العدد 2322 - الثلثاء 13 يناير 2009م الموافق 16 محرم 1430هـ

ماذا تبقى لنا يا بحرين؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

إن استمرار الضجيج المفتعل على قضايا مجتمعية وهامشية تفرق الشارع البحريني ربما يقصد منه إبعاد الأنظار عن قضايا جوهرية تهم الواقع المعاش ومستقبل الوطن وأبنائه. وهناك تسلسل في الأحداث يفرض طرح جملة من التساؤلات فيما يتعلق باحتياطي الأجيال مع كثرة الحديث عن الأزمة المالية العالمية الحالية، وفيما يتعلق بثروات الوطن العامة، التي من بينها ما تحدث عنه نواب بشأن مساحات الدفان والخروقات القانونية في تنفيذها وتبذيرها.

وقد تحدثت مصادر أمس الأول لإحدى الصحف المحلية عن التجاوزات الواقعة على البحر والسواحل بفعل عمليات الردم (الدفان) التي رصدتها لجنة التحقيق البرلمانية التي توصلت خلال اجتماع «تحقيق الدفان» إلى حقيقة مؤلمة وخطيرة وهي عدم وجود مساحات مخصصة للأجيال المقبلة من مساحات الأراضي المدفونة، إضافة إلى وجود مخالفات للاشتراطات والقوانين الخاصة بعمليات الدفان ومنها تفريط الدولة الشديد اتجاه المال العام والرمال، إذ تبين استخراج كميات كبيرة تقدر بمليارات الدنانير دون مردود مادي يودع في خزينة الدولة.

لقد اكتشفت اللجنة ضياع رمال الدولة واستنزاف الثروة السمكية وضياعها بسبب غياب إستراتيجية واضحة المعالم للدفان في أرجاء البحرين، خصوصا وأن كثيرا من عمليات الدفان بالسنوات الأخيرة لا تخضع لأي نوع من الرقابة أو الموافقة التي تتم بالعادة مع الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية. وهناك تناقض بين توصيات الهيئة المدرجة في تقرير وزارة شئون البلديات والزراعة وبين طريقة إصدار تراخيص عمليات الدفان البحري.

وبناء على ذلك فإن اللجنة ستطالب الدولة بأهمية إنشاء وزارة للتخطيط تراعي فيها حفظ مستقبل الأجيال المقبلة وذلك من خلال تخصيص مناطق خاصة بالسكن والخدمات إضافة إلى أهمية إدخال مفهوم التقويم البيئي الإستراتيجي في جميع خطط وبرامج الوزارات الحكومية.

هذا الكلام لم يأتِ من فراغ، وهو يعبر عن أزمة في الحفاظ على الثروة العامة وتضييعها وخلق أزمة بيئية وقطع أرزاق المواطنين الذين سئموا من هذه المشاريع التي أخلت بتوازن البيئة البحرية. لقد بحت أصوات الناس من كثرة المطالب والاعتصام، ولكن ومع كل ذلك فإن تبذير الثروة الوطنية استمر.

إذن ماذا تبقى للأجيال المقبلة إن كانت البحرين خالية كليا من النفط والنخل والبحر والأرض...؟ ماذا تبقى وسيتبقى للإنسان البحريني إن كان كل شيء تحول إلى خاص وممنوع الاقتراب منه، وما هو متوافر أصبح لطبقة معينة، بل إن لدينا الآن مجتمعات مسيجة تبين الفرق الكبير بين الذين يملكون كل شيء وبين الذين لايملكون شيئا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2322 - الثلثاء 13 يناير 2009م الموافق 16 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً