هاجم أعضاء مجلس النواب وعلى مدار أكثر من ساعتين من الزمن خلال جلسة النواب أمس (الثلثاء) موقف جمهورية مصر العربية من ما يحدث في قطاع غزة، وحملوها ما أسموه بـ «مسئولية الدماء التي تسيل في غزة».
وانتقد النواب في مداخلاتهم ما نقل عن أحد كبار المسئولين المصريين قوله إن «حركة حماس يجب أن لا تخرج منتصرة من هذه الحرب»، واعتبر النواب هذه التصريحات بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لآلة الحرب الإسرائيلية لتدمير البشر والحجر في قطاع غزة المحاصر.
وسيطرت على جلسة النواب أمس أجواء الحزن لما يتعرض له أهالي غزة من مجازر إسرائيلية، وحرص الكثير من النواب على ارتداء الكوفية الفلسطينية ورفع الصور التي تظهر بشاعة ما يجري في قطاع غزة، وذلك تعبيرا عن تضامنهم ودعمهم لصمود الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي مداخلته، تساءل عضو كتلة المنبر الوطني الإسلامي ناصر الفضالة عن «موقف الحكام العرب من ما يحدث في غزة»، وطالب الفضالة بـ «التضامن الفعلي مع شعب غزة، وضرورة الضغط العربي على المستوى الشعبي وعلى المستوى البرلماني على الحكومات الصامتة التي لا تريد أن تتحرك، من أجل الضغط لفتح المعابر، ووقف جميع أشكال التطبيع العلني والسري، ووقف المحاولات العبثية التي تسعى لإقحام الصهاينة في المنطقة، وإعادة فتح مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني الذي أغلق بطريقة غير دستورية».
من جهته، ذكر عضو كتلة الأصالة الإسلامية النائب عبدالحليم مراد أن «خيار السلام من دون مقاومة هو خيار زائف على مدى العصور»، ودعا مراد إلى صوغ خطاب إعلامي لجميع وسائل الإعلام يفضح جرائم العدو الصهيوني، كما طالب النواب بالتبرع بما تجود به أنفسهم، والمساهمة في تمويل المنظمات الحقوقية لرفع دعاوى قضائية ضد جرائم الصهاينة.
واقترح عضو كتلة الأصالة الإسلامية النائب سامي البحيري اقتطاع مبلغ من رواتب النواب لصالح دعم أهالي غزة.
وأكد نائب رئيس كتلة الوفاق خليل المرزوق دعمه للمقاومة الوطنية الحرة بغض النظر عما إذا كانت شيعية أم سنية أو غيرهما، مشددا على ضرورة تقديم الدعم للمقاومة الباسلة في غزة لما تقوم به من مواجهة مع الكيان الغاصب، وختم عضو كتلة الوفاق النائب سيدحيدر الستري الجلسة على وقع هتافات «الموت لإسرائيل»، و «الموت لأميركا».
توافق النواب خلال جلستهم أمس على تخويل مكتب المجلس بدراسة إمكان رصد موازنة خاصة من موازنة المجلس لصالح دعم غزة.
وخلال الجلسة، اقترح النائب المستقل عبدالعزيز أبل تخصيص موازنة 100 ألف دينار واقتطاعها من موازنة المجلس لشراء الاحتياجات الطبية العاجلة لأهالي غزة، لافتا إلى أن «البرلمان العربي خصص مبلغ 200 ألف دولار أميركي من موازنته لشراء الاحتياجات الضرورية لأهالي غزة».
وقد أعلن عضو كتلة الأصالة الإسلامية النائب إبراهيم بوصندل التبرع بما في رصيده المصرفي والبالغ 3 آلاف دينار لصالح غزة، كما أعلن رئيس كتلة المستقبل النائب حسن الدوسري التبرع بمكافأة شهر واحد لصالح غزة. واقترح عضو كتلة المستقبل عبدالرحمن بومجيد تخصيص 20 في المئة من رواتب النواب لصالح صمود غزة.
رفع النواب إلى الحكومة أمس (الثلثاء) اقتراحا مستعجلا يطالبون فيه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الفنادق التي لم تلتزم بأمر جلالة الملك بإلغاء حفلات رأس السنة الميلادية تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة.
ووقع الاقتراح 16 نائبا من مختلف الكتل النيابية، وطالب النواب فيه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الفنادق المخالفة على اعتبار أن وزارة الثقافة والإعلام لم تتخذ أية إجراءات قانونية ضد المخالفين لأوامر جلالة الملك.
علق وزير شئون مجلسي الشورى والنواب عبدالعزيز الفاضل على النقاشات التي دارت خلال جلسة النواب بخصوص «المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة»، بالقول إن «الجميع متعاطف مع غزة، وجلالة الملك دعا لعقد قمة عربية - إسلامية لدعم غزة، وجميع الجهود البحرينية تصب في دعم فلسطين وما يتعرض له أهالي غزة».
وأضاف الفاضل «هناك مشكلة في الجانب الفلسطيني تتمثل في فرقة الشعب الفلسطيني وهو ما أضعفهم».
وبخصوص ما أثير في الجلسة عن مصافحة وزير الخارجية لمسئولين إسرائيليين، ذكر الفاضل أن ذلك جاء في إطار المبادرة العربية، ومن باب السعي للوصول إلى حلول، وما ورد عن وزير الخارجية لا يجوز وأطالب بشطبه».
كما عارض الفاضل التدخل في شئون الدول الأخرى، على رغم اتفاقنا على أن دعم أهالي غزة هو واجب على الجميع»، وذلك في إشارة إلى النواب الذين وجهوا انتقادات إلى الموقف المصري مما يجري في قطاع غزة. وردا على الفاضل، قال رئيس الجلسة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب صلاح علي: «إن مجلس النواب يمثل الشعب ولا يمثل الحكومة، ووجهة نظره تختلف عن وجهة نظر الحكومة».
كما علق عضو كتلة الوفاق النائب محمد المزعل على كلام الفاضل، متسائلا: «أمازلت تقف مع إدانة الضحية؟».
اقترح عضو كتلة الوفاق النائب محمد المزعل أن يتنازل رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني عن جائرة الشخصية البرلمانية لصالح رئيس المجلس الوطني التشريعي الفلسطيني المعتقل عزيز الدويك تكريما له لشجاعته ولتضحياته في سبيل القضية الفلسطينية.
وقد لاقى طلب المزعل هذا معارضة من بعض النواب، فقد اعتبر النائب حمد المهندي هذه القضية بأنها «شخصية»، وهو ما انتقده المزعل، وقال: «هذه القضية ليست شخصية، بل هي تكريم من البرلمان العربي». أما رئيس الجلسة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب صلاح علي فاقترح أن يرفع مقترح إلى مكتب مجلس النواب لتكريم الدويك من دون الإشارة إلى تنازل الظهراني عن الجائزة.
غير أن المزعل أصرّ على اقتراحه، وطالب بطرحه للتصويت، وهنا رفض 12 نائبا يمثلون كتل المنبر والأصالة والمستقبل تكريم الدويك بجائزة الشخصية البرلمانية العربية.
قدم 32 نائبا يمثلون مختلف الكتل النيابية خلال جلسة النواب أمس (الثلثاء) اقتراحا نيابيا مستعجلا لإعادة فتح مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني.
وأفاد النواب بأن إعادة فتح مكتب المقاطعة له فوائد كثيرة تتمثل في «الخسارة الاقتصادية الحتمية للشركات اليهودية والأميركية، ورأى النواب أن خسارة هذه الشركات سيؤدي إلى تغيير القرار السياسي في أميركا من التحيز السافر لـ «إسرائيل» إلى غيره.
ولفت النواب إلى أن هذه المقاطعة ستؤدي إلى استعمال البدائل الوطنية، ما سيؤدي إلى انتعاش الاقتصاد الوطني.
القضيبية - مجلس النواب
غادر مساء أمس (الثلثاء) وفد رفيع من الشعبة البرلمانية برئاسة رئيس مجلس النواب رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة خليفة الظهراني إلى العاصمة التركية (اسطنبول)، وذلك للمشاركة في الاجتماع الأول مفتوح العضوية الاستثنائي للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي حول «الوضع الحرج السائد في قطاع غزة»، الذي سيعقد بتاريخ 14 يناير/ كانون الثاني 2009.
يشار إلى أن الوفد يتكون من عضوي مجلس الشورى إبراهيم بشمي، وعبدالغفار عبدالحسين، وكل من النواب عبداللطيف الشيخ، وعبدعلي محمد، كما سيرافق الوفد كل من القائم بأعمال مدير إدارة شئون الرئاسة بمجلس النواب سمير الفايز ورئيس قسم التشريفات بالمجلس نبيل الشروقي، ورئيس قسم الإعلام محميد المحميد، واختصاصي مراسم وتشريفات بمجلس الشورى محمد جعفر
العدد 2322 - الثلثاء 13 يناير 2009م الموافق 16 محرم 1430هـ
