العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

«إسرائيل» وحماس تخوضان حربا ضارية على الإنترنت

تنعكس الحرب الجارية في قطاع غزة حربا ضارية على الإنترنت بين الجيش الإسرائيلي الذي يعرض في موقعه على يوتيوب أشرطة عن تصديه لـ«إرهابيي» حماس والحركة التي ترد على موقع باليوتيوب بعرض صور «مجازر» الدولة العبرية في القطاع.

وتعتبر السيطرة على الصور والإعلام بأهمية العمليات العسكرية في هذا النزاع الذي لا يمكن للصحافيين الأجانب تغطيته من قطاع غزة بسبب رفض «إسرائيل» السماح لهم بدخوله.

ومن الجانب الإسرائيلي، يردد موقع الجيش على يوتيوب على لسان المتحدث العسكري مدعوما بصور جوية أن حركة حماس «منظمة إرهابية» تستخدم المدنيين «دروعا بشرية» كما تستخدم المساجد كمخابئ أسلحة.

أما «حماس» ، فترد على موقع «باليوتيوب.كوم» الذي يتخذ خادمه (سيرفر) من موسكو مقرا، فتتهم «إسرائيل» بارتكاب «محرقة صهيونية في غزة» وتشيد بجناحها العسكري كتائب «عزالدين القسام» وتتغنى بـ«الشهادة» .

ويعلو موقع «حماس» شريط تتوسطه صور لامرأة مسنة تنتحب وجثث أطفال مدماة، وكتب عليه شعار «سيهزم الجمع ويولون الدبر» . كما يمكن مشاهدة شبكة القدس التابعة لحركة «حماس» ومقرها في بيروت على الموقع مباشرة.

والموقع مصمم على غرار موقع يوتيوب ويمكن لرواده مشاهدة أو نشر أشرطة عليه. ويعرض أحد هذه الأشرطة «شهيدا» من «حماس» يقرأ وصيته ويقول الموقع إنه قتل في النصيرات في غزة، في وقت بلغت فيه حصيلة المعارك المستمرة 930 شهيدا من الجانب الفلسطيني بحسب مصادر طبية فلسطينية.

ويعرف المقاتل الذي يظهر حاملا قاذفة صواريخ مضادة للدبابات ثم بندقية رشاشة وخلفه راية «حماس» الخضراء، عن نفسه مستهلا وصيته «أنا إن شاء الله الشهيد عبد الكريم سعيد وهبة من مدينة اللد الساكن في معسكر النصيرات» بوسط قطاع غزة. ويقول «إن حب الجهاد والاستشهاد قد ملك علي قلبي حتى أني لم اعد أرى الحياة سوى جهاد من أجل الشهادة» .

ويتوجه إلى أهله قائلا «إلى أمي... لا تبكي عليّ وإنما عندما تسمعي نبأ استشهادي قابليه بالزغاريد. إلى أبي... لا تحزن عليّ فها أنت قد أرسلت سفيرا إلى جنان عرضها كعرض السماء والأرض. أبي وأمي فلتوجهوا إخوتي إلى نفس الطريق الذي توجهت إليه» .

وتظهر في شريط أخر نشره شخص يلقب نفسه «القناص» مشاهد من شبكة الأقصى تظهر فيها عمليات إطلاق صواريخ على «إسرائيل» .

وفي المقابل، تعرض شبكة الجيش الإسرائيلي على يوتيوب على خلفية رمادية وزرقاء رزينة أشرطة لناطقين عسكريين يبررون الهجمات ضد «حماس» في قطاع غزة ومنها شريط يعرض وثائق لحركة «حماس» عثر عليها جنود خلال عملية قاموا بها في شمال قطاع غزة.

وأوضح الناطق العسكري الكابتن ايشائي ديفيد «أننا نستخدم موقعا واسع الشعبية لشرح مواقف الجيش للعالم (...) وعرض ممارسات إرهابيي حماس الذين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية» .

ويلقى هذا الموقع الإسرائيلي نجاحا وقد بلغ عدد زائريه نحو 1,4 مليون خلال أسبوعين. وقال جيروم بوردون عالم الاجتماع ومسئول قسم الاتصال في جامعة تل أبيب إن كلا «إسرائيل» و«حماس» يستخدم «وسيلة حديثة جدا لخدمة استراتيجية تقليدية للغاية في نهاية المطاف وهي الدعاية» .

وتابع «أنها ظاهرة رائجة وقد شهدناها في حملة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما. والجميع بما في ذلك المؤسسات المحافظة الأكثر تطرفا، يلجأ إلى موقع يوتيوب» .

لكنه لفت إلى أن استخدام هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة له حدوده موضحا أنها «وصلت من الطرفين إلى جمهور مقتنع أساسا وجمهور ناشط. وهي تسمح كحد أقصى بتعبئة القوات ورفع معنوياتها»

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً