العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ

أنت قنبلة موقوتة حتى ترتب أولوياتك

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل أحسستَ يوما بأنّك قنبلة موقوتة في البيت أو العمل أو في جَمعة الأصدقاء، فنحن نجد بأن الكثيرين منا يعانون من ضغوط الحياة اليومية ولا يعرفون السبب في ذلك.

يعاني البعض من الاكتئاب البسيط وحب العزلة وعدم الاهتمام بالمظهر، وبجانب ذلك يتوقف عندهم الشعور بالسعادة وتفقد الأمور اهتمامها في عينهم، فلا منفذ في الخروج من تلك الحفرة المظلمة التي وضعوا أنفسهم فيها.

فالحياة ليست سهلة كما كانت، وتعقيد الأمور تصيب البعض بإحباط شديد، وكثرة تراكم الديون يسبب إرهاقا نفسيا غير محتملا لدينا، والهروب من هذا المأزق يتم عن طريق حلول خاطئة، كالهرب إلى مقاهي الشيشة كل يوم، أو الخروج من البيت إلى ساعات متأخرة من الليل، وعدم تحمّل المسئولية التي باتت عبئا أكثر من أن تكون قيمة.

إن أسباب هذا التعب وهذه الكآبة والكره للدنيا تكمن وراء عدم ترتيبنا لأولويات حياتنا، وفي بعض الأحيان عدم قولنا كمة «لا» لمن نحبهم ونحترمهم ونتمنى ودّهم عندما يطلبون منا معروفا أو حاجة، فتكون النتيجة ما نحن عليه الآن.

إن ترتيب الأوليات يدرّس كعلم غزير يستفيد منه القاصي والداني، والراغب وغير الراغب، إذ تناوله الكثير من العلماء وأعدّوه من المصطلحات المهمة لتحقيق السعادة والعيش بهدوء ورضى.

ولنرتّب أولوياتنا أتمنى أن تضعوا مع هذا المقال ورقة وقلم، وتكتبوا ما يهمّكم فيه للوصول إلى السعادة المطلوبة والمنطقية لكل شخص، ولنبدأ بأول سؤال نطرحه عليك أخي القارئ.

أين يذهب الوقت كله من الصباح الى المساء؟

أغلب الناس يذهب يومه في العمل والإنترنت والجلوس مع أطفاله لمدة بسيطة، وينتهي يومه بمشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب إذا كان من محبي القراءة، وقد لا يجد نفسه من كثر ارتباطاته ليذهب إلى الحمام مثلا، وعليه فإن قول كلمة «لا»، وتقليل الاجتماعات والمقابلات ومشاهدة التلفاز تعطيه متسعا من الوقت لنفسه، ويسمى ذلك بإدارة الذات، حتى تكفيهم ساعات اليوم وتنتهي بتحقيق مستوى من السعادة الجزئية.

لا بد أن تكون واعيا لما تريده من هذا المقال حتى ترتّب أولوياتك، وعليه فإنه يتوجب عليك أن تكتب كل يوم عدد الساعات التي ستقضيها في مكان ما أو مع شخص ما، حتى تستطيع أن تحسب ساعة كاملة لنفسك تتأمل فيها ما تمّ على مر اليوم.

ما هي أولوياتك الحالية؟

مرة أخرى ضع الورقة والقلم وأكتب الأولويات التي تشغلك في يومك وتأخذ كل وقتك، ورتبها ترتيبا تنازليا من 1 إلى 4.

ثم اسأل نفسك بعض الأسئلة التي ستغير أولوياتك في الحياة، مثل هل أنت تحيا الحياة التي تريدها؟ وما الذي تفتقده قائمتك؟ وهل جاءت أولوياتك كما تريد؟ وهل تعبّر عما تريد فعلا؟ وهل تمارس بعض الأشياء التي تجلب لك السعادة اليومية؟

بعد الإجابة على هذه الأسئلة قم بكتابة أولوياتك الجديدة، وحاول خلالها تعديل وضعك ولم شمل نفسك.

إن ترتيب أولوياتك تجعل منك إنسانا ذو صحة نفسية وجسدية هائلة، وتبعد عنك استنزافك الخاطئ لوقتك ونفسك وجسدك، وبالتالي تجعل حياتك أكثر هدوءا واستقرارا، وتشع منها رائحة الرضى والسعادة، وتبعدك عن الهم والغم والكآبة التي باتت هذه الأيام صفة موصوفة لدى شريحة كبيرة منا.

هذه قطعة بسيطة جدا من ترتيب الأولويات، ونتمنى في يوم الجمعة مواصلة ترتيب أولوياتك المادية، حيث أعتقد بأنها هاجس البحرينيين المديونيين والغارقين في بحر الطلب!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2329 - الثلثاء 20 يناير 2009م الموافق 23 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً