العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ

القمة الكويتية تطالب بوقف العدوان والدوحة تدعو لتعليق المبادرة العربية

اتفق وزراء الخارجية العرب أمس (الجمعة) في الكويت على مشروع قرار عربي، سيرفع إلى القمة العربية الاقتصادية في الكويت التي تلتئم الاثنين المقبل، يدعو إلى وقف «العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة وفتح جميع المعابر وإنهاء الحصار وفق آلية المبادرة المصرية، فضلا عن الالتزام بإعادة إعمار القطاع ودعم السلطة الفلسطينية ماليا.

من جهة أخرى، دعا البيان الختامي لقمة غزة الطارئة في الدوحة أمس إلى تعليق المبادرة العربية للسلام مع «إسرائيل» فيما أعلنت قطر وموريتانيا تجميدهما للعلاقات الاقتصادية والسياسية مع «إسرائيل»، واعترض لبنان على تضمين البيان مسألة تعليق مبادرة السلام العربية مع «إسرائيل».

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعمه للمقاومة الفلسطينية ودعا إلى مقاضاة القادة الإسرائيليين على «الجرائم» التي يرتكبونها في غزة، فيما دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى إغلاق السفارات الإسرائيلية في المنطقة فورا.

ميدانيا، استشهدت امرأة فلسطينية وأبناؤها الخمسة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في مخيم البريج جنوب غزة ما يرفع عدد الشهداء الى 1150 والجرحى إلى أكثر من 5130.

وكان الآلاف من الفلسطينيين شيعوا أمس وزير الداخلية في حكومة «حماس» سعيد صيام، فيما جرت تظاهرات حاشدة في العديد من المدن العربية والإسلامية.

وفي واشنطن، وقعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اتفاقا ثنائيا يهدف إلى منع تهريب الأسلحة إلى غزة في إطار الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.


مشاهد غزة لعبت دورها في تعديل زوايا الصورة

هل بدأت «إسرائيل» تخسر معركتها الإعلامية في أوروبا؟

لندن - وليد نويهض

كيف ينظر الإعلام الأوروبي إلى المشهد الدموي في قطاع غزة؟ هناك بداية تحول في القراءة والنظرة والصورة. هذا ما يمكن قوله من خلال رصد التداعيات التي أخذت تزعزع أركان الهيمنة الإسرائيلية على الساحة الإعلامية. فالدولة العبرية لم تعد ذاك الطفل البريء الذي يتعرض للمخاطر التي تحيط به. و «إسرائيل» لم تعد ذاك الطفل المدلل الذي يلعب ويلهو كما يشاء من دون تنبيه أو رادع.

الإعلام الأوروبي دخل مرحلة التصدع ولم يعد يتماسك كما كان حاله وراء النظرة الإسرائيلية في القراءة والكتابة ونقل الصورة. فهناك بعض التعديلات أخذت تشق طريقها نحو العقل الأوروبي وبدأت تلك التغييرات تحدث بعض الشقوق في جدار الصمت الذي يحيط بالمشهد الفلسطيني. أكثر من 18 تظاهرة جرت في 18 مدينة بريطانية في يوم واحد تستنكر المجازر التي ترتكبها «إسرائيل» ضد المدنيين في غزة ومدن القطاع وقراه ومخيماته. عشرات المقالات نشرت في الصحف تكشف تلك الجرائم بحق الإنسانية والأطفال والنساء. مئات التعليقات ظهرت على محطات التلفزة وفي الصحف تعلن رفضها السكوت عن المذابح. فنانون من مختلف القطاعات الأدبية والموسيقية والمسرحية ذهبوا للتجمع في ساحات لندن إلى جانب عشرات رجال السياسة والأحزاب والمنظمات والنقابات احتجاجا على العدوان والحصار والقتل.

الصورة بدأت تتغير و «إسرائيل» لم تعد تمتلك تلك الأدوات القادرة على فرض الهيمنة على الإعلام الأوروبي وتقديم المشهد بإطارات ولقطات مغايرة للوقائع. فالحقائق التي تنقلها الكاميرات إلى الشاشات أصبحت أقوى من تلك «الايديولوجيا» المزيفة التي خدمت المشروع الاستيطاني في فلسطين قرابة نحو 60 عاما.

هذا التغيير لا يعني أن الصورة النمطية انكسرت وتهشمت ولم يعد بإمكان تل أبيب تعديلها أو إعادة تزيينها لتعود إلى الواجهة كما كانت. فالقوة الإعلامية الإسرائيلية في اوروبا قديمة العهد وتعتمد على خبرة متراكمة في مخاطبة العقل الأوروبي والتلاعب بذهنيته. إلا أن هذا لا ينفي وجود مؤشرات تظهر بعض التعديلات في زوايا الصورة. فالمشاهد التي توالت المحطات والصحف على نقلها يوميا ألقت الضوء على زوايا غامضة وطرحت أسئلة أمام القارئ الأوروبي ما استدعى سفراء «إسرائيل» وقناصلها ولوبياتها وأجهزتها للتحرك تباعا للرد عليها أو توضيحها أو تبريرها بحياء أحيانا وبخجل أحيانا أخرى.

مجرد انتقال «إسرائيل» إعلاميا من الهجوم إلى الدفاع يعتبر خطوة تراجعية عن سياسة السيطرة على الصورة النمطية وتلك الذهنية التي نجحت في حفرها في الذاكرة الجمعية الأوروبية.

المشهد الدموي في غزة وقبله المشهد الدموي في لبنان صيف 2006 وفي صبرا وشاتيلا صيف 1982 كلها لقطات أخذت تحدث تموجات صوتية متتالية ما ساهم في تصديع تلك القوالب الجامدة التي نجحت «إسرائيل» في تأسيسها خلال عقود من الزمن.

المشهد الثابت أخذ يتصدع ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة الانهيار. فالقوة الإسرائيلية في الإعلام الأوروبي لاتزال راجحة إذ إنها تستطيع تبرير القتل وتفسيره وشرحه وتوضيحه استنادا إلى تلك الصورة النمطية المتراكمة عن العربي «المتوحش» والمسلم «الإرهابي».

الجديد في المعركة الإعلامية أنها أخذت تبتعد بهدوء عن الايديولوجيا المزيفة إلى الحقائق الميدانية. وهذا الأمر بحد ذاته يشكل ضربة عنيفة للأسطورة الإسرائيلية وتلك الصور الجميلة التي نجحت في ترتيبها للتغطية على الفضائح والجرائم. وبسبب هذا الانكسار الجزئي للصورة النمطية اضطرت «إسرائيل» للانتقال من موقع الهجوم إلى مركز الدفاع لتبرير عدوانها على قطاع غزة مستخدمة كل الذرائع التي يمكن أن تخفف من وطأة المشهد ولكنها لا تستطيع أن تلغي الصورة من الواقع.

انتقال «إسرائيل» إعلاميا من الهجوم إلى الدفاع ترافق أيضا مع محاولات دائبة للتقليل من أهمية الخبر الفلسطيني الآتي مباشرة من غزة ومحيطها. فالوكالات والصحف والمحطات كانت تبحث دائما عن خبر آخر ليتصدر الصفحات الأولى أو يحتل الموقع الأول في نشرات الأخبار في المحطات والمرئيات والإذاعات. مرة تعطي خبر قطع روسيا الغاز عن أوكرانيا الأولوية، مرة تعطي خبر خفض الفائدة على الجنيه الاسترليني نصف نقطة الأولوية، مرة تعطي خبر مقتل جندي بريطاني في أفغانستان الأولوية، مرة تعطي خبر خطف طفلة في ظروف غامضة الأولوية، ومرة تعطي خبر تلفظ الأمير هاري بمفردة عنصرية (باكي) ضد صديقه الباكستاني قبل ثلاث سنوات الأولوية... ولكن كل هذه «الأولويات» التي تصدرت الصفحات والنشرات لم تنجح في إخفاء الحقيقة ومنع الوقائع من الظهور في مختلف النشرات والصفحات. فالصورة كانت أقوى وأحيانا كافية لكسر حدة الاستقطاب والانحياز التقليدي نحو «إسرائيل».

بداية تغيير

هل بدأت «إسرائيل» تخسر معركتها الإعلامية في أوروبا ضد العرب بعد عقود من الهيمنة على الصحف ومحطات التلفزة؟ الجواب عن السؤال يتطلب قراءة للسياسة التي تعتمدها تل ابيب لتبرير الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني ودول الجوار العربية.

سياسيا كانت «إسرائيل» تسوق دورها بوصفها دولة ديمقراطية تعاني من محيط متخلف يريد تقويضها وتدميرها وحرقها ورميها في البحر. فالديمقراطية شكلت تقليديا ذاك الغطاء الايديولوجي لتبرير القتل والاقتلاع والتشريد ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره.

إلى الديمقراطية لعب العامل الديموغرافي دوره في تصوير «إسرائيل» في موقع الطرف الضعيف والقليل السكان مقابل غالبية سكانية «شرسة» و «متطرفة» تحيط بها جغرافيا من كل مكان وتهدد وجودها وكيانها بالاندثار.

إلى النسبة السكانية استغلت «إسرائيل» المسألة العددية لإظهار مدى المخاطر التي تتعرض لها. فالإعلام الأوروبي كان يركز على أن الدول العربية كثيرة العدد ومنتشرة جغرافيا من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي وتريد توسيع رقعتها من خلال تدمير الدولة اليهودية (الديمقراطية الوحيدة في المنطقة) وانتزاعها عنوة وتقديمها للشعب الفلسطيني هدية مجانية تضاف إلى عشرات الدول التي تنضوي تحت مظلة الجامعة العربية.

هذه السياسة الإعلامية الإسرائيلية المعطوفة على عقدة تاريخية تعاني منها الدول الأوروبية بسبب سلوكها العنصري - الديني في اضطهاد اليهود في القارة ساهمت في تزييف الحقائق. فهذه السياسة استفادت إعلاميا من خلال التركيز على فتح ملفات التاريخ الأوروبي وكشف محطات سيئة تميزت بالعداء للسامية وكراهية الأجنبي. وبسبب ضعف الأوروبي أمام الوقائع التي ارتكبتها دوله ضد الأقليات ومطاردتها وطردها أو عزلها في غيتوات (أحياء مغلقة) وصولا إلى المطالبة بتصفيتها ورفض اندماجها واقتلاعها إلى مكان بعيد يقع خارج أوروبا نجح الإعلام في تصوير المأساة الفلسطينية من الزاوية الصهيونية. وشكلت الرؤية التبسيطية للمسألة نقطة قوة لتل ابيب إذ استطاعت استغلالها لكسب السكوت الأوروبي عن المذابح وقتل الأبرياء وجرف القرى والأحياء المدنية من الخريطة الفلسطينية.

استمر هذا التزوير في تشويه الصورة حتى حرب يونيو/ حزيران 1967. فهذه الحرب شكلت ذروة الإهانة بالعرب إذ استغلها الإعلام الأوروبي لترسيم الوجه الآخر لنظرية القوة ودورها في كسر الغالبية السكانية والعددية.

آنذاك كانت الدول العربية منعزلة في القارة الأوروبية وغير مدركة لأهمية الإعلام ودوره في تغيير الحقائق وتبديل الوقائع. فالضعف العربي أمام الوجود اليهودي المناصر لدولة «إسرائيل» في القارة أعطى فرصة للإعلام الأوروبي في تزييف الصورة وتشويه الحق العربي من خلال التلاعب اللفظي على مفردات «التخلف» و «التقدم» - «الاستبداد» و»الديمقراطية». وعلى رغم وقوف بعض الاتجاهات الليبرالية والمجموعات اليسارية والتقدمية في أوروبا مع حق الشعب الفلسطيني في الكفاح لاسترداد أرضه والعودة استمرت موجة العداء للعرب تضرب الحقائق والوقائع تباعا إلى أن وقعت حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973.

في تلك المواجهة العنيفة التي جرت تحت سقف القرار الدولي الرقم 242 نجحت الدول العربية في استرداد بعض هيبتها وأخذت تعيد تشكيل تلك الصورة التي نجح الإعلام الأوروبي في تشويهها للتعويض عن عقد النقص التاريخية.

العداء للسامية والأقليات شكل نقطة قوة لتل ابيب وساهم في إعطاء ذرائع للتوسع والاحتلال واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه إلى أن أخذت تلك «الايديولوجية» تفقد زخمها رويدا بعد ظهور منظمة التحرير الفلسطينية قوة ميدانية على الساحتين الإقليمية والدولية. وأدى كفاح الشعب الفلسطيني المسلح إلى كسر أجزاء من تلك الصورة النمطية التي نجحت «إسرائيل» في ترسيمها في ذهنية الأوروبي عن شخصية العربي وسلوكه وحياته وعلاقاته.

الكفاح الفلسطيني شكل نقطة تحول في المسار الإعلامي الأوروبي حين بدأت الكاميرا تعيد تصوير المشاهد ونقلها مباشرة إلى الصحف وأجهزة التلفزة. ولعبت الصورة دورها في توضيح الملابسات وكشف المستور وفضح المسكوت عنه. فالمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وتحديدا في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت في العام 1982 شكلت خطوة في إطار تحولات كان لابد أن تأخذ وقتها حتى تنجلي الزوايا الغامضة من المشهد. وبعد أن أظهرت صور المجازر بشاعة السياسة الإسرائيلية جاءت الانتفاضة الفلسطينية الأولى لترفع الستار عن خفايا المسرح. ثم جاءت الانتفاضة الثانية ومارافقتها من ضغوط دولية وعربية تطالب بحق العودة والدولة الفلسطينية.

ترافقت هذه التحولات مع تغييرات في المعادلات. فالوضع العربي لم يعد كما كان في ستينات القرن الماضي. والوجود العربي أصبح يحسب له الحساب في التوازنات الأوروبية الداخلية وما تتطلبه من رؤية جديدة تتناسب مع المصالح. وبسبب نمو نفوذ الجاليات العربية والمسلمة في العواصم والمدن الأوروبية أخذ التأثير الإسرائيلي ينحسر وبدأت الهيمنة الكلية على الإعلام تتراجع لمصلحة القضية الفلسطينية وحق الشعب في العودة وبناء دولته المستقلة.

حتى تهمة «اللاسامية» التي كانت تشكل شتيمة لكل مثقف أو سياسي أوروبي يبدي رأيه في القضية بدأت تفقد بريقها الإعلامي وتأثيرها النفسي بعد أن أخذت الصورة تتغير نمطيا خلال المواجهات المسلحة في لبنان والمصادمات الدموية في فلسطين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

إعادة تشكيل الصورة لم تكن مسألة سهلة، فهي تطلبت العقود لترسيم خطواتها في المراحل اللاحقة التي شهدت عصفا من الحملات الهائلة ضد العرب والمسلمين بعد انهيار «الحرب الباردة» وظهور تيارات عنصرية (المحافظون الجدد) تضغط باتجاه استمرار المعركة ضد عدو ايديولوجي جديد يعوض الفراغ الذي نجم عن انحسار الخطر الشيوعي على أوروبا والغرب.

هذه الحملة بدأت تتحطم في أقلامها وأسلحتها من أفغانستان والعراق إلى لبنان وفلسطين. فهناك بداية تغيير في الصورة اليوم وربما في المعادلة غدا. والتغيير يحتاج إلى استمرار في تطوير الجهود وعدم الارتهان إلى مشاهد القتلى والجرحى والاتكال على المجازر لتوضيح الزوايا الخفية من الصورة. فالتعديل ضروري وهو يتطلب رؤية تستطيع المثابرة في استكمال سياسة كسر الإطار النمطي الذي ارتسم في لحظات تاريخية.

نعود إلى السؤال هل بدأت «إسرائيل» تخسر معركتها الإعلامية في أوروبا؟ الجواب ليس سهلا ويحتاج إلى وقفة غير متسرعة. الواضح حتى الآن أن هناك بداية جيدة والجديد فيها أن تل ابيب بعد غزة انتقلت للمرة الأولى من الهجوم إلى الدفاع وهذه لحظة لا تقدر بثمن في حسابات الزمن.


قطر وموريتانيا تجمدان علاقاتهما مع «إسرائيل»

قمة الدوحة تدعو لتعليق المبادرة العربية للسلام

الدوحة - يو بي آي، أ ف ب

أدانت قمة غزة الطارئة - التي عقدت في الدوحة أمس (الجمعة) - «إسرائيل» بشدة على عدوانها الوحشي على قطاع غزة واستمرارها فيه، وطالبت «إسرائيل» بالوقف الفوري لجميع أشكال العدوان في القطاع وبالانسحاب الفوري وغير المشروط والشامل لقوات الاحتلال، ودعت إلى تعليق المبادرة العربية للسلام.

وحملت القمة في بيانها الختامي «إسرائيل» المسئولية الجنائية الدولية عن ارتكاب العدوان وجرائم الحرب وإبادة الجنس البشري والمسئولية المدنية بدفع التعويضات، وأكدت العزم على السعي في السياقات القضائية الدولية والوطنية لملاحقة «إسرائيل» ومسئوليها.

وأكدت القمة في قراراتها الختامية - التي بلغت 11 بندا - ضرورة الفتح الفوري والدائم لكل المعابر للأفراد ومواد المساعدات الإنسانية بما في ذلك الغذاء والوقود والعلاج الطبي.

كما أكدت ضرورة رفع الحصار غير المشروع عن قطاع غزة بما فيه إنهاء كل القيود على حركة الأشخاص والأموال والبضائع وفتح المعابر والمطار وميناء غزة البحري ودعوة جميع الدول لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحقيق ذلك.

ودعت القمة جميع الدول لتقديم مواد الإغاثة الإنسانية العاجلة إلى سكان قطاع غزة وتأكيد دعم وحماية منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية والوطنية العاملة في هذا المجال وتحميل «إسرائيل» أية انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

ودعت القمة الدول العربية والدول المحبة للسلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل جسر بحري لنقل مواد الإغاثة الإنسانية إلى غزة.

وقررت القمة إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة وثمنت تبرع دولة قطر لهذا الصندوق، ودعت الأطراف الفلسطينية إلى التوافق وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

كما دعت القمة الدول العربية لتعليق المبادرة العربية للسلام التي أقرت في القمة العربية المنعقدة في بيروت العام 2002 ووقف كل أشكال التطبيع بما فيها إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.

وأشادت القمة بالدول التي اتخذت مواقف ايجابية لمناهضة العدوان على غزة ورفع الحصار عنها ودعم القضية الفلسطينية، كما أشادت بالموقف الذي اتخذته كل من دولة قطر والجمهورية الإسلامية الموريتانية بتجميد علاقاتهما مع «إسرائيل».

ورحبت القمة بدعوة الرئيس السنغالي والرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي عبدالله واد لعقد قمة طارئة للمنظمة لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.

وعبرت القمة عن ترحيبها بحضور ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية فيها.

وأكدت القمة حق الشعوب الرازحة تحت الاحتلال في تقرير مصيرها ومقاومة الاحتلال وفقا للقواعد المستقرة في القانون الدولي.

وكانت قناة «الجزيرة» الفضائية ذكرت في وقت سابق أن البلدين العربيين قررا تجميد علاقاتهما مع «إسرائيل» دون مزيد من التفاصيل. وكانت موريتانيا استدعت سفيرها لدى «إسرائيل» في الخامس من يناير/ كانون الثاني احتجاجا على الهجوم على غزة. وتقيم نواكشوط علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» منذ 1999.

في المقابل، تضم الدوحة مكتبا تجاريا إسرائيليا فيه دبلوماسيون منذ 1996.

و أطلق عدد من المشاركين في «قمة غزة الطارئة» أمس في الدوحة دعوات إلى وقف العلاقات مع «إسرائيل» ودعم المقاومة الفلسطينية وذلك بحضور وفد يمثل حركة حماس والرئيس الإيراني وسط انقسام عربي وفلسطيني.

ودعا الرئيس السوري في كلمة في افتتاح «قمة غزة الطارئة» الدول العربية التي تقيم علاقات مع «إسرائيل» إلى «إغلاق السفارات الإسرائيلية» فورا وإلى «قطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة» معها.

وأكد أمام القمة أن مبادرة السلام العربية أضحت «في حكم الميتة» وأنه «لم يبق إلا نقلها من سجل الأحياء إلى سجل الأموات» وذلك بسبب رفض «إسرائيل» السلام.

وأكد على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية في وجه «إسرائيل» التي وصفها بأنها «الشكل الأخطر للنازية في العصر الحديث».

كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى «وقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع الإسرائيليين بكل أشكالها وتفعيل المقاطعة العربية». وأكد مشعل أن الحركة «لن تقبل الشروط الإسرائيلية» لوقف النار لأن «المقاومة على أرض غزة لم تهزم».

وقال مشعل أمام قادة ووزراء من 12 دولة عربية «لن نقبل الشروط الإسرائيلية لوقف النار لأن المقاومة على أرض غزة لم تهزم».

وأضاف أن «العدوان على غزة سيتحطم على صخرة صمود» الفلسطينيين.

وأكد على ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر ودعا العرب إلى رعاية حوار من أجل المصالحة الوطنية الفلسطينية.

إلى ذلك أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «أنه لا تناقض» بين قمة اليوم(أمس) وقمة الكويت الاقتصادية التي تعقد الإثنين وقال «كنا نود لو أن إخواننا معنا اليوم (...) حبذا لو تدارسوا معنا الوضع حول هذه الطاولة حتى لو كان لهم رأي آخر».

وأعرب أمير قطر عن أسفه لغياب «الرئيس الفلسطيني» محمود عباس عن هذه القمة.

وأكد الرئيس السوداني عمر البشير أن السلام لا يعني الاستسلام ودعا إلى «سحب نهائي» للمبادرة العربية للسلام و«إيقاف أي محاولات تطبيع مع «إسرائيل» وإنهاء وجودها الدبلوماسي في الدول العربية» مشددا على ضرورة وحدة الصف العربي.

في المقابل شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على أهمية التضامن العربي وعلى التمسك بمبادرة السلام العربية .

وقال «إن اجتماعنا التضامني اليوم مع غزة لا يجب أن يظهر كأنه تكريس للانقسام العربي وسياسة المحاور بل كمدخل لمزيد من الوعي والتشاور والتحاور».

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن الدول الإسلامية يجب أن تقطع كل العلاقات مع «إسرائيل» والولايات المتحدة للمساعدة في إنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.

و ظلت كراسي الدول العربية التي لم تحضر الاجتماع فارغة في قاعة الجلسة وبينها كرسي فلسطين. وجلس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على طاولة المراقبين خلف لافتة حملت اسمه فقط. وحضر أيضا ممثلو سبعة فصائل فلسطينية أخرى تتخذ من دمشق مقرا.

وجلس إلى طاولة منفصلة الرئيسان الإيراني والسنغالي عبدالله واد. كما حضر الافتتاح ممثلون عن تركيا واندونيسيا.

وحضر قمة الدوحة قادة قطر وسورية ولبنان والجزائر والسودان وجزر القمر وموريتانيا ونائب الرئيس العراقي وأمين اللجنة الشعبية العامة الليبي ووزير الخارجية المغربي ووزير الأوقاف الجيبوتي.


قمة الكويت تدعو لتعقب المجرمين الإسرائيليين وإعادة إعمار غزة

الكويت - د ب أ، أف ب

أقر وزراء الخارجية العرب في جلستهم أمس (الجمعة) في الكويت والتي خصصت لمناقشة الوضع في قطاع غزة تقديم دعم إضافي للسلطة الوطنية الفلسطينية يقدر بـ 500 مليون دولار لتمكينها من مواجهة الاحتياجات الإنسانية والصحية الطارئة نتيجة «العدوان الإسرائيلي».

وأكد الوزراء في قرارهم الالتزام بإعادة بناء وإعمار قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وتوفير الدعم المالي اللازم لهذا الغرض الذي يتجاوز ملياري دولار بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وفقا للآليات العربية والدولية المعتمدة للشعب الفلسطيني.

ودعا الوزراء المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته والإسهام بفاعلية في تمويل عمليات إعادة البناء والإعمار لما دمره «العدوان الإسرائيلي» بما في ذلك تعويض المواطنين عن الخسائر التي لحقت بهم وبأملاكهم بالتنسيق مع السلطة. وأكد القرار الذي تم رفعه إلى القمة الاقتصادية ما نصه أن «القمة المنعقدة في الكويت الشقيق، وهى تتابع بكل استنكار واستهجان للعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني الأعزل قد راعها حجم العدوان والسلاح المستخدم بمختلف أصنافه بما في ذلك المحرم دوليا، والذي ألحق خسائر بشرية مرعبة في صفوف أبناء هذا الشعب وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، إضافة إلى حجم الدمار المرعب الذي لحق بالمنشآت المدنية والأهلية والممتلكات الشخصية والبنية التحتية وكافة القطاعات الإنتاجية والخدمية بما في ذلك المنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة».

وقرر القادة العرب «الدعوة إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال فورا من قطاع غزة وفتح جميع المعابر وإنهاء الحصار المفروض على القطاع وفقا للآلية المقترحة في المبادرة المصرية التي تشكل الأرضية المناسبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1860». وجاءت تلك القرارات بناء على «هول وحجم الخسائر والدمار الذي لحق بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسائر الأراضي المحتلة».

كما قرر القادة تحميل «حكومة إسرائيل باعتبارها سلطة احتلال المسئولية عن كافة جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ومطالبة مؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة بجرائم الحرب والقانون الدولي والإنساني التحقيق في كافة هذه الانتهاكات والجرائم وملاحقة وتقديم المسئولين عنها للمحاكم الدولية».

من جهة أخرى أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية ردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أنه «لم يكن هناك إجماع في قمة دول مجلس التعاون التي عقدت في الرياض الخميس على إحالة موضوع غزة على قمة الكويت الاقتصادية وبالتالي فان البيان المقتضب الذي تم الإجماع عليه في القمة الخليجية يخلو من العبارة التي تشير إلى اتفاق خليجي على أن تستعرض الجهود العربية بشأن غزة في قمة الكويت».


موسى:عملية السلام ماتت وغزة نتيجة الضعف العربي

الكويت - قاسم حسين

اعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قمة الكويت هي القمة الأساسية، بينما القمم الأخرى لم تكن تمثل العرب لمشاركة أطراف أخرى فيها. وأضاف «أن القمم كلها تنبع من المشكلة الأساسية التي تواجهنا في غزة، ولذلك تم اقتراح أن تكون غزة البند الأول في قمة الكويت».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي، عقد مساء أمس (الجمعة) بالعاصمة الكويتية، حيث أرجع موسى ما حصل في غزة إلى وجود حالة ضعف وفوضى واضطراب سياسي بالمنطقة العربية، وانقسام فلسطيني، وفي مقابل هذا الضعف والاستضعاف هناك حالة استقواء إسرائيلي مدعومة من قوى دولية كبرى.

وأضاف معلقا على قرارات قمة الدوحة: «سواء اتفقنا مع الدوحة أم لا، فهناك قرارات صدرت عنها، بخصوص تجميد قطر وموريتانيا لعلاقاتهما مع «إسرائيل»، وهذه نتائج صدرت».

وفي رد على سؤال لأحد الصحافيين عن وجود مطلب شعبي عربي باستقالته، رد غاضبا: «أنا في غاية الإحباط والضيق من حالة الضعف العربي، ولكن هل نترك المركب يغرق».

وعن تصريحه بشأن موت عملية السلام، قال: «عملية السلام ماتت منذ أشهر، وأثبتت أنها كلها تدور في حلقات مفرغة وكلام فاضي، تصطدم بسد منيع هو الموقف الإسرائيلي، فهم منذ 16 سنة وهم يصرون على التطبيع ويكرسون الأمر والواقع ويسرقون الأراضي ويذبحون الناس كما حصل في غزة».


إصرار كويتي على إنجاح القمة وغزة على جدول الأعمال

الكويت - قاسم حسين

انطلقت صباح أمس (الجمعة) اجتماعات وزراء الخارجية العرب في إطار الاجتماعات التمهيدية للقمة الاقتصادية العربية التي ستعقد بالعاصمة الكويتية يومي 19 و20 الجاري.

وقد ناقش الوزراء في جلسة مغلقة جهود اللجنة الوزارية التي زارت نيويورك مؤخرا لاستصدار قرار من مجلس الأمن لوقف العدوان على غزة، وما ينبغي عمله بعد رفض “إسرائيل” للقرار الدولي 1860 المتعلق بوقف العدوان على غزة، حسب مصدر كويتي مسئول، بالإضافة إلى استعراض وزراء الخارجية خطة الطوارئ الصحية التي أقرها وزراء الصحة العرب في اجتماعهم الطارئ في الرياض في الثالث عشر من الشهر الجاري، بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية، لتأهيل البنية الصحية الأساسية، والمطالبة بتوفير مستشفيات متنقلة في القطاع.

وقد ألقت قمة الدوحة التي عقدت أمس بمن حضر، بظلالها على الأجواء هنا قبل عقدها، حيث صدرت إشارات رسمية إلى أن أحداث غزة ستتصدر مناقشات الاجتماعات وستكون موضوعا رئيسيا على جدول الأعمال، إلى جانب الموضوعات الأخرى المطروحة مسبقا على جدول أعمال القمة الاقتصادية العربية الأولى.

بعض المصادر الصحافية أشارت إلى أن جلسة العمل الأولى المغلقة شهدت جدلا ونقاشا حادا بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والسفير السوري علي عبدالكريم، بعد قيام الأخير بإلقاء كلمته، التي تضمنت أمورا اعتبرها موسى بعيدة عن جدول الأعمال المعروض على الوفود.

وكيل الخارجية الكويتي الجارالله صرح قائلا إن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي تستضيفه الكويت يناقش الوضع في غزة وكيفية التعامل مع هذا الملف في القمة الاقتصادية. وفي ردٍّ على ما ينشر حول حالة التشرذم العربي بشأن غزة قال: “لا يمكن القول بوجود انشقاق عربي، غير أن هناك اجتهادات الهدف منها وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وكل الاجتهادات تصب في هذا المجال”، متمنيا ألا يكون هناك انشقاق عربي.

وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد أكد أن وضع غزة سيكون على رأس بنود جدول أعمال قمة الكويت “لنتمكن جميعا من تحقيق وقف فوري لنزيف الدم الفلسطيني والبحث عن الآليات المناسبة لتمكين الأشقاء الفلسطينيين من إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في إطار إقليمي ودولي”. وجرى تداول عدة أفكار، من بينها إنشاء صندوق لمساعدة غزة وإعادة إعمار القطاع بعد توقف الحرب على غزة، حيث سيقدم هذا الاقتراح في مشروع قرار يرفع للقمة الاثنين المقبل.

وقد بدأ توافد وزراء الخارجية العرب على الكويت منذ ظهر الخميس الماضي، وعقد المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية اجتماعا صباح أمس بفندق الشيراتون، في إطار الإعداد للقمة. وسبقهم في الوصول الوفود الإعلامية من مختلف الأقطار العربية، من مندوبي وكالات الأنباء والصحافيين والمذيعين والمصورين التلفزيونيين، موزّعين على أربعةٍ من الفنادق الكبرى. فالكويت تعوّل كثيرا على نجاح هذه القمة التي اقترحها أميرها في قمة الرياض في 29 مارس/آذار 2007، وسخّرت كل الإمكانيات والتسهيلات لتحقيق هذا الهدف.

وقد صرح وزير الإعلام صباح الخالد أثناء تفقده للمركز الإعلامي التابع للقمة الاقتصادية “إننا نعول كثيرا على نجاح القمة، وان مؤسسات كثيرة ساهمت في بلورة ما تحتاجه هذه القمة، وكل الأمور أصبحت جاهزة ومحضرة للافتتاح يوم الاثنين المقبل”.

ويقوم الاقتراح الكويتي الذي تم تبنيه آنذاك وصدر في قرار يحمل الرقم 365، على ضرورة الاهتمام بالقضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، من أجل تعزيز التعاون بين البلدان العربية لتحقيق التنمية العربية الشاملة، ومواجهة التحديات الراهنة ومتطلبات بناء المستقبل.

الصحف الكويتية اهتمت بإبراز هذا الحدث الاقتصادي العربي، حيث تناولته كل صحيفة بطريقتها، فبعض الصحف أبرزت الخبر على صدر صفحتها الأولى، بينما اهتمت صحف أخرى بتغطيات في الداخل، وأفردت له صفحة أو أكثر.


انتشال 23 جثة من تل الهوى... ومبعوث إسرائيلي ووفد لحماس في مصر ثانية

استشهاد 17 فلسطينيا يرفع عدد الضحايا إلى 1150

غزة، باريس - أف ب، يو بي أي

استشهد تسعة فلسطينيين أمس (الجمعة) في غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة وتوفي ثلاثة جرحى ما رفع عدد القتلى خلال 21 يوما إلى 1145 فيما بلغ عدد المصابين إلى أكثر من 5130. وقد انتشلت أمس 23 جثة في حي تل الهوى الذي شهد قصفا عنيفا أمس الأول. سياسيا عاد مبعوث إسرائيلي ووفد من حركة حماس إلى القاهرة لمناقشة سبل وقف إطلاق النار من خلال المبادرة المصرية.

وشهد قطاع غزة هدوءا نسيبا صباح أمس (الجمعة) مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية أسبوعها الثالث. ولم يشهد ليل القطاع سوى عدد محدود من الغارات على خلاف ما سبق من ليال شهدت توغلات برية واشتباكات عنيفة تزامنت معها غارات جوية ومدفعية مكثفة.

وقال مصدر طبي إن فلسطينيا قتل بعد قصف جوي إسرائيلي استهدف دراجة نارية كان يستقلها في منطقة الفخاري جنوب خان يونس بعيد مقتل فلسطينيين وإصابة ثالث في غارة استهدفت سيارة مدنية قرب المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وسط مدينة غزة.

وأعلنت «كتائب المقاومة الوطنية» الذراع المسلح للجبهة الديمقراطية عن مقتل أحد قادتها الميدانيين حمودة زايد ثابت وإصابة اثنين آخرين خلال التصدي للتوغل الإسرائيلي شرق رفح. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» إن خمسة فلسطينيين آخرين قتلوا في غارة على بيت لاهيا فيما توفي ثلاثة متأثرين بإصاباتهم الخطيرة في غارات سابقة.

كما أفاد مصدر طبي أن أربعة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلان قتلوا في قصف من الدبابات الإسرائيلية على بلدة جباليا (شمال) وخان يونس في جنوب القطاع أمس.

وانتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية صباح اليوم جثث 23 فلسطينيا من منطقة تل الهوى بعد إعادة القوات الإسرائيلية انتشارها فيها في وقت سابق أمس.

من جهتها أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوا خمسة صواريخ من القطاع على مناطق النقب الغربي منذ صباح أمس.

كما ذكر شهود عيان أن القوات الإسرائيلية تراجعت إلى مواقعها التي احتلتها على مشارف مدينة غزة مع بداية الهجوم البري.

إلى ذلك قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الإحصاءات الواردة من غزة تضع محصلة القتلى المدنيين عند 698 شخصا أو نحو 65 في المئة من إجمالي عدد الشهداء. وقال مسئولون من منظمة أطباء بلا حدود امس إن المنظمة لا يمكنها الوصول للمرضى والجرحى المدنيين في غزة بسبب القصف الاسرائيلي وقد تضطر للانسحاب منها إذا تدهور الوضع الأمني.

وفي الضفة الغربية قتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي امس في الخليل خلال صدامات اندلعت على هامش تظاهرة ضد الهجوم على قطاع غزة، فيما أصيب 20 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في مناطق محيطة برام الله.

على صعيد متصل قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، مارك ريغيف إن إيفاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد إلى مصر على مدار يومين متتاليين إنما يدل على جدية نوايا «إسرائيل» تجاه المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وألمح ريغيف أمس إلى أن ثمة تقدما حاصلا في المفاوضات بين «إسرائيل» ومصر حول وقف إطلاق النار.

وقال إن «الأمر الوحيد الذي بإمكاني قوله هو أن عاموس غلعاد موجود الآن في مصر، وحقيقة أنه إيفاده إلى مصر خلال يومين متتاليين يدل على جدية نوايا إسرائيل وواضح أن أمرا جديا يتحرك» نحو التقدم باتجاه وقف إطلاق النار.

وتوقع وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر أمس التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة الأسبوع المقبل.

في المقابل صرح القيادي في حركة حماس محمد نصر أن المسئولين المصريين ابلغوا الحركة أمس أنهم تلقوا الرد الإسرائيلي على اقتراحاتها وطلبوا من الوفد العودة إلى القاهرة لمزيد من المباحثات. وكانت حماس اقترحت وقفا لإطلاق النار لمدة سنة مع «إسرائيل» مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار المفروض على هذه الأراضي الفلسطينية، فيما تطالب «إسرائيل» بهدنة مفتوحة.

وفي باريس قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إن الهجوم الذي تشنه «إسرائيل» على قطاع غزة لن يساعد في تحسين امن «إسرائيل»، داعيا إلى وقف لإطلاق النار. وقال ساركوزي أمام الدبلوماسيين الأجانب إن التدخل (العسكري) لن يعزز امن إسرائيل». وأضاف أن «الأزمة في غزة هي مأساة إنسانية، غير مجدية ودموية. ينبغي إنهاء هذه المأساة».


هنية: الاغتيالات لن تدفعنا إلى الاستسلام ورفع الراية البيضاء

آلاف الفلسطينيين يشيعون صيام في مدينة غزة

الأراضي المحتلة - د ب أ

شيعت جماهير فلسطينية غفيرة من سكان مدينة غزة ظهر أمس (الجمعة) جثمان القيادي البارز في حركة «حماس» ووزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام الذي اغتالته «إسرائيل» في غارة جوية على منزلا يعود لشقيقه في شارع اليرموك وسط مدينة غزة مساء أمس الأول (الخميس).

كما قتل في عملية الاغتيال التي شاركت فيها طائرات «أف 16» بتنسيق بين سلاح الجو الإسرائيلي والجيش وأجهزة المخابرات لا سيما الداخلية «الشاباك» وشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، نجله محمد وقائد الأمن الداخلي صلاح أبوشرخ وشقيقه أياد صيام وعدد من أفراد أسرته.

وانطلقت مسيرة التشييع من مجمع الشفاء الطبي في غزة باتجاه منزل صيام حيث أديت الصلاة على أرواحهم في مسجد قريب من منزله.

ولم يشارك أحد من قيادات «حماس» في مسيرة التشييع في إطار تخفيهم عن الأنظار منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبات صيام هو القيادي الثاني البارز في «حماس» الذي تمت تصفيته منذ بدء العملية الإسرائيلية على غزة بعد نزار ريان الذي اغتيل في غارة جوية مماثلة على منزله في الثاني من الشهر الجاري.

من جانبه، ذكر رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية أن اغتيال صيام «لن يدفعنا إلى الاستسلام ورفع الراية البيضاء».

وقال هنية، في بيان صحافي مكتوب، «هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها آلة الحرب الصهيونية لن تفت من عضد شعبنا ولن تدفعنا إلى رفع راية الاستسلام وإنما هي دافع جديد من دوافع التمسك بالمواقف السياسية وبحقوق شعبنا الراسخة والتي عاهدنا الله أن لا نتنازل عنها». وأضاف «لم يجبن صيام أو يتوان عن خدمه أهله ووطنه وشعبه وكان مدافعا منافحا عن حقوق شعبنا حتى لحظاته الأخيرة ... دماؤك (صيام) ستبقى مشعل نور يضيء لنا ما تبقى من أعمارنا والخزي والعار لكل من سعى لقتلك».

وتابع «ارتقى إلى العلا وهو يمارس دوره الوطني الذي يمليه عليه الواجب، رجل تفانى حتى اللحظة الأخيرة من عمره في حفظ هذا الوطن وأهله وسهر على أمنهم وحمايتهم».


«إسرائيل» تغلق الضفة يومين خوفا من «يوم الغضب»

القدس المحتلة، بيروت - أ ف ب، يو بي آي

أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية أمس (الجمعة) ولمدة 48 ساعة في وقت دعا فيه الفلسطينيون إلى تحويل الجمعة إلى «يوم غضب» ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.

وكانت حركة «حماس» دعت حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس محمود عباس إلى المشاركة في المظاهرات.

وفي بيروت، جال عشرات الأشخاص في موكب سيار على مقار السفارات العربية منددين بموقف الحكومات العربية من أحداث غزة، ووضعوا نعشا أمام كل سفارة.

وانطلق الموكب من وسط العاصمة في اتجاه مقار السفارات السورية والسعودية والإماراتية والمغربية والجزائرية والقطرية والكويتية والمصرية.

وجاء في الرسالة الموجهة إلى سورية «المقاومة في فلسطين ولبنان ليست بديلا عن المقاومة في الجولان».

وأكدت الرسالة الموجهة إلى السعودية أن «مساعدة بعض الجرحى لن تغطي عاركم»، و»ابقوا مبادرة الاستسلام باسم من تليق بهم»، في إشارة إلى المبادرة العربية للسلام (2002) التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وطالبت الرسالة الموجهة إلى قطر بـ»قطع أي علاقة مع (إسرائيل) وإزالة القاعدة الأميركية».

وتوجه المتظاهرون إلى الإمارات برسالة فيها أن «الاعتدال مع العدو جريمة وخيانة»، والى الجزائر «لماذا لا تدعمون غزة كما تدعمون الصحراء الغربية؟»، والى المغرب «ثباتكم نحو التطبيع عار»، والى الكويت «اعتدالكم ارتهان».

وبالقرب من السفارة المصرية، هتف المتظاهرون ضد الرئيس المصري حسني مبارك قائلين «الشعب المصري عامل أيه، حسني مبارك سي آي ايه».

أما الرسالة إلى مصر فجاء فيها «تذكروا لاءات عبد الناصر: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف».

من جهة ثانية، ركزت خطب الجمعة على أحداث غزة وحمل بعضها على الأنظمة العربية.

وحذر المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله في خطبته من أن «للمرحلة أخطارها التي نخشى أن تمتد من غزة إلى أكثر من بلد في المنطقة». وقال «العرب في عروشهم السلطوية (...) سعوا لقطع الطريق على انعقاد القمة في قطر، ومارسوا ضغوطا هائلة على (حماس) لجعلها ترضخ لشروط العدو». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبدالأمير قبلان أن دماء أبناء غزة «في أعناق الأنظمة المتخاذلة».


رايس وليفني توقعان اتفاقا لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة

واشنطن - أ ف ب

وقعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بالأحرف الأولى أمس (الجمعة) اتفاقا ثنائيا يهدف إلى منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، في إطار الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في القطاع.

وقالت رايس للصحافيين قبل توقيع الاتفاق إنه «ينص على سلسلة إجراءات ستتخدها الولايات المتحدة و»إسرائيل» لوقف تدفق الأسلحة والمتفجرات إلى غزة».

من جهتها، قالت ليفني «إن بروتوكول الاتفاق هو عنصر أساسي من عناصر وقف المعارك».

كذلك اعتبرت رايس أن الاتفاق هو «أحد العناصر (الضرورية) للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم» في غزة، مبدية أملها في تحقيق ذلك «سريعا جدا».

وأشارت إلى أن هذا الاتفاق الثنائي ستليه اتفاقات أخرى بين «إسرائيل» وبعض الدول الأوروبية ولاسيما فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وأفادت أنها أجرت اتصالا هاتفيا مع وزراء الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي برنار كوشنير «لاطلاعهم» على توقيع الاتفاق، مضيفة «أعتقد أن الأوروبيين سيقومون بمثل هذه الجهود في وقت قريب جدا».

لكن رايس بدت حذرة في ردها على سؤال بشأن إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة قبل انتقال الرئاسة رسميا إلى باراك أوباما الثلثاء المقبل.

وتابعت «إننا نعمل على جدول زمني يكون أقصر ما يمكن لدعم الوساطة المصرية»، لكنها اعتبرت أنه «يعود للمصريين القيام بالترتيبات السياسية التي قد تكون ضرورية».

وكان مسئول إسرائيلي أفاد أن الاتفاق ينص بصورة وخصوصا على تقاسم المعلومات بشأن تهريب الأسلحة إلى غزة وعلى مراقبة الطرقات التي يسلكها المهربون عادة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن واشنطن تتعهد في الوثيقة وضع بعض «التجهيزات» في التصرف لمساعدة «إسرائيل» على منع التهريب، بدون أن يحدد هذه التجهيزات، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأرض.

العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً