العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ

جاء دور الأبناء

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

بعد أن انتهت الأنظمة العربية من تحقيق أحلام الآباء في الوطن العربي في تحسين أوضاعهم وانتشالهم من براثن الفقر والجوع ورداءة الحياة ستنتقل إلى أطفالهم لوضع برامج تضع هؤلاء الأطفال في منعطف تاريخي جديد.

هذا البرنامج العظيم والجدير بالاهتمام هو ذلك المسعى العربي إلى الحدّ من ظاهرة عمل الأطفال، إذ ستبدأ في مقر الجامعة العربية الشهر المقبل أعمال المؤتمر الاقليمي العربي لوضع استراتيجية عربية للحد من ظاهرة عمل الأطفال، إذ سيشارك في تنظيم هذا المؤتمر المجلس العربي للطفولة والتنمية (كثّر الله خيره) وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (وله كل الشكر) ومؤسسة العمل العربية (ولها دعواتنا المخلصة) وجامعة الدول العربية (بعد أن فرغت من حل بقية المشكلات العربية مع كل تقديرنا لدورها الكبير)، وهذا التجمع العربي الكبير نرجو ألا يصبح كالجبل الذي تمخض فأنجب فأرا، ولو كان هذا الفأر قد وُلد في جنوب شرق آسيا لكانت منه بعض الفائدة إذ كان طبقا شهيا، أما في الشرق الأوسط فلا يرغب أحد في مثل هذه الأطباق.

ويحضر الافتتاح عدد كبير من كبار شخصيات هذه الأمة، إذ يستمر المؤتمر ثلاثة أيام كاملة لا نقصان فيها وكما ورد في النبأ أن المؤتمر سيناقش المشكلات المرتبطة بالظاهرة القانونية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والنفسية والصحية واقتراح الأساليب العلاجية (إنه عمل رائع وجليل سيسجله التاريخ للمسئولين العرب بمداد من ذهب).

وهكذا يكون حرص المسئولين العرب على شعوبهم وخصوصا النشء الصغير، ويسعى المؤتمر كما ذكر النبأ إلى الخروج باستراتيجية للحد من ظاهرة عمل الأطفال بالشراكة بين القطاعين الحكومي والأهلي (يا عيني) وستعرض الاستراتيجية على مجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعية العرب في مارس/ آذار 4002.

إن الحكومات تكشف لشعوبها وللعالم كله كل يوم يمر بل كل ساعة تمضي أنها تسعى حثيثا إلى خلق بلدان نموذجية خالية من البطالة والفقر والأمية والتخلف الصحي.

أود قبل اجتماع هذه (اللمة) الكبيرة التي ستجتمع وتصرف مئات الألوف على هذا المؤتمر الكبير أن أذكرهم ان الموضوع لا يحتاج إلى استراتيجية ودراسة فابدأوا بحل مشكلات الآباء وأنهوا زمن البطالة وأعطوهم رواتب مجزية وتحملوا بالأرامل واليتامى، ساعتها لن تجدوا أطفالا عربا بحاجة إلى العمل، أليس كذلك؟

العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً