العدد 2646 - الخميس 03 ديسمبر 2009م الموافق 16 ذي الحجة 1430هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

المنامة القديمة

 

المنامة القديمة تضم بين جوانحها عدة مناطق تسمى بـ «الفرقان» وهي جمع فريق، والفريق (الحي) بحد ذاته هو منطقة سكنية، تفصل بينها وبين المنطقة الأخرى مسافات تكاد تكون متقاربة في الكثير من المناطق، أو تبعد عن بعضها بمسير 10 إلى 30 دقيقة سيرا على الأقدام، وأشهرها فريق المخارقة، وفريق الحمام، وفريق الباخشة وفريق المشبر أو ما يعرف بفريق الكوفة، وفريق أبو صرة، وفريق الفاضل، وفريق الحطب، وفريق كانو، وفريق العوضية، وغيرها من فرقان قد لا يتسع المجال لذكرها، أو قد لا تخطر على البال في هذه العجالة.

وترتبط تلك الأحياء بمناطق سكنية مشهورة ومعروفة، كالقضيبية والحورة القديمة، ورأس رمان، والنعيم، والسلمانية والقفول، والصالحية وطشان والزنج وبلاد القديم، وإن كان بعضها يتبع حاليا لمجالس بلدية خارج نطاق المنامة القديمة، نتيجة للتوسعة الكبيرة التي تمت خلال الأعوام السابقة، من التطور الميداني والزحف العمراني، الذي طال الكثير من مناطق البحرين، وعمليات الدفن المستمرة التي حولت البحار إلى مناطق سكنية ومجمعات تجارية، وتضم بين جنباتها الكثير من الوزارات والسفارات والمؤسسات الحكومية، ولقد انبثقت أسماء جديدة لم تكن موجودة في السابق، كالمنطقة الدبلوماسية، وضاحية السيف، والحورة الجديدة، وغيرها من مناطق أصبحت تحتضن عمارات شاهقة كالتي تسمى في الغرب بناطحات السحاب، تحاصر المنامة الجديدة من جميع الجهات، وتحيل نهارها وليلها إلى صخب وضجيج من جراء الازدحام، يوجب على المرء أن ينتظر في طوابير السيارات لفترة قد تطول وتطول، حتى يصل إلى الوجهة التي يعتزم التوجه إليها، وهو منهك القوى، وقد أصابه الإعياء والغثيان، وتلك هي ضريبة التقدم الباهضة والعمران، التي تفرضها المدنية الحديثة على الإنسان، شاء ذلك أم أبى، وها هي عجلة الحياة تسير في انتظام دون كلل أو ملل.

وأصبحت المنامة القديمة تشهد هجرة مكثفة من قبل سكانها الأصليين منذ سنوات طويلة؛ نتيجة لصغر مساحة مساكنها، وضيق وازدحام شوارعها، ولازياد أفراد الأسرة عموما، فلقد ضاقت المنامة بما وسعت ورحبت، وملها الكثير من أهلها وهجروها، وتركوها عرضة لزحف الآسيويين من هنود وباكستانيين وفليبنيين، فاحتلوا منازلها، وانتشروا في أزقتها، واكتسبت الكثير من المناطق فيها - وليس سكانها الأصليين - واتشحت وتأثرت بعاداتهم وتقاليدهم.

ومع ذلك فإن المنامة القديمة أبت على نفسها، إلا أن لا تتخلى عن أبنائها وأحبتها، الذين هجروها وتنكروا لها، فهي تستقبلهم بالأحضان في كل المناسبات السعيدة، في المواليد والأفراح، وفي المناسبات الحزينة، في عاشوراء والوفيات وأيام التحاريم، وهي ترحب بضيوفها الذين يزحفون إليها من المناطق الأخرى في تلك المناسبات المختلفة، ليتحول ليلها إلى نهار يعج بالحركة، وهي نشوانة فرحة، إذ تقضي بقية الأيام، التي لا توجد بها أية مناسبات، كالأم الرؤوم التي هجرها أبناؤها، وتركوها وحيدة، كئيبة حزينة تجتر الأحزان والآهات.

