العدد 2644 - الثلثاء 01 ديسمبر 2009م الموافق 14 ذي الحجة 1430هـ

دخول حذر لأول رئيس للاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية

يواجه أول رئيس للاتحاد الأوروبي و»وزيرته» للشئون الخارجية اللذان قاما بأولى خطواتهما أمس (الثلثاء) بدخول معاهدة لشبونة حيز التطبيق، تحديا كبيرا هو إثبات عدم صحة الانتقادات التي تعتبر وصولهما إلى هذين المنصبين تم بالخطأ.

ويشكل استحداث منصب رئيس دائم للاتحاد الأوروبي الذي أسند إلى الرئيس السابق للحكومة البلجيكية هيرمان فان رومبوي، ومنصب الممثل الأعلى للشئون الخارجية للاتحاد الذي أسند إلى البريطانية كاثرين أشتون المنتمية إلى حزب العمال، أبرز ما أنتجته معاهدة لشبونة. ومن شأن هاتين الشخصيتين تحسين صورة أوروبا على صعيد العالم. ويأتي تسلم رومبوي لمهامه ليضع حدا لنظام المداورة النصف السنوية في رئاسة الاتحاد على صعيد رؤساء الحكومات الأوروبية والتي أثبتت قلة جدواها. وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت «اليوم يدخل الأوروبيون عصرا جديدا». علما أن راينفلدت سيستمر في رئاسة الاتحاد حتى نهاية العام. ووافقه الرأي رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بقوله إن «الاتحاد الأوروبي سيصبح قادرا على رفع النبرة على الساحة الدولية».

ولا يزال موضوع اختيار كل من رومبوي واشتون يثير تساؤلات عديدة. فقد خيب اختيار فان رومبوي المغمور أوروبيا آمال الذين كانوا يحبذون اختيار رئيس صاحب شخصية قوية قادر على مخاطبة الولايات المتحدة والصين الند للند. ويقول البروفسور في الكلية الأوروبية في بروج تييري شوبان والبروفسور مكسيم لوفيفر من معهد الدراسات السياسية في باريس في دراسة نشرتها مؤسسة شومان هذا الأسبوع إن شخصية رومبوي «إدارية أقرب منها إلى القيادية، أي أنه مكلف التقريب بين وجهات النظر». ويبذل رومبوي ما بوسعه للبقاء في الظل. وعلى الرغم من انطلاقه في جولة على العواصم الأوروبية حيث زار الدنمارك الاثنين وسلوفينيا الثلثاء ثم إيطاليا للقاء رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، يفضل الإقلال في الكلام حتى الأول من يناير/كانون الثاني 2010 كي لا يؤثر سلبا على الرئاسة السويدية للاتحاد. وأفصح عن أرائه «الفيدرالية» بشأن الاتحاد الأوروبي دون أن يمعن في «التعصب». وكان الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية الفرنسي جاك ديلور نصحه بالتنبه لعدم إغضاب الدول المتمسكة بسيادتها الوطنية. من جهتها قد تكون مهمة البريطانية آشتون أصعب، ذلك أن المنصب الذي ورثته يشكل محط الأنظار والتطلعات. فهي تشغل منصب شبه وزيرة للشئون الخارجية ذات صلاحيات أوسع من سلفها خافيير سولانا وسترأس فريق عمل أوروبي كبير. ويجزم كل من شوبان ولوفيفر أنها «وبغض النظر عن مدى كونها ودودة ومحترمة، لا يبدو أن لها الشخصية المثالية لوزيرة خارجية أوروبية». وأوضحا أنها «لا تعرف المسائل الدبلوماسية ولم تشغل يوما منصبا وزاريا مهما في بلادها. وهي في الواقع تبدو أنها اختيرت عن طريق الخطأ».

وسيكون على آشتون بذل الكثير من الجهد لإثبات نفسها أمام باريس ولندن وبرلين التي تسعى لمواصلة حضورها الدبلوماسي القوي. وهي أمام امتحان شاق اليوم (الأربعاء) حيث تحضر جلسة استماع أولية أمام البرلمان الأوروبي حيث البعض على جهوزية تامة لرصد أخطائها وهفواتها.

العدد 2644 - الثلثاء 01 ديسمبر 2009م الموافق 14 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً