العدد 380 - السبت 20 سبتمبر 2003م الموافق 24 رجب 1424هـ

«حرب الفولكلاند» انفتاح على الماضي بحروبه وطغاته

يتحدث هذا الفيلم الأرجنتيني الجديد عن حرب الفولكلاند، وقد تم تصوير بعض مشاهده في جزر الفولكلاند بعد أخذ تصريح من بريطانيا، كما أنه ضاعف الجدل القائم في الأرجنتين حول نتائج الاحتلال في العام 2891 والحكم الدكتاتوري الذي سبقه.

يصور فيلم Enlightened by the Fire تراجيديا المحاربين الأرجنتينيين الذين قاتلوا في جزر الفولكلاند، والذين تم اسكاتهم رسميا وازدراهم الناس، ما دفع الكثيرين منهم إلى الافراط في الشراب، او الى الاصابة بحالات اكتئاب او الاقدام على الانتحار، إذ قام 762 من هؤلاء الجنود بقتل أنفسهم بعد انتهاء الحرب، مقارنة بستمئة وخمسة وثلاثين جنديا قتلوا أثناء المعركة.

المثير للسخرية، أن الفيلم أثار جدلا واسعا في الأرجنتين أكبر بكثير مما أثاره في جزر الفولكلاند نفسها. ويبنى الفيلم على كتاب يحمل الاسم نفسه من تأليف ايدغاردو ايستيبان البالغ من العمر 04 عاما الذي أصبح في العام 9991 أول محارب أرجنتيني سابق يعود الى جزر الفولكلاند، لكنه يعود هذه المرة كمراسل تلفزيوني. يقول ايدغاردو «كرهني الجميع حينها، ولم يكن يسمح لي بدخول بعض المناطق، ولكن في هذه المرة سار كل شيء على ما يرام.

كان البعض ينظر إلينا بطريقة سيئة كما كان الناس يكيلون لنا الشتائم ولكن أغلبهم كانوا يعاملوننا باحترام». تم تصوير مشاهد المعارك في منطقة باتاجونيا، ولكن بسبب كلفة انتاج العمل وبحسب كلمات المؤلف «سيكون الأمر مثيرا للجدل بشكل كبير» في الفولكلاند، فجميع الممثلين الاحتياطيين الذين لعبوا دور جنود بريطانيين كانوا أرجنتينيين.

الفيلم، الذي سيتم الانتهاء من تصويره قريبا، جاء في الوقت المناسب، إذ قام نيستور كيرشنر الرئيس الأرجنتيني الجديد أخيرا برفع الغطاء عن آلام الماضي بإلغاء قانون العام 1002 الذي كان يعطي لأعضاء الجيش الأرجنتيني حصانة ضد الاعتقال. ومن بين الذين يواجهون العدالة الدولية بسبب هذا القانون، ليس فقط الدكتاتوريون المسئولون عن غزو الفولكلاند، بل حتى أولئك المتهمين باختطاف وقتل ما يقرب من 00003 من الأرجنتينيين اليسار خلال هذه الحرب القذرة وذلك في داخل الأرجنتين.

وقد كان التأثير النفسي على أسر الذين اختفوا خلال هذه الحرب موضوعا لفيلم جديد آخر يحمل اسم Imagining Argentina وهو من بطولة ايما ثومبسون. ويستمد هذا الفيلم المهمة من فيلم The Fire كما انه يستفيد من جو الانفتاح على الماضي، الذي خلقته تحركات الرئيس كيرشنر. وقبل ذلك كله، فان انهيار البيسو (وحدة النقد اللاتينية) أدى الى انتعاش انتاج الأفلام حيث قام منتجو الأفلام الأجانب باستثمار امكانات البلاد التمثيلية والفنيين الماهرين ذوي التكلفة القليلة.

يقول روبيرتو سوريز البالغ من العمر 92 عاما وهو أحد الفنيين العاملين في فيلم Enlightened by the Fire إن «كيرشنر يؤكد على موضوع حقوق الانسان لأنه لا يملك أي شيء آخر ليمده بالقوة والواقع أن نسبة بسيطة من منتهكي حقوق الانسان هؤلاء هم الذين سيحاكمون، الأمر الذي يعيد الاستياء القديم، وهنا تأتي المرحلة التي يجب ان نقول عندها: يجب ان تستمر حياتنا لا ان ننسى».

ان منتجي فيلمي «Imagining Argentina» و«Enlightened by the Fire» لن يتمكنوا من التوصل الى اتفاق، يقول ايستيبان «اذا قتلوا طفلك، وسرقوا حفيدك، أو حكموا على ابنك الجائع والمصاب ببرد شديد، بالاعدام في الخنادق في جنوب المحيط الاطلسي، فلن تشفى جروحك أبدا»، ويأمل أن يثير الفيلم جدلا حول أسباب انتحار المئتين وستة وسبعين جنديا.

ولا يبدو أن الرئيس كيرشنر يود التنازل عن مزاعم الأرجنتين التاريخية حول ملكيتها لجزر الفولكلاند، فلقد تم تجديد هذه المزاعم لدى لجنة التحرر من الاستعمار التابعة للأمم المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي، كما تم تكرارها عندما التقى الرئيس بطوني بلير الشهر الماضي.

في الوقت نفسه جاء رد فعل بريطانيا قبل أسابيع من خلال وزير خارجيتها لشئون أميركا اللاتينية، حين قال «•تظل جزر الفولكلاند ملكية بريطانية وذلك بحسب رغبة سكان هذه الجزر، وهذا آخر ما لدينا حول هذا الموضوع».

(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»)

العدد 380 - السبت 20 سبتمبر 2003م الموافق 24 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً