العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ

حشو العيون بالقطن!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان - الذي يوافق الاحتفال به اليوم (الخميس) 10 ديسمبر/ كانون الأول - الناس في كل مكان، وعلى جميع المستويات، «إلى مكافحة التمييز».

وبحسب كلمة بان كي مون بالمناسبة فإن الأمم المتحدة اختارت «مكافحة التمييز» شعار هذا العام؛ لإيمان المنظمة «بعدم خلو أي بلدٍ من التمييز، فهو موجود في كل مكان وبأشكالٍ عديدة: قديمة وجديدة، مُستَترةٍ وسافرة، عامة وخاصة. وقد يظهر كعنصرية متأسسة، أو كصراع عرقي، أو كحوادث تعصُّبٍ ورفض، أو كنسخة وطنية رسمية لتاريخ يُنكر هوية آخرين».

الحديث عن التمييز ينكأ جراح الكثيرين في البحرين، سواء على الصعيدين الرسمي والشعبي، فهناك مطالبات شعبية بفتح هذا الملف بشفافية، ومعالجته معالجة جدية، وهناك نفي رسمي قاطع لوجود أي شكل من أشكال التمييز، ولايزال الجدل محتدما بشأن هذا الملف على رغم أنف بان كي مون الذي صرح بوجود التمييز في كل مكان.

المشكلة أن نفي الحقيقة لا يغير من كونها حقيقة، ولا أعرف لماذا الإصرار على عدم الخوض في هذا الملف المفخخ والمرشح للانفجار على حين غَرّة؟! ولعل اهتمام الأمم المتحدة به دليل دامغ على مدى خطورته.

في البحرين كل محاولات فتح هذا الملف تمّت مواجهتها وبأشكال مختلفة، فبمجرد تحريك أوراق هذا الملف تصطدم بخط أحمر لا يضاهيه خط في الاحمرار، ففتحه في البرلمان من شأنه أن يعطل العملية التشريعية، وفي الصحافة من شأنه أن يوتر الأجواء، وعلى طاولات الحوار من شأنه أن يرفع درجة الحساسية، وفي الشارع من شأنه أن يشوّه سمعة البحرين، ويضر بالاقتصاد، ومع المنظمات الدولية من شأنه أن ينشر الغسيل خارج البيت الداخلي، والحل؟! أن يذيب المتضررون من التمييز شكاواهم في «تانكي» ماء - لأنها كثيرة ولن يسعها كأس - وأن يشربوها بهدوء تاااام!!

حشو العيون بالقطن الذي استخدمته أجهزة أمن الدولة سابقا لم يؤتِ أكله، وهو درس يستحق الانتباه إليه، وأيضا الآن فإن حشو أعين الناس بالقطن، وجعلهم يستديرون نحو الجدار، لن يغير من حقيقة وجود مشكلة اسمها التمييز تعصف بالبلاد والعباد، فهي نار لا تنطفئ بوضع الرماد عليها، بل تنطفئ بالماء وماء هذه النار هو الحوار الجاد.

أسئلة كثيرة لدى المنظمات الحقوقية الدولية بشأن التمييز في البحرين، تحتاج إلى إجابة، والسكوت عنها هو الذي يضر بسمعة البحرين، وباقتصاد البحرين، وبحكومة البحرين، وبشعب البحرين، لذلك فإن هذا الملف يحتاج إلى جرأة في معالجته معالجة موضوعية من خلال الإجابة على تلك التساؤلات، تساؤلات عن سبب هذا التفاوت في الدوائر الانتخابية؟ وكيف يمكن لدائرة واحدة في المحافظة الشمالية أن تزن المحافظة الجنوبية بأكملها في أعداد الناخبين؟ وتساؤلات عن الوظائف العليا؟ بما فيها مقاعد الوزراء! ولماذا هذا التفاوت الذي لا يعكس تركيبة البحرين الحقيقية؟! تساؤلات عن دور العبادة وطريقة الترخيص لها، ويمكن اتخاذ مدينة حمد عيّنة على وجود تمييز ديني يحتاج إلى جواب وافٍ شافٍ؟! تساؤلات عن المناهج الدراسية التي تجبر فئة كبيرة على دراسة غير ما تعتقد؟! تساؤلات عن إقصاء البعض عن التوظيف في السلكين العسكري والدبلوماسي؟! كل هذه التساؤلات تنتظر إجابات صادقة، هذا إذا أردنا أن نحتفل مع العالم بيوم حقوق الإنسان الذي يرفع مكافحة التمييز شعارا لهذا العام!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:55 ص

      هؤلاء لا يفقهون !!

      هؤلاء الذين ينكرون التمييز يظنون أنهم سيسكتون من هو متضرر من التمييز و سيقبل بالأمر الواقع ، لأنهم يعتبرون الاستيلاء على حقوق الناس مكتسبات لهم لا يمكن التخلي عنها ، في حين يعتبر النظلومون أن كل محاولات الانكار و محاربة فتح الملفات ما هي الا دليل واحد من عدة أدلة على أن هؤلاء الظالمون لا يفقهون أن الصدور التي يملؤنها بالحقد عليهم ستنفجر في يوم من لأيام و لن يفلت من العقاب أحد !!

    • زائر 10 | 4:34 ص

      التمييز واقع في البحرين لاينكره الا ؟؟؟؟؟؟؟

      من ينكر التمييز في البحرين كمن ينكر
      الشمس ظهرا او في نفسه مرض
      والظلم سيقع عليه يوما فلا يجد من ينقده

    • زائر 9 | 4:17 ص

      القهر هالنوائب

      أنا أكثر ما يقهرني ويبط جبدي اللي يسمون نفسهم نواب وهم نوائب على الشعب البلد غرقان من التمييز والفساد لكنهم ما يرضون أي كلمة من نواب المعارضة تتفوه بكلمة أو تجيب سيرة التمييز

    • زائر 8 | 3:49 ص

      الله المعين

      حتى بعض المناطق تحرم على طائفة كبيرة من المواطنين الاستملاك فيها ويقولون ما فيه تمييز ، والعجب ان اللي يقولون ما فيه تمييز هم من المتدينين ، والعجب الاكبر انه يوجد من يصلي وراء من ينكر التمييز وهم يعرفون ان من يصلون وراءه منافق وكذاب

    • زائر 7 | 1:47 ص

      بلد التمييز

      تسلم يا أخ عقيل فقد أوجزت وأوفيت
      كم نسبة الشيعة من عدد سكان البحرين
      كم هي نسبة تمثيلها في المناصب الوزارية
      كم هي نسبهم في المناصب العليا في الدولة من وكيل وزارة إلى مدير إدارة
      كم نسبة العاملين الشيعة في قوة الدفاع والداخلية
      كم عدد الدوائر الإنتخابية وكم نسب التمثيل السكاني
      الإجابة على هذه الأسألة يتضح كم هي نسبة التمييز والتي لا تضاهيها اي بلد في العالم ناهيك عن الحجب الغير معلن لبعض الوظائف على بعض الطوائف. ويقولون ما في تمييز إذا في البحرين ما في تمييز إذا وين التمييز

    • زائر 6 | 1:28 ص

      ضحايا التمييز مو الشيعة !!

      عجبني مقالك حد الثمالة
      وهو لسان حال كل مواطن..
      اما صاحب التعليق من هم ضحايا التمييز في الواقع من يقرأ تعليقه يضحك مثل ما يقول المثل ( حاسدين الميت على موتت الجمعة ) تبي تتوظف في وزارة الكهرباء او البلديات او البريد او ألبا ؟ حياك تفضل من بيمنعك؟ ويكفي انك تشوف لباسهم في العمل كيف! واذا الدولة هي التي تقسم الوظائف على حسب المعتقدات والمذاهب
      الشيعة هنا ما منقول طائفة منقول شعب يمثل اكثر من نصف الشعب محصور في وظائف معدودة ومبعود عن اهم اهم المناصب
      المشكلة لا حل الابحشو العين بالرمل

    • زائر 5 | 12:56 ص

      عيال مكي

      خاطري اشوف في الجيش ضباط اسمه علي عبدالنبي حسن ..حلم .. خاطري اروح مركز فيه ضابط اسمه عباس .. خاطري اروح الجهاز المركزي ويخدمني موظف اسمه رضا .. خاطري اروح جمارك المطار او الجسر ويخدمني موظف اسمه مكي .. يا اخي مافي حتى يخليك تفكر ان هالاسماء اندثرت او هاجرت .. ويتكلمون عن ديمقراطية ونبذ العنصرية والتمييز.. التمييز موجود بس موبين ابيض واسود لا بين عيال بن دزها وعيال مكي والشاطر يفهم

    • زائر 4 | 12:26 ص

      من هم ضحايا التمييز ؟؟؟

      انظر حولك بتمعن وسوف تعرف من هم ضحايا التمييز !! ليس بالصوت العالي يصبح الحق باطل والباطل حق .. التركيز على وزارة الدفاع وترك باقي الوزارات ( الصحة - العمل - هيئة الكهرباء والماء- البلديات - البريد- الاشغال - وغيرها من الوزارات - البا - بنوكو- بابكو ) اضافة الى بعض شركات القطاع الخاص العملاقة والتي يقتصر فيها توظيف البحرينيين على طائفة مالكها فقط , المشكلة لدى البعض يرى بان العدالة تتحقق فقط اذا اخذ كل شئ , صحيح يا عقيل البعض يحتاج الى حشو عينيه بالرمال وليس بالقطن حتى يشبع

    • زائر 3 | 12:07 ص

      مقص الرقيب

      آه . . آه . . آه
      التساؤلات أخي الكريم الواردة في المقال لب مشكلة أزمة الثقة بين شعب ودولة!!

    • زائر 2 | 10:31 م

      الى متى

      والمذهل ان كلمة التميز اثارت بعض النواب الذين على اعينهم غشاوة وفقدوا اتزانهم الى درجة الحجر على الاخرين من ابداء وجهة نظرهم في المكان المحصن الذي يعبر فيه عن هموم الناس فإلى اي مدى بلغ تعنت الانسان وفقد كل المبادىء الانسانية بل والعقائدية في مقابل الانانية والمصالح الدنيوية قكلمة حقوق انسانية والفساد اصبحت تثير الحساسية عند البعض

    • زائر 1 | 8:39 م

      ياصاحبي لاتحزن

      لمتى احنا على هل الحال يعني كل البشر يعيشون بسلام ويحكمهم القانون والوطنية الى احنا؟ ويش هل المر، هدا سني روح يبه القوه وخد دريسك وهدا شيعي اول دافع عن نفسك لانى احنا منصوب لينا محاكم في كل مكان والحل يعني؟ بنظل بعد مئة سنه وهدا حالنه ويش انسوي والله قلبك يعورك يوم تروح تبحث عن شغل وترجع دموعك على خدك خافوا الله ياناس يابشر ماعندكم قلوب ماتحسون كل شي ولا الظلم والتمييز انا مستعد اشتغل احفر في الشوارع وراتب ميتين دينار وبيت الاسكان احصله بعد فلافين سنة بس بدون تمييز وبدون تفرقه مع اخواني

اقرأ ايضاً