ومع ذلك، هناك من سكانها الأصليين من يأبى أن يترك المنامة القديمة، ويصر إصرارا شديدا على البقاء والتمسك بها، على رغم كل المغريات المتاحة له، وعلى رغم كل ما تواجهه المنامة القديمة من مشكلات وأزمات، وضيق الشوارع والازدحام الذي لا يطاق، ومن التهميش والإهمال في تطوير وتجديد شوارعها وأزقتها ودواعيسها الضيقة بين الأزقة والأحياء.

وعلى رغم مزاحمة الآسيويين لهم في عقر دارهم، وفقدانهم لصحبة بقية الأهل والخلان الذين تركوهم، وراحوا ليسكنوا في مناطق مختلفة من البلاد، وهذا جميل ووفاء وشهامة منهم؛ لأنهم لا يزالون يتمسكون بديار الآباء والأجداد، ولا يرضون عنها بديلا مهما كان، وهو تمسك بالماضي العريق وحفاظ على الهوية التي كادت أن تطمس، لولا تشبث البعض وإصرارهم على الحفاظ على تراث الآباء والأجداد.

محمد خليل الحوري


حسن وزهراء وزواج مبارك

 

أبيات متواضعة نضمتها اهداء بمناسبة زواج ابنتي البكر زهراء...

أيا زهراء يا حبي

ملكت القلب والروح

فجاء الطير يشدوها

فقام الشعر بالبوح

فتى سعدٌ بَهاء أقبل

أيا زهراء رنا وضوح

طيور الحب بأيدينا

تناغي الوجد والروحِ

فكان السعد ملتاعا

يلوح من فوق ذا الدوح

جليلٌ أنت والخوخي

تضامَّ الود بأفراح

زواج الحور قد أنور

يهيم العقل والروح

جمعنا الأهل والقربى

شفى من كان مجروح

فيبقى الأنس مشدودا

ويبقى الغم بأتراح

مصطفى الخوخي


مواصفات النائب أو البلدي الذي يطلبه الوطن في انتخابات 2010

 

وقد نرى في المجلس الواحد من يختلفون في تقييم شخصية معينة، قسم يعطيها الثقة وقسم آخر يراها ليست في محل الثقة، وكل واحد يقيس الأمور حسب رؤيته الخاصة، قد يصف أحدهم شخصية معينة بأنها غير صالحة لأن تكون في المجلس النيابي أو في المجلس البلدي باعتبارات شخصية ليست لها علاقة بالاعتبارات العامة، بمعنى أوضح، في بعض الحالات يكون الحكم على أساس أن هذه الشخصية لم تقدم خدمة لذلك الفرد عندما لجأ إليها، على سبيل المثال، طلب منها التوسط إليه في أي جهة لقضاء حاجته الخاصة، ولم تقم بتلبية طلبه، يكون من وجهة نظره أن تلك الشخصية لا تستحق الدعم والمؤازرة لا منه ولا من الناس، مثل هذا التقييم لا يعتد به عند العقلاء، التقييم الواقعي للأشخاص الذين ينون الترشح في الانتخابات يكون على أساس الأعمال التي يقدمونها للمجتمع وليس للأفراد، لم ننس أعمال بعض المرشحين في الانتخابات السابقة.

قبل عدة شهور من إجراء الإنتخابات بعضهم قام بالتوسط لعدد من ابناء الأسر في دائرته الانتخابية لتوظيفهم، والبعض رصد موازنة خاصة لشراء الثلاجات والمكيفات وغيرها للأسر الفقيرة، وكانوا في حال تقديمهم بعض الخدمات إلى أصحاب الطلبات، يحثونهم للتصويت إليهم بكل صراحة ووضوح، ويقولون لهم ان ثمن شراء بعض ما تحتاجونه أو التوسط إليكم لتوظيف أولادكم أو بناتكم هو الإدلاء بأصواتكم إليهم، بعضهم فاز في الانتخابات السابقة بالوعود الخاصة والكثيرة التي أعطاها لأبناء دائرته، والتي لم يحقق منها إلا الجزء اليسير قبل الانتخابات.

وقد يلمح إليهم أن ما قدمته ما هو إلا عربون أو مقدمة لأعمال وخدمات كبيرة في المستقبل بعد فوزه بمقعد في المجلس النيابي أو المجلس البلدي، بعضهم اعتمد على دعم جمعياتهم الخيرية والإسلامية التي تنفق الكثير من أموالها لمساعدة المعوزين في دوائرهم الانتخابية من أجل تقويتهم في أوساط مجتمعاتهم، وفي موسم الانتخابات تجد العطاء للفقراء يزداد أضعافا مضاعفة كما يقولون، والذين تأخرت طلباتهم مدة طويلة، تلبى بسرعة فائقة إليهم، ويوصلونها إلى بيوتهم وهم يضحكون، ما أردت قوله، تقييم بهذا النوع يفرز النائب أو البلدي غير مستحق للناس في أكثر الأحيان، لماذا؟ لأن التقييم بني على أساس المنفعة الشخصية ولم يبن على أساس المنفعة العامة، كان البعض يقولون إنهم تقدموا إلى تلك الشخصية بطلبات للتوسط إلى جهات معينة لتحقيق أمور خاصة إليهم، ولم يلب طلبهم، ولم يسع إلى تحقيقها، أما التقييم الواقعي هو الذي يبنى على أساس المنفعة العامة، بأن يقال عن هذه الشخصية، لم يجدوا لها بصمات بارزة في مختلف المشاريع التي تخدم عامة الناس في دائرته، ولم تعط تلك الشخصية رأيا في مسألة تهم أبناء وطنه، ووجدوها تتقوقع في إطار مذهبي أو طائفي أو عرقي أو فئوي، وكأن الوطن من وجهة نظرها يتألف فقط من أبناء طائفتها أو من المنتمين إلى مذهبها أو عرقها أو فئتها، ولم تضع مصلحة بقية أبناء الوطن في ذاكرتها، وكأنها بأقوالها وأفعالها تقول لمن يختلف معها من الناس في المذهب والطائفة أو العرق أو الفئة، لستم منا ولستم من أبناء الوطن، فلهذا تسمح هذه الشخصية أو تلك لنفسها بالتعدي على مشاعر وحقوق الآخرين الذين لا يتفقون معها في الرأي ولا في المنهج ولا في الشعار الطائفي الذي تتبناه وترفعه على رؤوس الأشهاد في كل حين ووقت، وتحاول مثل هذه الشخصيات إبراز نفسها على حساب الآخرين، وكأنها بأسلوبها الممقوت تكرر في كل محفل تتواجد فيه، بأنها هي الوحيدة في الوطن التي تعرف متطلبات الوطن الوطنية، وغيرها يعمل على تقويض تلك المتطلبات الوطنية، علماء النفس يقولون عن مثل هذه الشخصيات التي إذا ما وجدت في أوساط النيابيين والبلديين الحاليين أو وجدت ضمن المرشحين في انتخابات 2010، فإنها تعاني حالة نفسية شديدة ضد الآخر، حتى جعله يعكس جهله بالمعاني الوطنية الحقيقية على الآخرين من أبناء هذا الوطن، وأخذ يصفهم وينعتهم بنعوت في حقيقة الأمر هي التي تتصف وتنعت بها، فهذا يقال في علم النفس عن أقوال وأفعال مثل تلك الشخصيات (بالإسقاط النفسي )، وهذا وضع نفسي خطير إذا ما أصيب به أحد من الناس والعياذ بالله، ومن يجد في مجتمعنا الإنساني انه يعاني من هذا المرض النفسي الخطير عليه أن يراجع المصحات النفسية لمعالجته قبل تفاقم الحالة وكيف بالذين يريدون تقديم أنفسهم لتمثيل الناس في المجلس النيابي أو المجلس البلدي، قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (بل الإنسان على نفسه بصيرة)، لن يكون أحد من الناس أعرف بتلك الشخصيات من أنفسهم، حتى ولو لجأت إلى التحايل والمكر والتدليس والافتراء على الوطن، ووصفوا أنفسهم بأنهم هم فقط الذين يعرفون المعني الحقيقي للوطن وغيرهم يجهلون ذلك المفهوم، فإنهم في داخلهم يعلمون أنهم ماداموا يعيشون هذه الحالة النفسية السلبية أو فلنقل المرضية مع الناس لن يسهموا في تطوير ونماء الوطن؛ لأنهم لا يملكون إمكانيات التطوير والنماء، لن أسمي نائبا بعينه ولن أذكر كتلة نيابية بالاسم؛ لأننا على يقين أن كل من يتصف بهذه الصفات السلبية تجاه الوطن بكل شرائحه وطوائفه وأعراقه، إذا سمع هذا الكلام قد يشعر بهزة أو قشعريرة في بدنه أو حكة في جسمه أو زغللة في عينه أو يشعر بأنه يحتاج إلى كمية أكبر من الأوكسجين أو سيتصبب من وجهه العرق .

سلمان سالم


البحرين إلى أين؟

 

إذا كنت من يتتبعون الأخبار، لربما تتخيل ماذا سيحدث في مستقبل أيامك ولربما مستقبل أبنائك، نتيجه تحليلك للمعطيات التي تنشر في الصحف اليومية.

ولكن أنا - وأعوذ بالله من الأنا - حاولت هذه المرة أن أتصور ما الذي سيكون عليه مستقبلنا، فلم أجد سوى تشوش في ذهني ولم استطع أن اتخيل ذلك المستقبل. على رغم المعطيات والتقارير الوافية التي نشرت في الصحف حديثا، فهناك تقرير يحذر من آثار التغير المناخي، وآخر يتحدث عن الزيادة السكانية، فيا ترى ما الذي سيواجهنا بعد كل هذه التغيرات؟

انطلق يوم الخميس الماضي المنتدى العربي للبيئة في بيروت، ليستعرض تقريرا وُصف بأنه (خطير) ويحذر من ارتفاع مستوى البحار في عدد من المدن العربية نسبة للتغيرات المناخية.

وأعلن فيه أمين عام المنتدى العربي رئيس تحرير مجلة (البيئة والتنمية) نجيب صعب عن استعراض تقرير هو عبارة عن تحليل لصور فضائية حديثة وعالية الجودة، أنجزها مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية خصيصا للمؤتمر، إذ تم للمرة الأولى تطوير سيناريوهات للآثارالممكنة لارتفاع مستوى البحار من متر إلى خمسة أمتار على الشواطئ العربية، ويظهر أن ارتفاع متر واحد سيؤدي إلى غمر 41 ألف كيلومتر مربع من الأراضي العربية. والله أعلم كم سيكون رزق ونصيب بلادنا من هذه الـ 41 ألف كيلو متر مربع في حال لو ارتفع مستوى البحار مترا واحدا فقط! (الله يعين على الخمسة أمتار) لتتقلص رقعة البحرين الجغرافية وتصغر.

ومن جهة أخرى، كشف تقرير دولي أن عدد السكان في دول مجلس التعاون الخليجي سيزداد بنسبة الثلث ليبلغ 53 مليون نسمة العام 2020، وأكد هذا التقرير أن منطقة دول المجلس تتميز بأنها واحدة من أسرع المجتمعات السكانية نموا في العالم.

ولكن بالتأكيد البحرين تختلف عن دول مجلس التعاون من جهة النمو السكاني، فهي تستخدم مضخا إضافيا مميزا لا تستخدمة باقي دول مجلس التعاون لرفع نسبة النمو السكاني. فبجانب النمو السكاني الطبيعي هناك نمو سكاني مصطنع في هذا البلد الصغير الذي سيواجه آثار التغير المناخي، حتى قال البعض ليس صعبا ان تتخيلوا شوارعنا عام 2020 وهي تغص بمليوني نسمة.

تقرير المنتدى العربي الذي حذر من ارتفاع مستوى البحار نستطيع وبسهولة أن نستنتج منه ان رقعة البحرين الجغرافية ستصغر وتتقلص، في الوقت الذي يتحدث فيه تقرير آخر عن الزيادة السكانية التي تواجهها المنطقة، وإضافة الى التجنيس الحاصل في بلدنا. ما هو المصير واي صورة ستكون عليها البحرين وشعبها؟

حيدر


لقد سامحتك... هل تسامحني؟

 

جملة من كلمتين سهلة و لكن صعب النطق بها خاصة في هذه الأيام و السبب يعود إلى التربية و الظروف المحيطة بنا و التي عصفت بنا و جعلتنا ننظر إلى البعض نظرة الأعداء، ويتعدى الأمر من الأفراد إلى جمعيات ومؤسسات أخرى إذ نرى المنشغلين فيها لا يتجاوزن أخطاء بعضهم البعض، بل ترى أن البعض منهم يتصيد هفوات زملائه ويتصيد له. كمن سمع كلمة قد خرجت من فرد كان يحسبه صديق له بأن عنده ملف ضده! كلمة كبيرة: ملف ! أكرر ما هي الأسباب التي جعلتنا نصبح في غابة الذئاب كلٌّ يريد أن ينهش من لحم أخيه أو أختها.

أتصور أن السبب الرئيسي هو المصالح التي تلعب دورها بيننا، فكم منا قد تم بيعه في سوق الصداقة والزمالة وذلك لأن الصديق أو الصديقة تعرفت على شخص آخر ومن شروط هذه الصداقة الجديدة أن يشترط الصديق أو الصديقة الجديدة أن أترك مصاحبة فلان أو فلانة! مع العلم بأن الكثير من هذه الصداقات محكومة بالفشل، وبالتالي سيأتي الصديق أو الصديقة لطلب المسامحة فهل أنتم مستعدون!

وأختم موضوعي هذا بعبارة مقتبسة من أحد الأفراد أعجبتني وهي «كن قادرا على الصفح عن الأخطاء غير المقصودة... إن الآخرين مغرقون بمشاغل الحياة، لذلك فإنهم معرضون للنسيان...فلِمَ تصنع من تلك الهفوات مشكلة كبرى؟ هل أنت بحاجة إلى إعادة التأكد من مثل تلك الأخطاء إلى هذه الدرجة؟ عندما تكون رحيما يصبح الناس رحماء، إذ يتذكرون عاداته ويضعون الأشياء في منظورها الصحيح ، ويعتذرون، ويصادقون الآخرين كل ما يتطلبه الأمر هو أن تظهر تسامحك ولباقتك في موقف عصيب حتى تجتازه بشكل أفضل.

مجدي النشيط


الفرامل المعطلة

 

ها أنا أقف عند إشارة حياتي، الحمراء توقفني وتمنع عني سعادة أوقاتي، والصفراء تجعلني استعد لكي أواجه ما هو آتٍ، والخضراء تدفعني لكي أسير ببطءٍ خوفا من مطبة أحزاني، لا أستطيع أن أرى، لا أستطيع، ولا توجد مصابيح لكي تنور لي طرقاتي، فلا أقدر أن أتخطى هذه الجسور التي تفصل بيني وبين أفراحي، لم أعد أبالي فلقد أصبحت في كل يوم أصطدم بجدار وحدتي الذي أصبح يتفتت شيئا فشيئا فيقع فتاته على نار أزماتي، فلا يوجد إسعاف لكي يأخذني ويخفف عني ألمي وصرخاتي، فإلى متى سيبقى هذا الجدار عائقا في حياتي؟ إلى متى؟ انهمرت دموعي إلى أن لطخت كامل وجهي، فلقد صنعت لي مقودا أركبه في سيارة مشاكلي وابتكرت لي عدادا ليقيس مدى سرعة ضحاكتي، فأتمنى أن لا يأتيني شرطي من البشر ويخالفني بمخالفة طيبتي واحساسي، فعندها فعلا سألغي رخصة قيادتي.

أرى في رحلتي أنوارا فأكتشف أنها تنبع من المساجد، فأنا أقف دائما عندها لكي أصلي جميع صلواتي وأحمد ربي فيها على ما أصابني وأسأله أن يخفف عني ولو القليل من كربي وأزماتي، فهو الوحيد الذي أفر إليه في كل ساعاتي، فأنا ما زلت أتساءل كم من المسافة بقي؟ ففجأة أرى نفسي دخلت في نفق مظلم يدخله المتميزون الذين يعيشون نفس أحوالي وأستغرب أكثر عندما أرى الفاشلين يصعدون على جسر فوق النفق ويصلون بسرعة إلى مرتبة الشرف ويسرقون حقا لم يكن لهم ويصبحون هم الذين في العالي!

فلنستيقظ، فلنستيقظ، فلقد أصبحنا نتبع أي طريقة كانت فلم نعد نخجل ولا نهتم ولا نبالي.

أين هم أصحاب المعالي؟ أين هم؟ أين أنا؟ ربما اختفيت وسط زحمة الشوارع المملوءة بالناس الذين منهم من هو سفيه ومنهم من فقد ضميره ومنهم من ظلمني ودمر تفوقي ونجاحي، لماذا كل هذا لماذا؟ لماذا؟ لا أدري إلى متى سأظل أسير في شوارعي السوداء؟ ربما حتى مماتي.

علي تلفت


لرياض الاطفال أن تكون «تمكين» الثانية

 

الروضة هي المرحلة الأولى والأهم في بناء شخصية الطفل وعقليته وتطور مداركه إذ إنها البيئة الاجتماعية الأولى التي يعيش فيها بعد الأسرة، هي اللبنة الأولى في حياته وأساسه كما أن المدرسة تعتمد وبشكل كبير على رياض الأطفال حتى إنها تقيّم الطفل حال تسجيله للمدرسة وباختبارات كادت أن تكون اختبارات المراحل المتقدمة من الدراسة الابتدائية، بعكس ما كنا عليه إذ نتعلم الحروف والكلمات الأولى في المدرسة إلا أنه الآن يجب على الطفل الملتحق بالمدرسة أن يعرف ذلك كله، فتبدأ المدرسة بتعليمه في مستويات أعلى من القراءة وأساسيات مهمة لتنمية عقله وغالبا ما يكون قد تعلمها أيضا في مرحلة الروضة. ولا ننسى صقل شخصية الطفل وجعله مهيئا لدخول المدرسة والتعامل مع العالم الخارجي. على رغم كل هذه الأهمية الكبرى لرياض الاطفال، إلا إنه يقع عليها الكثير من الظلم والإهمال والتهميش... إذ مدرّسة رياض الأطفال تتحمل مسئولية عظيمة، وبرواتب متفاوتة حسب صاحب العمل، وفي الأعم هي زهيدة وليست بمستوى المجهود الجبار الذي تقدمه والإنجاز الكبير المعطى. علاوة على ذلك، و كما يعلم الجميع أن رياض الأطفال أصبحت ملجأ الكثير من العاطلات الجامعيات إذ تميزها بالعقود المؤقتة وعدم خسران الوظيفة الحكومية لذا أصبحت الحل المؤقت للبطالة.

والاستفهام هنا لما لا تكون رياض الأطفال الحل الدائم للكثير من العاطلات إذ العمل التربوي مرغوب للجميع وما يمنعهن فقط عدم وجود ضمانات أو رواتب تناسب مؤهلاتهن... فأصحاب العمل ومالكو رياض الأطفال معذورون إذ يتكبدون الكثير من المسئوليات والالتزامات المالية من صيانة وتجديد وإعادة تأهيل المباني ونثريات طائلة كما أن الغالبية من رياض الاطفال مبانٍ مؤجرة، وبمبالغ كبيرة ملزمة بمواصفات وشروط وزارة التربية فيما يتعلق بأمنها وسلامتها.

لذلك لا يستطيع صاحب العمل أن يجزي بالراتب والعطاء بحسب ما يناسب أصحاب المؤهلات الجامعية، كما ولا ننكر أن بعض مالكي الرياض يبالغون في محدودية الراتب.

إذن، لما تقف وزارة العمل مكتوفة الأيدي أمام هذه المشكلة، أليست هي من عملت على مشروع التعطل والتعاون مع تمكين الآخذة بالعمل على دفع جزء من راتب العاطل الجامعي والطرف الآخر يدفع الجزء الآخر، كذلك رياض الأطفال يمكنها أن تكون «تمكين» الثانية فتعطي جزءا من الراتب والوزارة تتحمل الجزء الآخر وبعقود دائمة وبضمانات مستقبلية فبذلك تكون رياض الأطفال قد حلت قضية معقدة بالنسبة لوزارة العمل ألا وهي العدد الكبير من العاطلات الجامعيات وبدلا من صرف راتب كامل والتي هي مجبرة أن توفره للعاطل يكون جزءا، إذن هي أوجدت حل لقضيتين (تقليص عدد العاطلين، تقليص الموازنة المرصودة لحل قضية العاطلين).

يجب الوقوف على مشكلة رياض الأطفال وأخذها بعين الاعتبار إذ العاطلات الجامعيات زاد عددهن والعاملات في هذه الرياض يشكين الوضع المزري، إذ الراتب الزهيد والمهين لحجم المسئولية التي تتحملها العاملة في هذا القطاع، وأصحاب الرياض لا يستطيعون الحراك فالقيود كبيرة والمسئوليات عظيمة لا يجزيها عمل الروضة.

ربما هو مجرد اقتراح أتمنى أن ينال الاهتمام والتجاوب وذلك لتقديم خدمة جليلة لأبناء الوطن المعطاء وحل قضايا مؤرقة .

رائدة عيسى أحمد علي

العدد 2646 - الخميس 03 ديسمبر 2009م الموافق 16 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً