العدد 2648 - السبت 05 ديسمبر 2009م الموافق 18 ذي الحجة 1430هـ

سياسة تركيا الخارجية تثير مخاوف أميركا والغرب

من المحتمل أن يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما يجتمع مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل بأسئلة تستفسر عما إذا كانت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي تغير وجهتها بعيدا عن الغرب وفي اتجاه إيران. ويزور أردوغان الذي يتزعم حزبا له جذور إسلامية واشنطن الأسبوع المقبل في وقت تثير فيه مساعي أنقرة لبناء علاقات أقوى مع طهران المخاوف بين الحلفاء الغربيين.

ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان البرنامج النووي الإيراني وما إذا كان في مقدور تركيا إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان لدعم زيادة القوات الأميركية التي أعلن عنها أوباما هذا الأسبوع. وقال إيان ليسر من مركز أبحاث (مارشال فاند) الألماني ستكون إيران الاختبار الرئيسي بالنسبة للعلاقات التركية الأميركية. وترى الولايات المتحدة أن علاقات تركيا المزدهرة مع إيران تخفف من عزلة طهران في وقت تسعى فيه واشنطن للضغط على الجمهورية الإسلامية كي تقبل اتفاقا يقنع الغرب بأنها لا تخفي برنامجا سريا يحولها لدولة تملك أسلحة نووية. وزار أردوغان طهران الشهر الماضي لتوقيع اتفاقيات للغاز واتفاقيات تجارية كما استضاف الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد في قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في اسطنبول. وأثار أردوغان استياء حلفائه الغربيين عندما وصف العقوبات المفروضة على طهران بأنها متغطرسة، وقال إنه يتعين على الدول التي تعارض أنشطة الجمهورية الإسلامية الذرية أن تتخلى أولا عن أسلحتها النووية. وقال أوباما الذي زار تركيا في أبريل/ نيسان الماضي إنه يمكن لأنقرة أن تلعب دورا إيجابيا في تهدئة النزاع مع إيران. وقال ليسر سترغب إدارة أوباما في أن تتأكد من أن أنقرة تستخدم نفوذها لتوصيل بعض الرسائل القاسية لإيران. ومن بين الأمثلة الأخرى التي قال دبلوماسي أوروبي في أنقرة أنها سلوك مقلق لأردوغان توتر العلاقات بين تركيا و «إسرائيل» ودعم أردوغان للرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي صدرت ضده لائحة اتهام من المحكمة الجنائية الدولية. ويقول محللون إن تركيا لا تزال رغم الخلافات حليفا قيما للولايات المتحدة حيث تحتاج واشنطن لمساعدتها في التصدي للتحديات في أفغانستان وباكستان والعراق والشرق الأوسط. وتركيا طريق مهم لعبور القوات والعتاد الأميركيين للعراق ويمكن لقاعدة إنجلرليك الجوية أن تقوم بدور رئيسي عند انسحاب القوات الأميركية. وقال سميح إيديز الكاتب في صحيفة «ميليت» اليومية لا يوجد لدى الجانب الأميركي فيما يبدو نية لإثارة أي اضطراب في العلاقات مع تركيا لأن تركيا مهمة جدا. وأضاف القضايا المرتبطة بالعراق وأفغانستان والقوقاز جميعها تعني الكثير بالنسبة للولايات المتحدة. وأعلن أوباما يوم الثلثاء الماضي عن إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.

وتريد واشنطن أن يحذو الحلفاء حذوها. ولتركيا نحو 1750 جنديا في كابول وحولها لا يشاركون في عمليات قتالية، وتقاوم أنقرة منذ فترة طويلة ضغوطا من واشنطن لتقديم المزيد من القوات القتالية. وقال السفير الأميركي لدى أنقرة جيمس جيفري إن أوباما وأردوغان سيبحثان الموضوع.

مضيفا نتوقع مرونة في تحديد المهمة التي ستضطلع بها القوات التركية. كل جندي في أفغانستان قوة قتالية

العدد 2648 - السبت 05 ديسمبر 2009م الموافق 18 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً