسجيل على الأبواب، فهل ستفتح الجامعة (سعيرها) ليكون يوم الطلبة يوم نشور الشقي؟ أم يوم حساب السعيد الذي يتسلم كتابه بيمينه؟!

العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً