العدد 2620 - السبت 07 نوفمبر 2009م الموافق 20 ذي القعدة 1430هـ

«العالمية لحماية الحيوانات»: تجارة المواشي الحية مكلفة اقتصاديا ومضرة بيئيا على البحرين

تنشر الأمراض والبكتيريا والروائح الكريهة

أكدت مديرة الإعلام الدولي بالجمعية العالمية لحماية الحيوانات بريجيت شيفر أن تجارة المواشي الحية لها ضرر بيئي واقتصادي على الدولة المستوردة ومنها البحرين، إذ إن هذه التجارة تؤدي إلى تلويث البيئة وانتشار الرائحة الكريهة.

وأوضحت شيفر بأن تجارة المواشي لها ضرر بيئي، إذ إنه يتم تخصيص المسالخ لهذه المواشي من أجل ذبحها بمجرد وصولها، مشيرة إلى أن المسالخ التي يتم فيها قتل الأغنام والأبقار تساهم في توليد كميات هائلة من النفايات، والتي بدورها تؤثر على البيئة.

وأضافت شيفر «أن رمي نفايات المواشي يشكل خطرا على حياة المحيطين بالمنطقة الموجودة فيها المسالخ، إذ إن إلقاء هذه النفايات يؤدي إلى تراكم الحشرات، مما يؤدي إلى تحلل هذه النفايات لتشكل عوامل بكتيرية ولتؤدي بذلك إلى تفشي العديد من الأمراض (...) كما أن هذه النفايات لها تأثيرات سلبية على بيئة الإنسان، إذ إنها تؤثر على الماء والهواء والحياة العامة للإنسان وذلك بسبب الرائحة الكريهة المنتشرة».

ولفتت شيفر إلى أن البحرين من الدول التي تعتمد على تجارة المواشي بشكل كبير، خصوصا أنها تستورد المواشي من استراليا بشكل دوري، مبينة أن هذه التجارة أثارت ضجة بين العديد من المواطنين بسبب الرائحة الكريهة التي تخلفها هذه المواشي إبان نقلها وبعد ذبحها.

وذكرت شيفر أن المسئولين في البحرين بإمكانهم الاستفادة من أراضي هذه المسالخ بما يعود بالنفع على المواطنين بدلا من الاستمرار في إنشاء المزيد من هذه المسالخ، والتي تُنشأ بغرض ذبح المواشي بعد وصولها مباشرة من رحلة طويلة.

كلفة تجارة المواشي الحية باهظة الثمن

وعلى صعيد متصل قالت شيفر: «إن تجارة المواشي الحية تعتبر باهظة الثمن، فهي تكلف الدولة المستوردة العديد من الأموال، وخصوصا أن العديد من الدول كالبحرين على سبيل المثال تنفق الملايين كل عام من أجل تجارة المواشي الحية التي تتمثل في الأغنام والأبقار».

وأضافت «إن البحرين تخصص أكثر من 19 مليون دينار كل عام لتجارة المواشي الحية، إلى جانب أنها تخصص أكثر من ذلك إلى المسالخ التي تبنى باستمرار من أجل سلخ جلود الحيوانات فيها».

ونوهت شيفر إلى أن تجارة المواشي الحية يمكن الاستعاضة عنها بتجارة اللحوم المبردة والمجمدة التي تضمن من خلالها الدولة التوفير، مبينة أن البحرين تدفع أكثر من 19 مليون دينار كل عام بالإضافة إلى 5 في المئة كتعرفة جمركية في كل مرة تستورد فيها المواشي الحية، مشيرة إلى أن تجارة المواشي تعد من الأعمال الاقتصادية التي تكلف الدول اقتصاديا الكثير.

انتشار الحمى بين الماشية

وأشارت شيفر إلى أن تقريرا أعدته الجمعية العالمية لحماية الحيوانات أكد أن الإجهاد المرتبط بعملية نقل المواشي من دولة إلى أخرى يؤدي إلى زيادة معدل انتشار الكائنات المسببة للمرض في الحيوانات المصابة بالعدوى الكامنة، وبذلك يزداد معدل انتشار العدوى والأوبئة.

وأوضح التقرير أن معدل التأثير قد يزداد بشكل اكبر، وذلك إذا كانت الحيوانات مختلطة في مكان واحد معا ولفترات زمنية، وذلك ما يحدث في عملية نقل المواشي من دولة إلى أخرى كاستراليا التي تصدر المواشي إلى البحرين.

وذكر التقرير أن مرض المواشي ينشأ بسبب ضعف جهاز المناعة لدى الحيوان نتيجة الاستجابة للإرهاق والإجهاد وزيادة معدل الاحتكاك بين الحيوانات، وكذلك انتقال الكائنات المسببة للمرض الناشئ عن عملية النقل.

وقد اتضح أيضا من خلال التقرير أن عملية النقل تتسبب في زيادة الإصابة بالالتهاب الرئوي الذي ينشأ بسبب فيروس الهربس البقري في الأبقار، كما يمكن أن يحدث التهاب رئوي بسبب الإصابة بأمراض الباستوريلات مما يسبب نفوق الأبقار والأغنام.

كما أن هناك العديد من الأمراض الخطيرة التي تنتقل عند نقل الحيوانات وتشمل فيروس الإسهال البقري، كما يمكن أن تصاب المواشي بمتلازمة اعتلال الكلية والالتهاب الرئوي المتوطن والتهاب الأنف والحنجرة البقري وطاعون المواشي ومرض الرعام وجرب الأغنام.

تعدد موت المواشي أثناء النقل

وذكر تقرير جمعية حماية الحيوانات أن تعدد موت المواشي أثناء النقل هو أمر معروف، وذلك بسبب موت الخراف خصوصا، وذلك نتيجة عجزها الدائم عن تناول الطعام ونتيجة تغير طعامها من الغذاء القائم على الأعشاب إلى حبيبات صغيرة مركزة.

ومن الأسباب الرئيسية المؤدية إلى موت الماشية هي الإصابة بضربات الشمس والرضوض والأمراض التنفسية ما يؤدي إلى موت هذه المواشي لتعرضها للضغط.

كما ذكر التقرير أن المواشي تصاب بمرض الرمد الساري، إذ إن هذا المرض يحدث بصفة دورية على متن السفن، ولفت التقرير إلى أن هذا المرض لا يؤدي إلى نفوق المواشي، إلا أنه يقلل من سلامة القطيع نتيجة للتهيج الذي يتسبب في إحداثه في الجسم، مما يؤدي في النهاية إلى قلة إنتاجية الحيوانات.

وأوضح التقرير أن المواشي طوال رحلتها تقف على فضلاتها ما يؤدي إلى إطلاق غاز الأمونيا الموجود في مادة اليوريا، والذي يؤثر على الجهاز التنفسي سواء للحيوانات أو الافراد.

تأثر جودة اللحوم

وقالت شيفر «إن تجارة المواشي الحية تؤدي إلى تأثر جودة اللحوم، على الرغم من أن القيمة العالية التي تنفرد بها الذبيحة لتحظى بتأثير كبير على العائد الذي يتحقق للبائع حتى لو كانت الذبيحة ليست ذات جودة عالية (...)، إن تجارة المواشي الحية تؤدي إلى إتلاف لحم هذه المواشي، إذ إن الأغنام والأبقار تصاب بالجروح مما يجعل لحمها داكنا وجافا، إذ إن التعب الشديد الذي تتعرض له المواشي يؤدي إلى فقد مادة الجليكوجين من العضلات، كما أن تأثر جودة اللحوم تتمثل في صلابتها الزائدة وقلة استساغتها وذلك بسبب العناء الذي تشهده هذه المواشي».

وذكرت شيفر أن المواشي أثناء نقلها تتعرض إلى الأحمال والتكدس، مما يؤدي لتعرضها إلى السقوط والجروح والخدوش، مشيرة إلى أنه عندما تكون الجروح شديدة، فإنها تقلل من الفرص التسويقية للحوم، إضافة إلى أنه حتى لو لم تكن الجروح شديدة فإنها تقلل من درجة جودة اللحوم وتتسبب في خسائر جزئية.

«الشرق الأوسط» لا يلتزم بمعايير حماية الحيوانات

وأشارت شيفر إلى أن جمعية حماية الحيوانات العالمية لاحظت أن جميع دول الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أنها أعضاء في المنظمة الدولية لصحة الحيوان، لا تلتزم برعاية الحيوانات، وخصوصا المواشي التي يتم نقلها بريا وبحريا.

وأوضحت شيفر أنه لا توجد أي قوانين خاصة تعنى برعاية الحيوانات في أغلب دول المنطقة، إذ إن أغلب الدول تعتمد على تجارة المواشي الحية، كما تعتمد في الوقت ذاته على طرق الذبح.

اللحوم المبردة من المنظور الإسلامي

أكدت شيفر أن هناك العديد من اللحوم المبردة التي بالإمكان استيرادها من الخارج مع التأكد بأنه مذبوح وفقا للشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن هناك العديد من الدول وخصوصا الدول العربية التي تركز على طريقة ذبح اللحوم.

وأوضحت شيفر أن الكثير من المستهلكين في دول الشرق الأوسط يثقون في الرقابة الدينية على الذبح المحلي أكثر من ثقتهم في الواردات من اللحوم المجمدة القادمة من الخارج، حتى مع اعتمادها من الهيئة الوطنية المعنية بمراقبة اللحوم الحلال، مبينة أن هناك الكثير من واردات اللحوم المبردة والمجمدة المعتمدة على أنها حلال قد تضمن للمستهلكين مستوى أعلى من الرقابة الدينية الحاسمة عن تلك المتوفرة في اللحوم الطازجة المحلية.

وأكدت شيفر أن الحل يكمن في الاعتماد على واردات اللحوم المبردة والمجمدة بدلا من الاعتماد على تجارة المواشي الحية التي لها ضرر بيئي واقتصادي، كما أن لها ضررا على صحة الإنسان

العدد 2620 - السبت 07 نوفمبر 2009م الموافق 20 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 7:56 ص

      الناس ماتت

      الناس ماتت من غلاء المعيشه لكن لن ناكل لحوم مبرده لان الذبح غير حلال ولا تحاول تقنعنا لان لا ثقه عندنا فيكم

    • زائر 6 | 3:06 ص

      لامك صح

      اكلو الناس لحوم غير مذبوحة بالطريقة الاسلامية واقولو انه الذبح في البحرين يلوث البيئة
      اقول تعال طالع المجالري وش امسوية في خليج توبلي وطالع المصانع في المعامير وش سوت في الناس بعدين اتكلم عن الاغنام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 5 | 2:56 ص

      عورت راسنا ذي

      هذه شكو احنا نريد نستوردها ذبحناها ماذبحناها انتي شكو وثانيا طريقه ذبح المسلمين احسن الاف المرات من طريقه ذبح الغرب وفضوها سيرة باه

    • زائر 4 | 2:39 ص

      لماذا لا يكون هناك حضائر للاغنام والبقر في البحرين ؟

      اناشد وزير البلديات وبالتعاون مع وزير الصحة بأمر من مجلس الوزراء ، ان يتخذون الخطوة الذكية بالسماح لتربية المواشي من الاغنام والابقار والاستفادة من الحليب وفتح مصانع للحليب والاجبان ومشتقاته بدل الاستيراد ونقص اللحوم في الاسواق والتلوث البيئي . يجب بنا البنيه التحتية من الغذا للملكتنا أسوة بالمملكة العربية السعودية لديها أكتفاء ذاتي في كل شي ( غذاء وصناعة ومواد بناء ) ارجوا الاستفادة من السواعد الوطنية والنظرة المستقبلية بوضع الخطط والبرامج للاجيال القادمة في كل شيء .

    • زائر 3 | 12:30 ص

      كفاية ضحك على الذقون

      كالعادة يفكرون فى حل لأزمتهم المالية على حساب عقولنا !! فبالأمس اللقاح الذى أشتريناه بالملايين واليوم لا ندري الصفقة الجديدة بكم ؟

    • زائر 2 | 12:05 ص

      بعد نستورد السمك مثلج ومقطع

      عشان فضلات السمك ماتتحلل بسرعه وحواياها تسبب تلوث بيئي كبييير ولا اقول لكم احسن ناكل مينو وألأكياس مالته نرجعها مثل غراش البيبسي ايام قبل عشان يدون يستخدمونها... اسمكم جمعية حماية الحيوان يعني تبين تقولين ان حرام تذبحون الحيوانات بس مب عارفة شلون تقولينها لكن خطتكم تعتمد على تقليص بلدان الذبح واقتصارها على الدول اللي فيها قانون يحمي الحيوانات ياحسرتي احنا ماعندنا قانون لحماية البشر تبينا نحمي الحيوانات؟؟

اقرأ ايضاً