العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ

الحكومة تُعيد السعيدي إلى منبر الجمعة

عاود النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي الخطابة يوم أمس (الجمعة) بجامع سبيكة النصف بمدينة عيسى بعد وقفه عن الخطابة لمدة أسبوع واحد، وفي تصريح له أكد رئيس الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة إن وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة أصدر قرارا بالسماح للسعيدي بالخطابة، من دون أن يعطي أية تفاصيل أخرى.

من جهتها، اتصلت «الوسط» بوزير العدل والشئون الإسلامية للاستيضاح عن حيثيات الموضوع في حدود الساعة الواحدة ظهرا، غير أن الوزير لم يرد على الهاتف، وفي حدود الساعة 1:50 ظهرا اتصل الوزير وبعد أن علم بالموضوع طلب الاتصال في وقت لاحق، وبعد محاولات «الوسط» المتكررة للاتصال بالوزير لم يرد على الهاتف للتعليق على الموضوع، حتى كتابة هذا الخبر في المساء.

إلى ذلك، نفى مصدر رسمي أن يكون موضوع وقف السعيدي عن الخطابة قد عرض على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، واستغرب المصدر إعادة السعيدي إلى الخطابة قبل اجتماع المجلس في ظل سفر الرئيس الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إلى الخارج.

وكان توقيف السعيدي عن الخطابة بسبب خطبته الجمعة قبل الماضية التي قال فيها: «يجب ألا نغفل عن بني صهيون أبناء القردة والخنازير كما وصفهم النبي (ص)، بنو صهيون الذين استباحوا ديار المسلمين قتلا وتدميرا وتحريقا باختلاف أشكالهم وألسنتهم ومشاربهم، فهناك بنو صهيون في فلسطين وهناك بنو صهيون في العراق وهناك بنو صهيون في البحرين فيجب أن نعي أن الصهيون ليس يهوديّا فقط بل أنه يأخذ أشكالا عدة فقد يكون نصرانيا أو مجوسيّا أو يهوديّا أو معمما سيخيّا أو صفويّا أو رافضيّا فلذلك قد يكون صهيوني من بني جلدتنا لكنه يعاديك معاداة صهيونية». وأضاف «في الوقت الذي كانت تضرب غزة بالصواريخ والقاذفات كادت تضرب البحرين بالقنابل والمولوتوفات من بني صهيون البحرين».

كما أقحم السعيدي موسم عاشوراء في الخطبة، وقال: «لا تغركم يا مسلمون العزيات والشيلات والمظلوميات فخطتهم هي نفسها خطة صهاينة فلسطين الذين ينادون بالمظلوميات والمحرقات ويزعمون بأن القدس لهم ويؤكدون زحفهم لخيبر التي طردهم منها الرسول (ص)، فإرث صهاينة البحرين هو نفسه إرث صهاينة فلسطين».

وبعد أيام من خطبة السعيدي، دخلت وزارة العدل والشئون الإسلامية على الخط، إذ قال رئيس الأوقاف السنية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة إن وزير العدل والشئون الإسلامية أصدر قرارا بوقف السعيدي عن الخطابة في المساجد بشكل مؤقت، وقد جاء ذلك بناء على الشكوى التي تقدم بها عدد من المصلين مؤخرا، مؤكدا أن «الأوقاف» قامت بهذا الإجراء بناء على قرار واضح من الوزير، مشيرا إلى أن الموضوع لايزال في إطار التحقق والتأكد من نص الخطبة التي ألقيت، وما ورد فيها، ومعرفة مقاصد السعيدي في الأمور التي جاءت في خطبته، رافضا الحديث عن تحديد فترة زمنية لهذا الإيقاف.

وأكد الشيخ سلمان أن هذه الشكوى التي قدمت ضد النائب السعيدي هي الأولى من نوعها التي تقدم إلى الجهات المعنية، موضحا أن الأوقاف تتابع ما تنشره الصحافة عن هذا الخطيب، إلا أنها لم تتسلم أية شكوى مباشرة ضد السعيدي إلا في هذه المرة، وهي تفصل بين ما ينشره السعيدي في الصحافة باعتباره نائبا وبين ما يدلي به في خطب الجمعة.

ونفى الشيخ سلمان أن تكون لقرار الإيقاف أية مرامٍ سياسية، أو أن يكون التوقيت متعمدا كونه جاء في أيام عاشوراء، أو أنه جاء لامتصاص نقمة بعض الأطراف، مطالبا بعدم تضخيم الأمور وتحميلها ما لا تحتمل.

وفي وقت سابق رفع أحد المواطنين دعوى قضائية ضد النائب السعيدي يتهمه فيها بـ «القذف والسبِّ»، وذكر المحامي فاضل المديفع انه «في حال إثبات صحة ما هو منسوب إلى المشكو منه، فهذا يُشكّل جريمة أخرى هي جريمة التحقير والحض على كراهية طائفة من طوائف المجتمع بالمخالفة للنصوص والدستور ونصوص قانون العقوبات»، وأضاف «وعليه وكرأي قانوني مجرّد فإنه في حال ثبوت صحة الواقعة موضوع الشكوى قانونا فإنه يشكل جريمة قذف وسب علني».

يذكر أن قرار المنع هذا هو الأول من نوعه، بعد نقل السعيدي من جامع سبيكة النصف في مدينة عيسى إلى مسجد الشيخ عيسى بن علي في المحرق بعد المسيرة التي نظمتها جمعية الوفاق في يونيو/ حزيران الماضي بعد ما اعتبرته تطاولا على الشيخ عيسى قاسم بعد أن طالب في 13 من شهر يونيو/ حزيران الماضي، الحكومة بإطلاق سراح عدد من المعتقلين، وقال إن تعرضهم للتعذيب سيجعل «أحكام الإدانة غير مقبولة عند أي منصف من أبناء الشعب»، وهو ما كان شرارة كافية للسعيدي لينتقد موقف قاسم هذا، متهما إياه بأنه لا يفقه بالأمور السياسية ولا الاقتصادية، وبلغت الأمور حدّا بالسعيدي إلى القول عن الشيخ قاسم «لو كنت في إيران التي تحب وتدافع عنها لما تجرأت ولو واحد في المليون بانتقاد حكومتها أو التعرض لرموزها أو تدخلت فيما لا يخص، وإن حدث وتجرأت فسيقطع رأسك أو تختفي في سجون الغضب»، وكان تدخل جلالة الملك حينها واضحا، إذ أعلن في حديث له عن احترام الدولة للعلماء.

وكانت جمعية الوفاق أطلقت مسيرة شارك فيها الآلاف نددت بالإساءة إلى الرموز الدينية على خلفية إساءات النائب السلفي جاسم السعيدي لرئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى قاسم ورفع المشاركون في المسيرة حينها شعار «لا سنية لا شيعية وحدة وحدة إسلامية».

العدد 2325 - الجمعة 16 يناير 2009م الموافق 19 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً