العدد 381 - الأحد 21 سبتمبر 2003م الموافق 25 رجب 1424هـ

نواة الجيش العراقي اعتمدت المحاصصة الطائفية

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

علمت «الوسط» أن الجيش العراقي الجديد الذي أشرفت سلطات الاحتلال الأميركية على المراحل الأولى من تأسيسه اعتمد اسلوب المحاصصة الطائفية والعرقية كما الحال مع مجلس الحكم الانتقالي العراقي والحكومة التي شكلها المجلس. وكانت مدينة قرقوش العراقية القريبة من الحدود الإيرانية شهدت الاثنين الماضي احتفالا بمناسبة تخريج أول دفعة من الجيش العراقي تمثل نواة هذا الجيش الذي أعلنت سلطات الاحتلال الانجلو - اميركية عن البدء بتأسيسه في يوليو/ تموز الماضي بعد قيامها بحل الجيش القديم في أعقاب سقوط بغداد في أيديها في ابريل/نيسان الماضي. ويتألف الجيش العراقي الجديد من جنود سابقين كانوا قد خدموا من قبل في الجيش العراقي المنحل وليست لهم توجهات بعثية، إلى جانب عناصر من ميليشيات البشمرجة الكردية، الذين كانوا تابعين للحزبين الكرديين الكبيرين في شمال العراق. وقامت القوات الاميركية بمناسبة تخريج الدفعة الأولى في الجيش بتوزيع تقرير مفصل على الصحافيين يتحدث عن تجنيد 76 من المرشحين ضباطا، و486 جنديا، مشيرا إلى أن المجندين تم اختيارهم من الموصل في شمال العراق، ومن بغداد في منطقة وسط العراق، وأخيرا البصرة في جنوب العراق.

ولكن مصادر عراقية مطلعة كشفت لـ «الوسط» ان المجندين الشيعة مثلوا 06 في المئة من إجمالي خريجي الدفعة الأولى في الجيش، في حين توزع الباقون بين 52 في المئة للسنة، و01 في المئة للأكراد، و5 في المئة لباقي الطوائف (مسيحيين وصابئين وزيديين). ويذكر أن الشيعة واستنادا إلى التركيبة السكانية التي يمثلوها حصلوا أيضا على النصيب الأكبر في «مجلس الحكم»، ثم في الحكومة التي شكلها المجلس مطلع الشهر الجاري؛ إذ تألف كل من المجلس والحكومة من 31 من الشيعة مقابل 5 من السنة، و5 من الأكراد، ومسيحي واحد، وتركماني واحد.

وبحسب التقرير الذي وزعته القوات الاميركية، فإن مهمة «الجيش الجديد» هي العمل على إشاعة الاستقرار والأمن، ليس في العراق فحسب بل في المنطقة بأسرها.

إلا أنه من المتوقع أن يواجه أفراد الجيش العراقي الجديد أخطارا من جراء هجمات المقاومة المتواصلة ضد الاحتلال وأعوانه. وأسفرت هجمات المقاومة ضد قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية، عن مقتل أكثر من 58 قتيلا في صفوف الجنود الاميركيين منذ إعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات الأساسية في العراق في الأول من مايو/ ايار الماضي، استنادا إلى الإحصاءات الرسمية الاميركية، الا إن تقديرات اخرى تشير إلى أن حجم الخسائر البشرية الاميركية يفوق ذلك العدد بكثير.

ويبدو ان مثل هذه الهجمات المتواصلة حملت الرئيس العراقي المخلوع الى مطالبة القوات الاميركية بالانسحاب من العراق من دون شروط، وذلك بحسب شريط مسجل نسب الى صدام حسين وبثته قناة «العربية». وقال صدام في الشريط مخاطبا الرئيس الاميركي «ندعوكم الى سحب جيوشكم بأسرع وقت وبلا قيد او شرط». واشار الى انه يمكن التفاوض بشأن ذلك مع اعضاء القيادة العراقية السابقة المحتجزين لدى قوات التحالف. كما دعا صدام حسين العراقيين الى مقاومة الاحتلال بكل وسيلة. وقال «عليكم ايها المجاهدون والعراقيون والماجدات تشديد الخناق وزيادة ضرباتكم الى اعدائكم بالهتاف والتظاهرات والخط على الجدران والمطالبة بحقوقكم حتى التفصيلية منها. واساس كل هذا هو الجهاد المسلح». واشار في التسجيل الذي تم في منتصف سبتمبر/ ايلول الى «كذب» الادارة الاميركية بشأن اسلحة العراق داعيا مجلس الامن والدول العربية الى مراجعة مواقفها من الوضع في العراق. وحث الشريط المسجل العراقيين على تصعيد المقاومة ضد القوات الاميركية وعلى الجهاد بكل الوسائل ضد الغزاة.

العدد 381 - الأحد 21 سبتمبر 2003م الموافق 25 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً